إذا أردتَ أن تتوقف عن القلق، فعليك أن تتوقف عن التفكير الكثير. التفكير شيٌ جيد طبعًا ولكنكَ عندما تركّز وقتًا كبيرا على تحليل الأمور، فإنّ ذلك سيسبّب لك الكثير من التوتّر.
أحيانًا يكون القلق أمرًا جيدًا لأنه الطريقة التي يدرك بها العقل أهمية الموقف. ولكننا كثيرًا ما نقلق جدًّا لأسباب غير منطقية. هذه المقالة ستعطيك طريقتين تساعدانك على الإقلال من قلقك.
عندما نقلق، فإن الذي نفعله غالبا هو توجيه عقلنا نحو المستقبل. نتخيّل صورًا وقصصًا سلبيّة. نفكّر في أسوأ الاحتمالات.
الطلّاب ربّما قضوا كثيرًا من وقتهم في القلق عن كيف أجروا امتحانهم الأخير. إن الإنسان المتأخر العالقَ في زحام المواصلات يقلق، كيفَ سيفكّر الناس فيه عندما يصل إلى الموعد متأخِّرًا؟
الموظّف الذي يشاهد الأخبار في وقت غدائه في غرفة الاستراحة يرى أنّ معدّلات البطالة ترتفع، فيبدأ في القلق على وظيفته.
في كل هذه الحالات، يقلق الناسُ من أجل أشياء لم تحدث بعد. ودَعْ عنكَ هذا، إنهم يقلقون من أجل أشياء لا يملكون سيطرةً عليها ولا تحكّمًا بها في الوقت الحاضر.
إذا أردتَ أن تتوقف عن القلق، فعليك أن تفكّر كيف تعيش اللحظة. اعلَمْ أنّ معظم الأشياء التي يقلق من أجلها الناس، لا تتحقق. قد تقضي معظم وقتك في اليقظة تُقْلق نفسك إلى درجة أنّك تبدأ بالتقليل من سعادتك. ربّما تنسحب حتّى من حياتك لأنّك خائفٌ من كل احتمالٍ سلبيّ تخيّلتَه في رأسك.
فكيفَ إذن تكفّ عن القلق عن كلّ الأشياء؟ إليكَ قانونًا بسيطًا. إذا لم تملك شيئًا يحسّن الموقف الآن، فدعه يمضي. توقّف عن القلق من أجل أشياء لا تتحكم بها.
إنّ الطالب الذي يقلق من أجل معدّله الدراسيّ يُهْدر وقته ببساطة، لأنّ ما فات فات. وسواءٌ أمضى وقته في القلق أو في المرح، لن يغيّر ذلك شيئا في النتيجة.
الموظّف الذي يرى معدّلات البطالة ترتفع قد يقلق من أجل وظيفته، وربّما جدّ في عمله أكثر، ولكن في تلك اللحظة، في أثناء الغداء، لن يستطيع أن يفعل شيئا، فلا داعي للقلق إذن.
وهذا كتابٌ عظيمٌ عن هذه الفكرة -عليك أن تقرأه- اسمه: ’’دع القلق وابدأ الحياة‘‘ لكاتبه ديل كارنيجي.
يقدّم الكتابُ كثيرًا من الطرق التي تساعدك على التخفيف من عادة القلق. يمكنك أن تكتب الأشياء التي قلقتَ من أجلها، ثم تحسب النسبة المئوية التي تحققتْ منها.
ما إن أدركتَ أنّه لا داعي ولا معنى للقلق من أجل أشياء لا تملك السيطرة عليها، إلّا وتوقّفت عن القلق عن أي شيٍ، ستبدأ تستمتع بحياتك أكثر وأكثر.
اضافة تعليق