ماذا يقول لون بولك عن صحتك ؟ قد تكون العينان هما النافذة إلى الروح، إلا أن المرحاض هو النافذة نحو الجسد، حيث يمكنك معرفة الكثير عمّا يحدث ضمن الجسد عن طريق معرفة ما يخرج منه.
في الحقيقة، أصبح معروفًا للعديد منا أن من المهم ملاحظة لون بولك، وأن اللون الأصفر الفاتح هو اللون المثالي ويدل على إماهة جيدة للجسد.
المشكلة في الموضوع -إضافة لأنك ستحتاج للنظر إلى المرحاض- هي أن ملاحظة لون البول ليست اختبارًا دقيقًا كتحليل الدم مثلًا، فتبعًا لبحث نشر في الدورية الأميركية لطب التغذية (American Journal of Clinical Nutrition)، أجريت دراسة تم من خلالها قياس الإماهة عند عدد من المسنين ولوحظ أن لون البول يتغير تبعًا لعدد كبير من الأسباب لذلك لا يمكن من خلاله الاستدلال على الإماهة بدقة.
بحسب الدكتور كوشيك شو (Koushik Shaw) طبيب البولية ومؤسس معهد أوستن لطب البول في تيكساس، يعود اللون الأصفر للبول إلى ناتج ثانوي لعمليات تصفية الدم التي تقوم بها الكليتان. كلما قلت كمية الماء في جسمك، كلما ازداد تركيزه وصار لونه داكنًا حيث قال:
«يدل اللون الأصفر الباهت على توازن جيد بين زيادة ونقص الإماهة في البول».
قد يتلون البول بجميع ألوان الطيف تقريبًا! وليس للأمر علاقة دومًا بكمية الماء في الجسد، سنتعرف في هذا المقال على مدلولات الألوان المختلفة التي قد يتخذها البول:
1- الأحمر:
من المرجح أنك تناولت بعض الشمندر أو التوت، أصبح من المعروف أن البول يصبح أحمر أو ورديًا بعد تناول الشمندر لدرجة أنه أصبح معروفًا باسم بول الشمندر (beeturia)، سبب هذا أن بعض المواد المسؤولة عن اللون الأحمر للشمندر أو التوت تطرح عن طريق البول وتعطيه هذا اللون طوال اليوم.
إذا استمر لون البول هكذا حتى اليوم التالي، قد يكون هذا دليلًا على وجود ورم في الكلية أو المثانة، خاصة إذا ترافق هذا الون مع وجود خثرات أو قطع نسيجية أو إذا لم تكن قد أكلت أيًا من الأطعمة التي قد تعطي البول هذا اللون.
هذه الحالات نادرة جدًا لكنها غالبًا ما لا يتم تشخيصها في الوقت المناسب خاصة عند النساء، حيث يقمن يتجاهل اللون الأحمر في البول اعتقادًا منهنّ أنه مجرد دورية شهرية أتت في غير موعدها
2- البرتقالي:
كما يتحول جلدك إلى اللون البرتقالي إذا تناولت الكثير من الجزر، فإن بولك يتغير بنفس الطريقة. هذا يدل على أنك تعاطيت جرعة زائدة من البيتا-كاروتين والذي يطرح عن طريق البول.
قد تتسبب بعض الأدوية بذلك، كدواء فينازوبيريدين (Phenazopyridine) المستخدم في علاج الإنتانات البولية والوارفارين (warfarin) المميع للدم.
الأمر الإيجابي هو أنك تعرف سبب تلون البول إن كنت تتعاطى هذه الأدوية ومن المرجح أن طبيبك قد أخبرك مسبقًا أن آثارها الجانبية تتضمن تلون البول بالبرتقالي. إذا كان اللون برتقاليًّا فاقعًا قد يعني ذلك أن هناك إصابة في كبدك، وخاصة إذا تحول بياض عينيك إلى اللون الأصفر.
3- الأصفر الفاقع:
يترافق هذا اللون غالبًا باضطراب فيتاميني، يؤدي تعاطي كميات كبيرة من فيتامينات B وخاصة الفيتامين B12 إلى طرح الفائض منها مع البول معطيًا إياه هذا اللون اللماع
4- الأخضر:
ينتج هذا اللون عن تناول بعض أنواع النباتات وخاصة نبات الهليون (Asparagus)، ولكن في حالات نادرة قد تتسبب إصابة الطرق البولية بنوع من الجراثيم يدعى المتقلبات (Proteus) بهذا اللون. هذه الجراثيم تساعد في تشكيل الحصيات الكلوية. لذلك إن كان بولك ملونًا بالأخضر ولم تتناول أي نبتة قد تجعله يبدو بهذا اللون، ننصحك بالإسراع في مراجعة الطبيب.
5- الأزرق:
يتسبب بهذا اللون حالة وراثية نادرة هي فرط الكالسيوم (hypercalcemia)، وفيها تتراكم كمية كبيرة من الكالسيوم في العظام، هذا الاضطراب نادر جدًا ولكنه موجود!
6- البني:
البرفريات (Porphyrias) هي مجموعة من الاضطرابات التي تتضمن الحساسية الضوئية والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى البول البني بسبب الكريات الحمر التالفة التي تتحطم في أجساد المصابين. هذه أيضًا حالات شديدة الندرة، لكن إذا ترافق بولك البني مع آلام بطنية، طفح جلدي أو اختلاجات، من المرجح أنك مصاب بهذا الاضطراب الوراثي. حين تتحطم خلابا الدم، تتحول تدريجيًّا إلى لون قريب من الرمادي، لذلك قد يكون هذا اللون إشارة لحالة خطيرة كورم.
تحلل الدم قد يكون بسبب أشياء أبسط بكثير كتناول الفول مثلًا لذلك لا داعي للخوف إذا حدث ذلك بعد أن كنت قد تناولت طعامًا يحوي على البقول.
7- الأبيض:
ليس من الضروري أن يكون لون البول أخضر للدلالة على حدوث إنتان بولي، غالبًا ما يصبح البول أشد تركيزًا وذا لون أكثر قتامة عند الإصابة بإنتان بولي، لهذا يخبرنا الآخرون أنه يجب علينا شرب كميات إضافية من السوائل لحل المشكلة، لكن الحل قد لا يكون بهذه البساطة دائمًا، خاصة إذا كان البول ذا لون أبيض غير متجانس.
هذا اللون يدل على إنتان بولي خطير، حيث أنك فعليًّا تبول قيحًا! إذا حدث معك ذلك يجب أن تسرع بزيارة الطبيب.
لا تنس أن اللون الطبيعي للبول يتدرج من الشفاف وحتى الأصفر الغامق، أي لون آخر لم يحدث بسبب التغذية أو الدواء قد يدل على اضطراب، لذلك لا تتردد بزيارة الطبيب عند الشك بحدوث مشكلة.
اقرأ أيضًا: 6 أطعمة قليلة الصوديوم لتحسين صحة قلبك
اضافة تعليق