عشر حقائق من المرجح أنك لم تعرفها قط عن الروم . عُرف الروم لاحتلالهم مناطق شاسعة من العالم ولابتكارهم أنظمة التدفئة الأرضيّة وتطويرهم لشبكة طرقيّة واسعة. لكن كم من المعلومات الأخرى تعرفون عنهم؟ أيّ لغة كانوا يتحدّثون؟ وكيف كانوا يُعاملون الرّقيق في الإمبراطورية الرومانية ؟ وهل كانت المجالدة –Gladiator Fighting- في روما القديمة بذات الشّهرة التي نعرفها اليوم في الأفلام والروايات؟ إليكم بعض الحقائق التي جمعها المؤرّخ (هاري سايدبوتوم) عن تاريخ الرومان.
1- لم تكن المجالدة أشهر فنون التسليّة
كميّة الاتّساع التي تؤمّنها دور العروض الرئيسيّة التي اتّسمت بجاهزيّتها شكّلت موضع الاحتفاليّات المختلفة في روما. مكان فنون المجالدة القتاليّة، أيّ الكولوسيوم –The Colosseum- كان ضخمًا، وقد عُرف سابقًا بمُسمّى مدرّج فلافيان –Flavian Amphitheatre- يُقدّر علماء الآثار أنّه يتّسع لخمسين ألف شخص، مع أنّ مصدر تاريخيّ قال أنّه كان يتّسع لأكثر من 87 ألف متفرّج. لكنّه كان بالمقام الأوّل عُرف لعروض سيرك ماكسيموس -Circus Maximus- حيث أمكن لأكثر من 250 ألف شخص مشاهدة سباق العربات. أمّا العروض المسرحيّة فجاءت في المركز الثالث، حيث يستضيف أكبر مسرح في روما وهو مسرح مارسيلوس –Marcellus- العدد المتواضع لعشرين ألف متفرّج فحسب.
2- لم يجذّف العبيد سفن الروم الحربيّة
في معظم الأفلام والروايات التاريخيّة، عندما تظهر سفينة حربيّة ضخمة، يمكننا سماع صلصلة قيود العبيد وأسواط سجّانيهم. وهذا أمر عفا عنه الزّمن، فالروم، مثلهم مثل الإغريقيون، آمنوا بمبدأ المدنيّة العسكريّة. أيْ أنّه طالما كنت مدنيًا ترتّب عليك واجب الدّفاع عن دولتك، وبذات السجيّة، إن قاتلت دفاعًا عن الدّولة، يتمّ إعطاءك حقوق سياسيّة. هذا الأمر أطاح بالحاجة لاستخدام طاقة العبيد في تجذيف السّفن أو القتال على غرار الإسلام في العصور الوسطى. وفي الحالات القليلة التي تمّ فيها ضمّ العبيد إلى قوّات الجيش، كان يتمّ عتقهم قبل المشاركة في الحرب، أو بعدها.
3- لم يموتوا كلهم في سنّ صغيرة
كان متوسّط العمر المتوقّع، على الرّغم من عدم دقّة الرّقم، هو 25 عامًا. مع ذلك، هذا لا يعني أنّه لم يصل أحد إلى الثلاثينات من عمره أو طعن في السنّ. يُعزى انحراف هذا الرّقم إلى عدد النّساء اللائي لقين حتفهنّ أثناء الولادة، وبسبب ارتفاع معدّل الوفيّات من المولودين حديثًا. فإذا بلغ شخص رومانيّ سنّ النّضج، من المتوقّع أنّه عاش مثله مثل أيّ شخص في حضارتنا الحاليّة.
4- قلّة من السّاعات الرومانيّة لها ذات المدّة
مثلنا، قسّم الروم النّهار إلى 24 ساعة. لكن على خلافنا، تغيّرت أطوال ساعاتهم. بالنّسبة للرّوم هناك 12 ساعة من النهار و12 ساعة من الليل، لذا، كانت السّاعة النهاريّة الواحدة في الصّيف أطول من السّاعة النهاريّة في الشّتاء.
5- لم يتحدّث جميع الرومان اللاتينيّة
على امتدادها من المحيط الأطلنطيّ إلى دجلة، أهِلت الأمبراطوريّة الرومانيّة أكثر من 65 مليون مواطن. بينما كانت اللاتينيّة هي اللغة الرسميّة للجيّش والقانون، الكثير من الناس الذين عاشوا ضمن الأمبراطوريّة تحدّثوا لغتهم الأمّ، وخصوصًا في المناطق الريفيّة النائية. من تلك اللغات المحكيّة ظهرت اللهجات السلتيّة والسريانيّة، ولغات أكثر غموضًا مثل الكبادوكيّة والتّراقيّة. أمّا شريحة النّخبة من الروم، فكانوا من ثنائيي اللغة. فبالنسبة لهم، معرفة اللغة الإغريقيّة كانت علامة على الرقيّ، عندما اغتال الشّيوخ (يوليوس قيصر)، لم يصرخ بعضهم باللاتينيّة، بل بالإغريقيّة.
