على مر القرون كان هنالك هجمات غير متوقعة على أهداف مدنية وعسكرية أثناء الحروب، حيث أنه وبالرغم من دموية الحروب وخسائرها البشرية يبقى موضوع الهجمات المفاجئة بالتحديد أمراً هز الحضارات على مر التاريخ.
إبادة روما من قبل القوط الغربيين (410 ق.م): قام آلاريك الأول والقوط الغربيين بمساعدة من العبيد الثائرين باقتحام إحدى بوابات روما بشكل مفاجئ، حيث يعتبر الحصار الذي قاموا به لمدة 3 أيام هو الأول في تاريخ روما منذ قرون مما أدى إلى صدمة سياسية ونفسية كبيرة، إلا أن المفاجأة الحقيقية كانت عندما تمكنوا من اسقاط روما.
معركة ترينتون (1776م): حدثت هذه المعركة في ليلة عيد الميلاد المسيحي من العام 1776م حيث قام الجنرال جورج واشنطون بعبر نهر ديلاواير المتجمد، قاد الجنرال نحو 2400 جندي من جنود الجيش القاري في غارة غير متوقعة ضد المرتزقة الألمان في هيسين بترينتون في نيو جيرسي، قامت القوات الوطنية بمفاجأة العدو الممول من قبل بريطانيا على حين غرة، كان التأثير ذو المدى الطويل لهذه المعركة هو أن هذا النجاح زاد من معنويات المتمردين كما لقّنت هذه المعركة التاريخ درساً لا ينسى مفاده أنه حتى أقوى الجيوش في الغرب ممكن أن تُهزم.
معركة فرنسا (1940م): غيّر الهجوم الألماني المفاجئ على فرنسا الطريقة التي ينظر بها العالم إلى فرنسا والتي تنظر بها فرنسا إلى نفسها، حيث كان من المعروف أن لفرنسا جيشاً يعتبر الأقوى في العالم إلا أنه بعد انتصار ألمانيا بقيادة هتلر عليها تتالت الاتهامات ضد الجيش الفرنسي حيث وُصف بالانهزامية والجبن، ويعتبر أحد أسباب نجاح هذا الهجوم المفاجئ هو معنويات الألمانيين العالية مقابل افتقار الفرنسيين للإيمان بالفوز.
الهجوم الياباني على بيرل هاربور (1941م): هجم الجيش الإمبراطوري الياباني صباحاً على القاعدة البحرية الأمريكية في هاواي بشكل مفاجئ مما غيّر شكل الحرب العالمية الثانية المستعرة، كما أعاد هذا الهجوم تركيز السياسة الخارجية الأمريكية لتصبح أكثر عمقاً، حيث قال الرئيس الأمريكي جورج بوش في ذكرى هذا اليوم في عام 2008م أن العدو قام بتدمير قواتهم في ذلك اليوم مما اضطر الولايات المتحدة الأمريكية إلى خوض حرب طويلة وصعبة، كما أضاف أن هذه الحرب أثبتت أن الأميركيين من جميع الأجيال مستعدين للدفاع عن وطنهم ضد أي عدو.
حرب الستة أيام (1967م): في صباح الخامس من حزيران عام 1967م قامت الطيارات الإسرائيلية بهجوم مفاجئ على القوات الجوية المصرية حيث دمرت مئات الطيارات، كما استمرت القوات الإسرائيلية بافتعال هجمات مشابهة في سوريا والأردن، أما على الصعيد البري فاقتحمت القوات الإسرائيلية مدينة غزة الفلسطينية وقاموا بتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية لنهر الأردن كما قاموا باحتلال مرتفعات الجولان في سوريا وأكملوا طريقهم إلى قناة السويس في مصر، قامت هذه السلسلة المتتالية من الأحداث المفاجأة والمتسارعة بتغيير جذري في مستقبل الشرق الأوسط.
اضافة تعليق