الكاتب: إيان كيرنر Ian Kerner مُستشار المواضيع الجنسية والمؤلف صاحب أعلى نسبة مبيعات في نيويورك تايمز، يكتب مدونات أسبوعية عن الجنس في The Charts.
ما هي الصفات التي يتصف بها حبيب عظيم جدًا؟ هل هي القدرة على التأرجح بين الثريات؟ أو معرفة وحفظ كل صفحات كاما سوترا Kama Sutra عن ظهر قلب؟ أم هنالك صفات أعمق لتكون “جيدًا في السرير”، شيء يحاكي روح أفعالنا وجوهرها؟ في كتابه الجديد (الذكاء الجنسي Sexual Intelligence)، مارتي كلاين Marty Klein المعالج الجنسي الشهير صاحب دكتوراه في الدراسات الجنسية و30 عامًا من الخبرة يتحدى القراء للتفكير في حياتهم الجنسية كما لو أنها استيقظت غدًا فجأة في روسيا من دون أي معرفة باللغة وفقط مع حفنة من الروبل (العملة الروسية) في جيوبهم، يكتب كلاين: لمعرفة ما عليك القيام به فأنت بحاجة لأكثر من المعرفة، أنت بحاجة للذكاء، عليك اكتشاف الأسئلة التي يجب أن تطرحها، وكيفية العثور على الناس الذين يمكن أن يساعدونك، وكيفية اتخاذ القرارات في ثقافة مختلفة وهلمّ جرًا..
هذا هو الذكاء الجنسي وليس القدرة على أن تكون جيدًا في السرير فقط، أو تمارس عاداتك نفسها عندما كنت بعمر 22 سنة، وبدلًا من ذلك يتم التعبير عن الذكاء الجنسي في القدرة على خلق الرغبة والحفاظ عليها في وضع مريح أو أقل من الكمال قليلًا، القدرة على التكيف والتأقلم مع تغيرات جسدك، الفضول والانفتاح على معنى المتعة والتقارب والارتياح والقدرة على ضبط النفس عندما لا تذهب الأمور كما هو متوقع.
يبني كلاين فرضيته عن الذكاء الجنسي من خلال تقديم معادلة بسيطة: الذكاء الجنسي = المعلومات + المهارات العاطفية + الوعي بتغير الجسم، في الواقع المعلومات الدقيقة تعد أمرًا حاسمًا فالكثير منا يحصل على معلوماته من جميع المصادر الخاطئة، كثيرًا ما يعتمد الشباب على مواقع الأفلام الإباحية والحكايات الطويلة في غرف تبديل الملابس أو على ردود النساء اللواتي يزيفن رغباتهن بدلًا من التصريح بالحقيقة في المقدمة، في حين تعتمد النساء غالبًا على برامج الحوار المتعلقة بالولادة.
من حيث المهارات العاطفية و بشكل أكثر صراحة القدرة على التواصل العاطفي مع شريك جنسي هو أمر بالغ الأهمية ولكن الكثير منا يستقيل من الحياة الجنسية بسبب اليأس الهادئ، وأنا أتفق مع حسابات كلاين أنه وفقط بإضافة الوعي بتغير الجسد – ليس فقط جسدك ولكن أيضًا جسد الشريك – يمكنك أن تصبح حقًا ذكي جنسيًا.
في تجربتي كمستشار جنسي أدركت أن هنالك طريقة واحدة لصقل هذه الصفات الثلاثة في وقت واحد مع الشريك وذلك عن طريق ممارسة تمارين تركيز الحساسية، وضعت هذه التدريبات من قبل الباحثين ويليام ماسترز William Masters وفرجينيا جونسون Virginia Johnson وهذه التدريبات كما يوحي الاسم تؤكد على التركيز على الأحاسيس الجسدية، حيث تم النظر إلى الجنس بداية عبر قائمة من الأزواج تمت إعادتها تدريجيًا من خلال عمليات تدريجية من اللمس والتواصل والوعي، وخلالها الشريكان يتناوبان بين مقدّم ومتلقي، وكان الهدف من هذه التدريبات هو تطوير الشعور المتزايد بالوعي الجنسي الذاتي وتقديم فهم أكثر وضوحًا لما يشعر به الشريك.
يتغير الناس وتتغير العلاقات فلماذا لا يتغير الجنس؟ إن التغيرات الطبيعية في دورة الحياة الجنسية في العلاقات طويلة الأمد تجد صعوبة بالغة فتصبح خالية وتهدأ وهذا سبب آخر يجعل الذكاء الجنسي أمرًا مهمًا، وفي كتابها الأكثر مبيعًا في العالم (Mating in Captivity) تشجّع إستر بيرل Esther Perel القارئ على زراعة الذكاء المثير أو الجنسي والتوفيق بين ما هو آمن ويمكن التنبؤ به وبين الرغبة في متابعة ما هو غامض ومثير للاهتمام، كتبت بيرل: “نحن نولد حساسين ونصبح مثيرين، إن زرع الإثارة هو التعامل مع الحياة الجنسية بنوع من الحيوية التي تتجاوز فكرة الذخيرة من التقنيات الجنسية، نتعلم أن نلعب، أن نكون غرباء، أن ننخرط مع خيالنا، الذكاء المثير هو القدرة على التجديد المستمر، الغموض حول ما هو مألوف، والمفاجأة حول ما هو معروف”.
قام كل من كلاين وبيرل بتأليف أعمال مهمة ليست فقط مناسبة للناس من جميع الأعمار ولكن يمكن أن تبقى على رفوف الكتب لدينا (أو لدى القراء الرقميين) طوال حياتنا مع تقدمنا في السن ومقدرتنا على التكيف، يقول كلاين: “الذكاء الجنسي يكون مفيدًا بطرق مختلفة خلال أوقات مختلفة من حياتنا، في العشرينات أثناء استكشاف العالم الجنسي، في الثلاثينات للترابط مع الشريك وفق إيقاع جنسي، في الأربعينات للتحمل والتكيف والتغيير، في الخمسينات نقول وداعًا لجنس الشباب، في الستينات وما بعدها لخلق نمط جنسي جديد”.
والآن هذا هو الذكاء حقًا..
اضافة تعليق