تاريخ “الأجسام الطائرة الغامضة” في الثقافة الشعبية مصطلح “يوفو” يدل على الأجسام التي قد تكون مراكب فضائية، رغم أن المصطلح أعمُ من ذلك، فهو يشير إلى كل ظاهرة جوية غير معروفة الأسباب، في التاريخ المسجل ذُكرتْ مشاهدة اليوفو عددًا من المرات وفي بقاعٍ مختلفةٍ من العالم، لطالما أثار هذا التساؤلات حول الكواكب الأخرى وإمكانية وجود حياة عليها.
الصحون الطائرة: عام 1947 ادعّى رجلُ أعمالٍ يدعى “كينيث أرنولد” أنه شاهد مجموعة من الأجسام تحلق بسرعة عالية بالقرب من جيل رينيه في واشنطن حين كان يحلق بطائرته الصغيرة، وقدّر سرعة تلك الأجسام الهلالية الشكل بألاف الأميال في الساعة، قال إن الأجسام كانت تحلق كصحون تتخطى الماء، وفي التقرير الصحفي الذي نشر بعدها، كتب خطأ أن الأجسام على شكل صحون، ومن هنا جاءت تسمية الصحون الطائرة.
في الاتحاد السوفيتي غالبًا ما ربطت مشاهدة الأجسام الغريبة بتجارب الصواريخ السرية. ازدادت التقارير عن مشاهدة أجسام غريبة طائرة، مما دفع القوات الجوية الأمريكية للقيام بتحقيق وسمي بمشروع Sign ، تضاربت الآراء فالبعض اقترح أن الأجسام هي طائرات سوفيتية متطورة، والبعض قال إنها مراكب أتية من خارج الأرض، بعد عام تم استبدال المشروع بأخر Grudge، والذي استبدل أيضًا بمشروعBlue Book، وكان مقره في قاعدة رايت باترسون في أوهايو، حتى عام 1969 تم جمع تقارير لأكثر من 12000 مشاهدة لأجسام غريبة، وتم فرزها إلى ثلاث فئات: ظاهرة فلكية معروفة، أو من صنع الانسان، ومجهولة الهوية، الفئة الأخيرة شكلت 6% من المجموع حيث لم تكن هنالك معطيات كافية حولها.
فريق روبرتسن وتقرير كوندون: الهوس الأمريكي بالأجسام الطائرة كان يزداد، صيف 1952 رصدت سلسلة من المشاهدات على الرادار بقرب مطار واشنطن، وقيل أن السبب هو انحرافات في درجة الحرارة، لم يكن الجميع مقتنعًا بهذا التفسير، وارتفعت التقارير حول مشاهدة أجسام غريبة إلى رقم قياسي، مما دفع المخابرات الأمريكية لتشكيل لجنة من الخبراء للتحقيق في الظاهرة، ترأس الفريق الفيزيائي روبرتسن من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وبعد تحقيقات واستعراض للصور والفيديوهات المتوفرة، وجدوا أن 90٪ من المشاهدات يمكن أن تعزى إلى الظواهر الفلكية والأرصاد الجوية (مثل الكواكب الساطعة والشهب والغيوم الأيونية إلخ..)، أو إلى أجسام أرضية مثل الطائرات والبالونات والطيور، لم يكن هناك تهديد أمني ظاهر أو ما يدعم فرضية المركبات الفضائية، لكن جزء من التقرير بقي سريًا حتى 1979 مما أثار الشكوك.
أنشئت لجنة ثانية 1966 بطلب من القوات الجوية الأمريكية لإعادة النظر بأهم ما جاء في مشروع بلو بوك، بعد عامين قامت اللجنة بإصدار دراسة لـ 59 مشاهدة، وعرف باسم تقرير كوندون، وبعد استعراض الأكاديمية الوطنية للتقرير وجدوا أنه لا دليل على شيء مشبوه ولا حاجة للمتابعة بهذه التحقيقات، ثم تم تفكيك مشروع بلو بوك 1969.
تحقيقات أخرى: على الرغم من عدم ظهور أدلة على مركبات فضائية، إلا أن بعض العلماء كانوا يرون أن جزء من التقارير يدل على شيء غير مفسر، على رأسهم الفلكي جي ألين هاينك الذي شارك في كافة المشاريع سابقة الذكر، أنشأ مركز دراسات CUFOs للتحقيق في هذه الظواهر ولايزال المركز يعمل.
التقارير الوحيدة المحتفظ بها بقيت في كندا، حيث تم نقلها عام 1968 من وزارة الدفاع الكندية لمجلس البحوث الوطني، وشملت السجلات حوالي 750 مشاهدة، وتم الاحتفاظ بسجلات أقل اكتمالًا في المملكة المتحدة والسويد والدانمارك وأستراليا واليونان، وفي الولايات المتحدة CUFOs، ولازال الناس يسجلون مشاهدات لأجسام غير معروفة.
بالطبع العين ليست راصدًا موثوقًا لهذه الأمور، كثير من الأشياء تلعب دورًا في الرؤية، حتى التصوير فالعقل يميل لتفسير الأمور بشكل يتماشى مع المنطق وقد لا يكون صحيحًا.
اضافة تعليق