6- الكثير من الرومان لم يحبّوا الفلسفة
قدّمت لنا الأمبراطوريّة الرومانيّة العديد من الفلاسفة اللامعين من أمثال (سينيكا) و(ماركوس أوريليوس). لكن الرومان كانوا ضدّ الفلسفة لسببين، أولهما أنّها من صنيعة الإغريق، وهُم عِرق تمّت السيادة عليه، وثانيهما أنّ دراسة الفلسفة كانت بمثابة مضيعة للوقت، وأنّ دراستها لا تليق برجل عليه أن يخدم الدّولة.
7- كان هناك قواعد لما يجب وما لا يجب فعله فيما يخصّ العلاقات الجنسيّة
قال الأكاديميّ الفرنسيّ العظيم (بول فين) أنّ الكبت الجنسيّ شلّ الرومان. بينما قد يكون هذا تعبير مبالغ فيه، كان هناك حدود صارمة للسلوك الاجتماعيّ المقبول. على سبيل المثال، بعد ليلة الزّفاف، لا يجب أن تَعرض الزّوجة الرومانيّة المتواضعة جسدها على زوجها بعد فعل المطارحة. على أثر ذلك، لعلّه ليس من المفاجئ أن الادّعاءات التي تبجّح فيها الفلاسفة بأنه لا يجب على رجل سوى مطارحة زوجته، ولا حتّى امرأة من العبيد، قد لقيت إقبال القليلين.
8- نادرًا ما قاتل الألوية إلى جانب صفوف جيوشهم في المعارك
على الرّغم من محبّتهم في أن يُصوّروا بوضعيّات بطوليّة ضمن اللوحات الفنيّة، كانت الجنرالات الرومانيّة مجرّد ’مدراء للمعركة‘ لا محاربين. فقط في ظروف استثنائيّة للغاية كان يُتوقّع منهم أن يُقاتلوا في المعركة. وإذا تمّت خسارة معركة ما، كان يجب على القائد أن يستلّ سيفه وإمّا أن يقتل نفسه أو أن يحظى بموت شريف على أيدي العدوّ. لم يشارك أيّ إمبراطور في معركة سوى (ماكسيموس ثراكس) الذي حكم بين 235 إلى 238 للميلاد.
9- كان الأباطرة يسمّمون أنفسهم كلّ يوم
منذ نهاية القرن الأول للميلاد، كان لدى الأباطرة الرومان عادة يوميّة في أخذ جرعة صغيرة من جميع أنواع السّموم المعروفة كي يكتسبون مناعة ضدّها. عُرف الخليط ذلك باسم ميثروديطوس –Mithridatium- تيمّنًا ببادئ تلك العادة، ملك (بونتوس)، ميثراداتس السادس -Mithridates the Great- الذي حكم بين 120 إلى 65 قبل الميلاد. تمّت صناعة آنية للشّرب من قرن الأحصنة أو الحمير، والتي آمن الرومان بوجودها في الهند، وأن في قرونها مصل مضاد للسموم.
10- آمن الروم أن لديهم أسباب منطقيّة في حكمهم على المسيحيّة
آمن الرومان أنّ دولتهم تعيش بفضل مبدأ سلام الآلهة –Pax Deorum (Peace of the Gods)- فإن عامل الروم آلهتهم الوثنيّة جيّدًا، فستقابلهم بالمثل. أمّا المسيحيّون من ناحية أخرى، إمّا قالوا أنّ تلك الآلهة هي شياطين شريرة أو أنكروا وجودها كليًا. فإذا سمح الرومان لأولئك ’الملحدون‘ أن ينشروا عقيدتهم، فسوف يغضبون آلهتهم ويخسرون فضلها. كما اعتادوا، أعطى المضطهدون الرومان الفرصة للمسيحيين في أن يعترفوا بآلهتهم التقليديّة، وبذا يتجنّبون الشّهادة. بالتأكيد، أيّ مسيحيّ مخلص لن يقدر على تقديم تلك الآلهة الخاطئة أيّ اعتراف، ناهيك عن عقد الطّقوس الوثنيّة اللازمة.
اضافة تعليق