تعد الوشوم أكثر شيوعا من السابق، إذ يمتلك نصف جيلة الألفية تقريبًا وشمًا بينما يمتلكه من الجيل القديم ما يقدر نسبته ب36%، استنادًا إلى استطلاعٍ أجراه مركز هاريس التفاعلي، كما قفزت نسبة الأمريكيين الذي يمتلكون وشمًا واحدًا على الأقل إلى 50%. هذا الازدياد الهائل لعدد الأشخاص الممتلكين وشومًا أدى إلى لفت نظر الخبراء وإلقاء نظرة مقربة على هذه الممارسة، وما وجدوه لحد الآن طرح تساؤلات وشكوك عدة.
وجدت دراسة نشرت هذا العام أن الوشوم قد تتدخل مع طريقة تعرق جلدك أو تتعارض معها، حيث يفرز الجلد الموشوم عرقًا بنسبة 50 % أقل من الجلد غير الموشوم، وبحسب قول المؤلف المشارك موري لوتكيميرن البروفيسور المتخصص في علم وظائف الأعضاء في جامعة ألما في ولاية ميتشغان «وجدنا بأن الصوديوم الموجود في العرق يصبح أكثر تركيزًا عندما ينطلق من بشرة موشومة.» عندما تفرز غددك عرقًا، يعيد الجلد امتصاص الصوديوم والشوارد الكهربائية الأخرى من العرق قبل تحرره، لذلك تضمنت نتائج بحثه بأن الوشوم قد تمنع إعادة الامتصاص جزئيًا.
وقد لا يكون هذا مهمًا إذا كنت تمتلك وشمًا واحدًا، أو بعضًا منها، ولكن إن كانت الوشوم تغطي كبيرةً من جسمك -خاصة على ظهرك، ذراعيك أو أية مناطق أخرى تحتوي على عدد كبير من الغدد العرقية- فإن الوشوم قد تتعارض عندها مع قدرة الجلد على تبريد جسمك و الحفاظ على عناصر غذائية مهمة . ويقول لوتكيمير «إذا نظرت إلى شخص ما في الجيش مثلًا، وكانت الوشوم منتشرة لديه بكثرة، فإنه إذا تعرض إلى حرارة عالية وعبء أشغال شاقة، من الممكن عندها أن تطرأ مشاكل في تنظيم حرارة الجسم لديه.».
ويضيف بأن نتائجة أقرب للتكهنات في هذه المرحلة، ولكن أبحاث أخرى ربطت بين الوشوم ومشاكل صحية مختلفة. إذ يوجد تقارير نادرة بعض الشي تربط الوشوم بسرطان الجلد، ويقول كورماك جويس، الجراح التجميلي في مستشفى غالواي الجامعي في إيرلندا في حالة دراسية نشرها في العام 2015 ، في كتابته عن رجل عمره 33 عاما يمتلك وشمًا متعدد الألوان متقنا على صدره، « أصيب المريض سرطان جلدي خبيث ولم يظهر السرطان إلا عند الأماكن المرسومة بحبرٍ أحمر من الوشم.»
وفي تلك الحالة بالتحديد ،لم يكن الحبر الأحمر هو السبب إذ أنه من المحتمل أن الرجل كان لديه سرطان جلد منذ البداية أصابه رسام الوشم بإبرة الحبر الأحمر ما أدى إلى انتشار السرطان في باقي أجزاء الجسم، لذلك لا بأس إن امتلكت وشمًا أحمر طالما لم تظهر أعراضًا لسرطان الجلد، ويضيف جويس بأن نشر السرطان بواسطة زرع الجلد لأمر نادر، لكنه بالتأكيد ممكنا في حالة الوشم . ربطت حالات دراسية أخرى الوشوم بسرطان الجلد، ويضيف جويس «تتضمن عملية الوشم دمج أملاح معدنية وصبغات عضوية في داخل طبقة الجلد» ومن الممكن أن يحفز الإلتهاب المزمن منخفض الدرجة الناتج تحولًا سرطانيًا للخلايا.
لا يوجد مواصفات معيارية لحبر الوشم، إلا أنه بلغ بصورة متكررة عن انتقال أمراض عبر الدم بواسطة الحبر الملوث، وفي العام 2012 ربطت مؤسسة الغذاء والدواء التفشي الوبائي البكتيري في دول متعددة بأحبار الوشوم الملوثة، كما وجد تحقيق مفصل لصحيفة الطب الإنجليزية الجديدة أنه من الممكن أن يطرأ التلوث أثناء عملية تصنيع الحبر، مما يعني أنه لا يمكن لوم صالات وأماكن الوشم، ذكر كاتبي التقرير أن «أحبار الوشم تعتبر مستحضرات تجميلية» ، ونتيجة لذلك فإنه يسمح تداولها في الأسواق من غير رقابة مكثفة، وتتدخل مؤسسة الغذاء والدواء ومنظمات سلامة عامة أخرى فقط عند حدوث شيء سيء.
وقد تسببب المعادن المستخدمة في أحبار الوشوم في ردود فعل في الجلد، إذ وجدت دراسة دنماركية عام 2011 أن 10% من عبوات حبر الوشم المغلقة التي تم فحصها كانت ملوثة بالبكتيريا فوفقًا لجويس فإنه قد فات الأوان على وضع رقابة على الحبر آنذاك. وقال متحدث باسم مؤسسة الغذاء والدواء لمجلة تايم الامريكية عبر الإيميل «تجري مؤسسة الغذء والدواء أبحاثًا لتطوير معرفتها بأحبار الوشم والمكونات المستخدمة فيها، ولإلقاء نظرة مقربة على مكوناتها المختلفة، كما تقيّم المؤسسة أيضًا طرق الفحص الميكروبي نتيجة لانتشار التلوث الميكروبي لأحبار عدة والذي أدى بدوره إلى مساهمات تطوعية لغايات المساعدة.» لا ريب أن المخاطر المرتبطة بالوشوم –إن وجدت- ما زالت مجهولة بالكامل، ولكن مع ازدياد الطلب على الحبر، فإن الحاجة إلى الرقابة العلمي تزداد شيئًا فشيئًا.
اضافة تعليق