كيف تعاملت السينما المصرية مع المثلية الجنسية ؟ دائما ما تكون السينما هي مرآة التاريخ، تنقل أفراح وآلام الشعوب، وتكرسها كعمل درامي. لكن في الوطن العربي تقف السياسة و الدين بوجه نقل هذا التاريخ بحقائقه الكاملة. فمن القضايا التي يمنع عرضها وحتى المناقشة فيها هي المثلية الجنسية ، فأغلب العقول الشرقية تعتبرها شذوذ محرم لا يقبل الحديث به أو حتى تعميمه، بل يجب عدم تسليط أي ضوء عليه لأنه بالنسبة لهم سيساعد في نشره. وللآن لم يتعاملوا مع المثليين على أنهم أناس مثلنا مثلهم بل تعاملوا معهم على أنهم مرضى لابد من معالجتهم والحجر عليهم.
كثرت الأفلام التي تناقش هذا الموضوع، وتناولته بأشكال عديدة، منها من نقد الحالة وحاربها ومنها من وقف إلى جانب المثلي بمشاعره وأحاسيسه. نشطت في فترة السبعينات هذه الأفلام، مثل فيلم “جنون الشباب” لعبت فيه سناء يونس دور المثلية بسبب كرهها الشديد للرجال حيث عرض الفيلم علاقة حب من طرف واحد، أغرمت سناء بصديقتها الممثلة عزة الشريف وانتحرت بعد سفر عزة وزواجها، قام بإخراجه خليل شوقي.
ومن هذه الأفلام أيضاً فيلم “المتعة والعذاب” للمخرج نيازي مصطفى، الذي تناول المثلية كمرض نفسي يجب التعامل معه بحذر، حيث أن قصة الفيلم تدور حول فتاة صغيرة تميل إلى جنسها وتكره جنس الرجال بسبب تصرفات والدها القاسية. وفيلم “قطة على النار” الذي يلعب فيه الفنان نور الشريف دور لاعب الكرة مثلي الجنس، والذي قام بالانتحار بعد معرفة خيانة صديقه له.
في الثمانينات والتسعينات كانت الأفلام التي ناقشت هذه الحالة قليلة وغير قوية فنياً، في التسعينات نجد فيلم “مرسيدس”، للمخرج يسري نصر الله، الذي ناقش الفكرة باحترام وتعاطف مع المثلي حيث كانت القصة تدور بين رجلين وقعا في الحب. ولكن في مطلع الألفية هذا الموضوع انتشر درامياً أكثر، وأصبح المخرجون أكثر جرأة في عرض الفكرة.
ما يدعم كلامنا هنا هو فيلم “ديل السمكة” حيث نقل الصورة بشكل طبيعي وواقعي، وهذا الفيلم من إخراج وحيد حامد. كما نجد في فيلم “عمارة يعقوبيان” أن الشخصية المشهورة قدمت الدور بشكل جريء، لكن لم يكن النص من مناصري الفكري لذلك كانت نهاية المثلي وعقوبته هي القتل.
من الجدير بالذكر أن أول من حاول عرض هذه الفكرة في السينما المصرية هو المخرج صلاح أبو سيف، في فيلم “طريق مسدود”، فقد تم توصيل الرسالة دون أي توضيح مباشر حيث عرضت المثلية من خلال معلمة في الريف.
لم يتوقف المخرج عند هذا الفيلم بل عاد من خلال فيلمه “حمام الملاطيلي” بذكر الفكرة المتمثلة بشخصية الفنان المثلي، ويعرض الفيلم كره الناس لهذا الرسام والدعاء المستمر له بإصلاح حاله ودعوته للتوبة.
(المقال بلا مصدر لأن المعلومات تم تجميعها من العديد من المواقع العربية، بسبب ندرة المواقع الموثوقة الأجنبية التي تتناول هذا الموضوع).
اضافة تعليق