في دراسة طويلة المدى منشورة في مجلة نيورولوجي وجدت علاقة بين الشعور بالدوار والهبوط بعد الوقوف ومرض الخرف، حيث تزداد نسبة الإصابة به عند أولئك الذين يشعرون بالدوار بعد الوقوف.
أجريت تلك الدراسة بواسطة مجموعة من المؤسسات من ضمنها كلية الطب والصحة بجون هوبكنز، أجري البحث على نحو 11 ألف شخص بمتوسط عمر 54 عامًا، حيث استغرقت الدراسة نحو 25 سنة. فحص الباحثون المشاركين عن الخرف والسكتة الدماغية نتيجة توقف الإمداد الدموي لجزء من الدماغ، وتكررت الفحوصات خمس مرات على مدار البحث مع قياس ضغط الدم باستمرار.
هبوط ضغط الدم بعد الوقوف orthostatic hypotension قد يسبب أن تشعر الناس بالدوار. وفي هذه الدراسة كان لدى 552 شخص هبوط في ضغط الدم من البداية. يرتبط هبوط ضغط الدم بأمراض في القلب ولكنه أيضًا يرتبط ببعض الأمراض في الدماغ، لذلك أجريت هذه الأبحاث لتحديد العلاقة بين الأمراض في الدماغ والشعور بالدوار.
أظهرت النتائج أن الأشخاص المصابين بانخفاض ضغط الدم لديهم فرصة أكبر بنسبة 54% للإصابة بالخرف عن غيرهم. فعند هؤلاء غير المصابين بضغط الدم المنخفض أصيب فقط نحو 9% منهم بالخرف، بينما أصيب نحو 12.5% من المصابين بهبوط ضغط الدم بالخرف. كما أن الذين لديهم هبوط في ضغط الدم بعد الوقوف هم أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية كذلك.
وكان ربط ضغط الدم المنخفض بالخرف في الأعمار المتوسطة ضروريًا حتى نعلم من هم بحاجة إلى المتابعة والفحص المستمر حتى نمنع إصابتهم بالخرف.
وفي تعليق على هذه النتائج، أكد الباحثون أن دراستهم غير نهائية بعد. فلا يمكن أن نؤكد الآن عن وجود علاقة حتمية بين الإصابة بضغط الدم المنخفض والإصابة بالخرف على المدى البعيد. كما كانت هناك بعد الأمور والملاحظات على الدراسة التي تحد من تعميم نتائجها منها عدم متابعة المصابين بضغط الدم المنخفض لكي يتأكدوا من استمرار هذا العرض في كل الحالات.
لذا، فبالرغم من أن هذه الدراسة مثيرة إلا أن المزيد من الدرسات بحاجة للتأكيد على تلك النتائج حتى تصل تلك النتائج للأطباء وتكون جاهزة للعمل.
اضافة تعليق