جميعنا نرغب في تحقيق أشياء في حياتنا، فالبعض يريد أن يحصل على جسد صحي، أو أن يؤسس لاستثمار ناجح، أو أن يربي عائلة ممتازة. ولتحقيق هذه الأمور، يبدأ الناس في وضع الأهداف لأنفسهم، تلك هي الطريقة التي يتبعها معظم الأشخاص لبلوغ ما يريدون. ولكن هل هذه الطريقة صحيحة لتحقيق ما نرغب به؟ هل يتمكن هؤلاء الناس من بلوغ الأهداف فعلا؟
ليس بالضبط. في واقع الأمر قد يكون التفكير في الأهداف عائقًا أمام تحقيقها في بعض الأوقات، لذلك يقترح الباحثون استبدال وضع الأهداف بالتركيز على تخطيط النظام، ولمعرفة الفرق تأمل معنا هذه الأمثلة:-
إذا كنت مدربًا، فإن هدفك هو الفوز بالبطولة، ولكن النظام هو تدريب الفريق كل يوم على طريقة اللعب التي تريدها. إذا كنت كاتبًا، فإن هدفك هو كتابة الكتاب، أما النظام فهو إتباع جدول كتابة يوميًا. إذا كنت رجل أعمال، فإن هدفك هو بناء مليون دولار، ولكن النظام هو المعاملة التجارية اليومية والمبيعات. وهنا يأتي السؤال: هل لو أهملت الهدف تمامًا وركزت على نظام تحقيقه هل ستحصل على ما تريد؟ ربما تحصل على أكثر مما تريد في الواقع، لأنه وكما ذكرنا في بداية المقال، قد تعيق الأهداف عن تحقيق الرغبات، وذلك للأسباب الآتية:-
1- الأهداف قد تقلل من السعادة اللحظية: عندما تعمل لتحقيق هدفك، فإنك بالأحرى تقول للاوعيك أنك ليست جيدًا كفاية، فإنك لم تبلغ هذا الهدف بعد. ومشكلة هذه العقلية أنها تضع سعادتها رهن تحقيق هذا الهدف، إنها تقول بمجرد بلوغي هذا الهدف سأكون سعيدًا، ولكنها لا تكون سعيدة أبدًا لأنه ببلوغ الهدف تظهر عدة من الأهداف الأخرى والتي تعيق السعادة مرة أخرى فتمنعك من تحقيق المهام الصغيرة التي ستؤهلك لتحقيق الهدف وهكذا في حلقة مفرغة. بدلًا من ذلك، ركز على عملية تحقيق الهدف والتي تتضمن تلك المهام الصغيرة والممارسة التي تفعلها كل يوم، فذلك سيعطيك سعادة تحقيق المهام الصغيرة، وسيضمن تطورك كل يوم باستمرار في طريق تحقيق رغباتك.
2- الأهداف على خلاف مع التقدم طويل المدى: فلنفترض أنك مقبل على سباق ماراثون، سيعمل الناس العاديون لمدد طويلة من أجل التدريب لأجل هذا السباق، وبمجرد أن يحين وقت السباق فإنهم إما أن يربحوا أو أن ينهزموا وفي الحالتين هناك مشكلة. فإذا ربحوا السباق فإنهم سيفقدون الحماس اللازم لإكمال التدريبات، وفي حالة الفشل فإن هذا سيزعزع ثقتهم بأنفسهم ويؤدي إلى نفس النتيجة. أما إذا كان المتسابقون يركزون على نظام التدريبات فإنهم يملكون الحماس اللازم للتدريب في كلا الحالتين، مما يضمن لهم التقدم على المستوى الطويل.
3- الأهداف تقترح أنك تتحكم في ما لا تقدر أن تتحكم به: هل بإمكانك التنبؤ بالمستقبل؟ بالطبع لا. إلا أن من يرسمون لنفسهم الأهداف يفترضون عكس ذلك، فهم على غير دراية بالأحداث الطارئة والتي يمكنها أن تغير مجرى الأمور، وبالتالي لن يمكننا أن نتوقع بالضبط أي نتيجة سنحصل عليها. ولكن الشيء الأكيد الذي بإمكاننا أن نتحكم به هو هذا النظام الذي نضعه لأنفسنا كل يوم، تلك الممارسة التي سنفعلها كل أسبوع. ويمكننا أن نضع لأنفسنا بعض مؤشرات التغذية الرجعية لمعرفة ما إذا كنا نحرز تقدم في هذه التدريبات أم لا.
اضافة تعليق