لماذا تتحرك الساعات في اتجاه عقارب الساعة؟


يدرك الجميع إلي حد كبير أنه إذا طلب منك تمرير شئ ما حول طاولة بحيث تتخذ اتجاه عقارب الساعة، سوف تقوم بتسليمه إلي الشخص الماكث يسارك وذلك لأنه نفس الإتجاه الذي تسلكه عقارب الساعة في حركتها، ولكن ماقد لاتعرفه أن هذا الإتجاه القياسي ليس من شأنه ضبط الوقت فحسب، وإنما وظيفة لبيان إتجاه دوران الأرض والذي من قبيل المصادفة السعيدة أن جانبًا كبيرًا من الحضارة الإنسانية قد تطورت في نصف الكرة الشمالي

إذا قمت بالنظر من الفضاء مباشرة نحو القطب الشمالي، فيبدو أنه يدور عكس عقارب الساعة. وبالنظر في هذا الدوران، في مصر كمثال، عندما توضع هراوة بمحاذاة محور الأرض، فإن الظل الذي تلقيه سوف يتحرك في اتجاه عقارب الساعة كما تتحرك الشمس عبر السماء( وعلي نحو مماثل لافت للنظر، فإنه عند وضع هراوة في استراليا، سوف تقوم بإلقاء ظلالها عكس عقارب الساعة).

وبالرجوع إلي الخلف حيث شكل القدماء المصريين والبابلين ساعات الظل الأولي ( حوالي 3500 قبل الميلاد تقريبًا) الذي يتخذ فيه قياس الوقت اتجاه عقارب الساعة. وعلي جانب ظهور أدوات ضبط الوقت الأكثر دقة، فظلت الساعات الشمسية ( التي ظهرت بشكل فعلي 1500 قبل الميلاد) ذات شعبية علي مر العصور الوسطي ومابعدها نظرًا لبناءها البسيط و مصداقيتها النسبية ( وفي الواقع، تقوم الساعات الميكانيكية بمهمة المعايرة والتحديد المنتظمة كمثيلاتها من الساعات الشمسية).
لذا، عندما قُدمت الساعات الميكانيكية إلي أوروبا في القرن الرابع عشر، الذي كان مخترعيها على دراية تامة بالساعات الشمسية واتجاه عقارب الساعة و ظلالها التي تتحرك وتميزالوقت.وفقًا لذلك، وبحلول نهاية هذا القرن، عندما اتخذت ساعات الكتدرائية هذا الشكل، فكانت استجابة وتقليدًا للساعات الشمسية القديمة، التي تشتمل علي الأيادي التي تتحرك في اتجاه عقارب الساعة.

واحدة من أقدم الساعات الميكانيكية، ساعة الكاتدرائية ويلز في سومرست والتي تم خدشها باليد جراء تثبيتها في أواخر القرن ال14 وحتى عام 2010، فعند تثبيت المحرك الكهربي ، توافر الشخص الذي يتولي مهمة التسلق و القيام بتحريكها ( والتي تبلغ 800 دورة في اللفة ) لتعمل ثلاث مرات أسبوعيًا.

والجدير بالذكر أنه لم يظهر مصطلح ” عقارب الساعة” بمعناه الحالي في اللغة الإنجليزية حتى القرن التاسع عشر، وأيضًا مصطلح ” عكس عقارب الساعة” التي تعود إلي هذا العقد.
تعود عملية استخدام الحكمة تعني أنها طريق للمواصلة إلي الإنجليزية القديمة. وعليه فإن الساعات لا تعد قديمة وتعود إلى اختراع الساعات الميكانيكية الحديثة (القرن ال14).
ومن المعتقد أن مصطلح الساعة يأتي جذوره من كلًا من clokke ( الهولندية الوسطي) و cloque ( شمال فرنسا القديمة) أو clocca (العصور الوسطي اللاتينية) والتي تعني ناقوس. وقد صُممت بعض أوائل الساعات الميكانيكية ببساطة لضرب الجرس على فترات محددة، وربما ليعلن أوقات الصلاة أو ما شابه ذلك، أو لمجرد قرع على مدار الساعة وإن كانت لاتمتلك مثل أوائل هذه الساعات أية علامات شكلية. وإذا كنت تشعر بالفضول، فإنه قبل إطلاق مسمي ” ساعات” ، أُطلق علي أوائل هذه الساعات الميكانيكية مصطلح horologia، من اليونانية “ساعة” (ὡρα) و “أن تخبر” (λέγειν).


المصدر

طاقم مجلة وسع صدرك

طاقم مجلة وسع صدرك

مجلة وسع صدرك الالكترونية جرعة يومية من الدهشة والفضول

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!