كيف تتعامل السينما العربية مع الجنس السياسة و الدين ؟ أغلب الناس في الوطن العربي لا يفضلون التحدث في ثلاثة مواضيع في جلساتهم، وهذه المواضيع التي تعتبر شائكة هي الجنس السياسة و الدين. كل شخص لديه معتقداته وآرائه حول هذه المواضيع فلن يقبل مثلي الجنس ممارسة العلاقة مع امرأة في حين أردت مناقشته بهذا الموضوع، ولن يقبل يهودي اعتناق دين غير دينه بمجرد الكلام معك. ودائماً سوف تلاحظ أن نهاية مثل هذه الأحاديث ستقود إلى نتائج سلبية ولن تتوصل إلى شيء سوى الخلاف مع أصحاب الرأي المغاير لرأيك. وهذا ما ندعوه ب ثالوث النقاش العقيم.
فمثلاً في لبنان، مثل باقي دول الوطن العربي، الرقابة محكومة بهذا الثالوث. فقد تمتلئ صفحتك على (facebook) أو (instagram) بمناشير قد منعت أو حرمت من التعبير عنها على الملأ على أرض الواقع، كما قد يمنع كتاب من النشر وكذلك الأمر بالنسبة لبرنامج تلفزيوني أو حتى فيلم سينما.
في الرقابة اللبنانية والعربية بشكل عام من الممنوع ترخيص أفلام تحوي أي فكرة مغايرة لهذه الشروط التي تنص على ألا تتطاول على الذات الإلهية، أو تحقر الأنبياء والكتب السماوية، وأن لا تحوي مشاهد جنسية أو ألفاظ جنسية منفرة، وأن لا تتوجه بالاسم الحقيقي إلى الشخصية في حال كان الفيلم يتناول سيرة ذاتية.
ويبقى مسؤولي الإعلام هم الشخص الأساسي في المنع أو السماح لهذه الأفكار بالعرض. فالعديد من الأفلام تم نقدها إن كان من طرف سياسي أو ديني في لبنان مثل فيلم “طيارة من ورق” للمخرجة رند الشهال بطولة زياد الرحباني ، وكذلك فيلم “هلق لوين” للمخرجة نادين لبكي، وأيضاً فيلم “أوتيل بيروت” للمخرج دانيال عربيدة. حيث أن الوصايا تنص أولاً على عدم التعرض لبنية البلد الطائفية، وثانياً منع التعرض لأي سياسي تجنباً للخلافات بين الأحزاب، وثالثاً عدم ذكر أي حادثة لها علاقة بأحداث الحرب الأهلية.
ولكن هذه المعتقدات بالنسبة للشعب اللبناني والعربي أصبحت قديمة وبالية، فمجتمع منفتح مثل مجتمع لبنان يرى أن هذه حرية لابد من التعبير عنها.
وأيضاً في المغرب للعديد من السنوات ظلت الأعمال هناك محكومة بالثالوث ذاته، مخبأة غير خارجة للعلن، وانتشرت لمدة قليلة فقط في عهد سميّ ب “العهد الجديد”، ولكنها راسخة في عقول المغاربة.
معظم الأعمال المغربية خالية من الأفكار العميقة والرسائل الهادفة، ولذلك لم تلاقي النتائج المرغوبة منها، باستثناء بعض الأعمال الهامة جداً مثل فيلم “الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء” و فيلم “هنا ولهيه”.
والتجارب الحالية التي تتخطى هذا الموضوع قليلة جداً. مثل فيلم “المنسيون” للمخرج حسن بن جلون، الذي يحوي مشاهد اغتصاب مثيرة جنسياً، وأيضاً فيلم “هم الكلاب” للمخرج هشام العسري الذي يتناول مواضيع معنية بما يسمى بالربيع العربي، وأفلام لها علاقة بالدين مثل فيلم “ماروك” للمخرجة ليلى المراكشي. الانتقادات مختلفة بين هذه الأفلام فمنها من يعارض الفكرة تماماً، ومنها من يعتبرها تحمل رسالة مهمة لتغيير المجتمع للأفضل.
(المقال بلا مصدر لأن المعلومات تم تجميعها من العديد من المواقع العربية، بسبب ندرة المواقع الموثوقة الأجنبية التي تتناول هذا الموضوع).
اضافة تعليق