أيًا كان عمرك حالما ترى بعض الشعرات قد تغيّر لونها للأبيض أو الرمادي سترغب مباشرةً في انتزاعها، فبشكلٍ أو بآخر كلٌّ منا يرغب بتأخير عملية التقدُّم في السن وجميع الصفات المرتبطة بها، ولكنك غالبًا ما تتراجع عن ذلك عندما تتذكر المقولات الشائعة التي مفادها أنَّ انتزاع شعرة بيضاء واحدة يؤدي إلى زيادة ظهور الشعر الأشيب.
ومع ذلك ربما قد تساءلت يومًا عن صحة هذه المقولات فقد تكون كغيرها من المقولات التقليدية مجرد خرافة لا أساس لها من الصحة، وفي جميع الأحوال قلة هم من يخاطرون بنزعها قبل أن يتأكدوا تمامًا من عدم صحة تلك المقولات!
بدايةً يكتسب الشعر لونه من خلايا صباغية في أجربة الشعر تنتج صباغ يدعى الميلانين له نوعين وهما المسؤولين عن لون الشعر، ومع التقدم في السن هذه الخلايا تشيخ وبالتالي ينقص أو ينعدم إنتاج الصباغ فيصبح الشعر أشيب.
يحكم السن الذي يظهر به الشعر الأشيب الجينات والوراثة بشكل رئيسي بالإضافة إلى عوامل أخرى كنقص مستويات فيتامين B12 والتدخين إذ وجدت دراسة أن له علاقة بزيادة احتمال ظهور الشعر الأشيب قبل سن الثلاثين من العمر، أمّا العوامل الأخرى التي يشيع عن علاقتها مع زيادة احتمالية ظهور الشعر الأشيب كصبغ الشعر والتوتر مثلًا فهي غير صحيحة.
لكل جراب شعري خلاياه الصباغية ونزع شعرة بيضاء سيؤدي إلى نمو شعرة بيضاء مكانها، شعرة واحدة فهذه الشعرة بخلاياها الصباغية غير مرتبطة بباقي الشعر ولا علاقة لنزع شعرة بما حولها من شعر، إذًا فالمقولات الشائعة غير صحيحة ولكن لماذا استمرت لغاية الآن رغم عدم صحتها؟
ربما يكون ذلك مرتبطًا بنوع من الملاحظة الواهمة، فقد يبدأ الشيب في بعض الأجربة قبل الأخرى وعندما نفكر بنزع الشعرة البيضاء تكون شعرات أخرى قد بدأت تشيب ولكن يستغرق نموها لتصبح فوق سطح الجلد بعضًا من الوقت، وبهذا سنلاحظ أننا بعد نزع الشعرة الأولى قد بدأت شعرات شيباء أخرى بالظهور، إلا أنّ هذه الملاحظة خاطئة وغير صحيحة.
بجميع الأحوال انتزاع الشعر أمر ضار وخاصةً إن كان بشكل متكرر فقد يؤدي ذلك إلى رض وأذية الجراب الشعري ومن الممكن أن لا تنمو شعرة جديدة مكان الشعرة المنزوعة، قد لا يكون هذا الأثر واضحًا عند القيام بنزع شعرات متفرقة ولكنه يبدو واضحًا إن كانت الشعرات متقاربة ويظهر على شكل بقعة صلعاء، فإذا كان الشعر الأشيب يضايقك قم بصبغه ببساطة ولا تلجأ إلى مثل هذه الطرق الضارة.
اضافة تعليق