تخيل مشهدًا يتسوق فيه أحد الوالدين ولديه بعض من الوقت قبل التوجه إلى المنزل. إذا كان لدى هذا الوالد ابن وابنة ولكن لديه الوقت لشراء هدية واحدة فقط، لمن برأيك تكون الهدية؟
تشير نتائج دراسة جديدة نشرت في دورية Journal of Consumer Psychology إلى أن الأم ستشتري هدية لابنتها غالبًا، في حين أن الأب سيختار شراء هدية لابنه. رغم أن 90% من الناس في الدراسة قالوا أنهم يعاملون أطفالهم من الجنسين على قدم المساواة، اكتشف الباحثون أن معظم الآباء والأمهات يفضلون، عن غير قصد، الطفل من نفس الجنس عندما يتعلق الأمر بإنفاق المال.
تقول الباحثة وأستاذة التسويق في كلية روتجرز للأعمال في نيو جيرسي، كريستينا دورانت : وجدنا أن التأثير كان قويًا جدًا في أربع تجارب مختلفة وعبر ثقافات متنوعة. يحدث تحيز الآباء نحو أبنائهم من نفس الجنس لأن النساء يعرفن بناتهن أكثر ويرون أنفسهن فيهن. وينطبق الأمر نفسه على الرجال مع الأبناء.
في إحدى التجارب، جمع الباحثون مشاركين لديهم طفل من كل من الجنسين. وقيل للمشاركين إنهم سيحصلون على مبلغ قدره 25 دولار لأحد أبنائهم، ويمكنهم اختيار من يحصل عليه. اختارت غالبية الأمهات إعطاء المبلغ لبناتهن، في حين فضل الآباء أبنائهم. ولاختبار ما إذا كان التحيز الجنسي قد حدث في ثقافة مختلفة، أجرى الباحثون التجربة على آباء من الهند، وكانت النتائج نفسها.
فضل المشاركون أيضًا الأطفال من نفس جنسهم عند تحديد من سيحصل على حصة أكبر من الإرث في وصية الأسرة. وأجرى الباحثون تجربة أخرى في حديقة الحيوان حيث أعطي مشاركون لديهم طفل من كل جنس تذكرة واحدة بعد ملء استمارة. وكان عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيدخلون السحب على حقيبة مدرسية للفتيان أو للفتيات. اختارت الأمهات حقيبة الفتيات بنسبة 75% من الحالات واختار الآباء حقيبة الفتيان بنسبة 87% من الحالات.
قالت دورانتي أن لهذه النتائج آثار متعددة على الأطفال لأنهم يربون في عائلات مختلفة. فإذا كانت الأمهات تتخذن معظم القرارات المتعلقة بإنفاق الأموال في الأسرة، تتلقى الفتيات مزيدًا من الموارد كالرعاية الصحية والميراث والاستثمارات أكثر من أخوتهن. وإذا كان الآباء يسيطرون على تمويل الأسرة، يستفيد الأبناء غالبًا على المدى الطويل. قد يكون لهذا التحيز الجنسي اللاواعي عواقب تتجاوز الأسرة.
تقول دورانتي: إذا كانت المرأة مسؤولة عن قرارات الترقية في مكان العمل، تكون النساء غالبًا أكثر استفادة، ويكون العكس صحيحًا إذا كان الرجال مسؤولين عن مثل هذه القرارات. إن كان هذا التحيز الجنسي يؤثر على القرارات المتعلقة بالعطاء الخيري والمدخرات الجامعية والترقيات والسياسة، قد يكون له عواقب شديدة نستطيع تجنبها في المستقبل.
اضافة تعليق