على الرغم من أن هذا الفيلم يكافئ فيلما The Searchers وHigh Noon، قلّة من أفلام رعاة البقر لها ذات الأثر الذي يتركه فيلم الطيب والشرس والقبيح The Good, The Bad and The Ugly، خاتمة أفلام (سيرجيو ليون) من الـDollar Trilogy، وأكثرها شهرة على الإطلاق. فهو الفيلم الذي ارتفع بـ(كلينت إيستوود) نحو النجومية، والذي غيّر الطريقة التي ينظر بها مخرجوا هذا النوع من السينما إلى الأبد. لذا، وفي ذكرى الفيلم الخمسون.

إليكم 12 حقيقة عظيمة حول فيلم الطيب والشرس والقبيح The Good, The Bad and The Ugly.

1- تمّ ارتجال قصّة الفيلم ضمن اجتماع:

في أواخر العام 1965، لم يكونا فيلم A fistful of Dollars وجزءه الثاني For a Few Dollars More متاحان في الولايات المتّحدة، لكنّ النجاح الذي لقاه في أوروبا لم يكن غريبًا عن منتجي الأفلام الأمريكيين. على أمل نشر النجوميّة وتأمين صفقة أمريكية مربحة، أحضر كلّ من المخرج (سيرجيو ليون) والكاتب (لوسيانو فينتشينزوني) اثنان من التنفيذيين السينمائيين الأمريكيين وهما (آرثر كريم) و(آرنولد بيكر) إلى (روما)، حيث تمّ أخذهم إلى إحدى صالات العرض لمشاهدة فيلم For a Few Dollars More مع حشد متشوّق من المتفرجين. عبّر الأمريكيّان عن اهتمامها ووافقا على صفقة بقيمة 900 ألف دولار، وهو سعر باهظ في ذاك الوقت، مع اعتبار أن (كلينت إيستوود) لم يكن بذات الشهرة اليوم. بناءًا على هذا العرض، وافق (بيكر) على تمويل الفيلم، وفي غضون عام واحد، تم نشر الأفلام الثلاثة في أمريكا.

2- أخّرت مطالب (كلينت إيستوود) الماليّة موعد التصوير:

انهارت مفاوضات الفيلم الثالث، وعَمل مدراء أعمال (إيستوود) بشكل دؤوب على إعادته إلى هذا الإنتاج. المثير للاهتمام في كل ذلك هو أن (إيستوود) لم يكن ذي شهرة تذكر بعد، لأن الأفلام تلك لم يتم عرضها بعد في أمريكا، لذا لم يكن له ذاك الأثر في التفاوض كما نظنّ. مع ذلك، تمكن مديرو أعماله من تأمين مبلغ 250 ألف دولار كراتب له، وهو مبلغ أكبر من ميزانيّة A Fistful of Dollars بأكملها، بالإضافة إلى نسبة 10 بالمئة من أرباح الفيلم، وقد طلب أيضًا سيارة من طراز فيراري فوق كل ذلك.

3- وافق الممثل (إيلاي والاش) على الدور بعد مشاهدة عدّة دقائق فقط من الفيلم الثاني:

من أجل دور (تاكو) أي “السّيء”، أراد (ليون) في البداية أن يلعبه الممثل الإيطالي (جيان ماريا فولونتيه)، وهو من لعب أدوارًا شرّيرة في الفيلمين السابقين. عندما رفض (فولونتيه) الدّور، لجأ (ليون) إلى الممثل الأمريكي (إيلاي والاش)، الذي اشتهر ذاك الوقت لدوره في فيلم The Magnificent Seven. كان (والاش) محترزًا من العمل مع مخرج إيطاليّ، لكن بعد أن تمّ إقناعه على مشاهدة الأفلام، طلب (والاش) إيقاف العرض بعد مرور دقائق معدودة قائلاً بأنه موافق على الدور.

4- لم يتحدّث (سيرجيو ليون) الإنجليزيّة، لذا لم يستطع التكلّم مباشرةً مع (إيستوود):

لم يتحدّث (ليون) الإنجليزية، بل اعتمد على مترجم فوريّ. أمّا (والاش)، فاستطاع التواصل مع (ليون) بالفرنسيّة، وهي لغة كانا كلاهما طليقا اللسان فيها.

5- قام (ليون) ببحوث كثيفة:

بما أن أحداث الفيلم تقع أثناء الحرب الأهلية، أراد (ليون) أن يحافظ على حسّ الدّقة، فذهبَ إلى أمريكا ليدرس الفيلم. كانت وثائق مكتبة الكونغرس إلهامه الأول بالإضافة إلى صور المصوّر الأسطوريّ (ماثيو برايدي). لكنّ الفيلم لم يكن بالدقّة التي كان (ليون) يرجوها، فيتم استعمال الديناميت المتفجر في الفيلم قبل اختراعه حتّى في ذلك الوقت.

6- وجَب تصوير مشهد تفجير الجسر الشهير مرتين:

في المشهد الذي يقرر فيه كلّ من (إيستوود) و(والاش) تفجير الجسّر الواصل إلى المقبرة التي يعتقدان أن الذهب موجود فيها، وظّف فريق الإنتاج الكثير من الممثلين الذي لعبوا دور الجنود الإسبان. تصوير المشهد كان معقّدًا، كان على الجّنود أن يقفوا في المكان الآمن الصحيح، بينما وضع (ليون) الكاميرات لتصوير اللحظة في أوانها المناسب. وقفا (إيستوود) و(والاش) على هضبة قريبة، ونظر (ليون) إلى السّماء منتظرًا اللحظة الملائمة للبدأ. كانت الإشارة لتفجير الجسر هي Vaya أي “انطلق” بالإسبانيّة، وأعطى طاقم العمل أحد الجنود الإسبان شرف التفجير. لسوء الحظ، بينما كان أحد الأشخاص من طاقم العمل يحاول حثّ أحد المصورين على الحركة، قال له Vaya بسرعة. سمع الجنديّ هذه الكلمة وقام بتفجير الجسر. ممتلئ باليأس، قال (ليون) “لنذهب لنأكل”، في الحال الذي تمّ إعادة بناء الجسر، وإعادة التصوير، ارتفعت ميزانيّة الفيلم.

7- كرهَ (إيستوود) السيجار الذي يدخّنه:

تُعرف شخصيّة “الرجل بلا اسم” الذي يلعبها (إيستوود) بعلامة لفائف السيجار الذي يدخّنها بلا انقطاع. لسوء حظ (إيستوود)، لم يكن يحبّها على الإطلاق، وكان (ليون) من محبّي اللقطات العديدة. لذا كان على (إيستوود) أن يدخّن كثيرًا. بحسب (والاش)، كان (إيستوود) يقول للمخرج أحيانًا: “من الأفضل لك أن تنجح في تصوير اللقطة هذه المرّة، وإلا سوف أصاب بالغثيان.”

8- شارف (والاش) على الإصابة بشكل خطير ثلاث مرّات:

من بين كلّ النجوم في الفيلم، يبدو أن (والاش) كان أكثر من تعرّض للخطر أثناء التصوير. في المشهد الذي كان يفترض به أن يُشنق وهو على حصانه، كان من المفترض أن يطلق (إيستوود) النار على الحبل، ومن ثمّ ستنفجر قنبلة صغيرة في الحبل لتحرّره. لكن ما لم يأخذه (ليون) في الحسبان، هو أن الحصان سينطلق مسرعاً حالما يسمع صوت إطلاق النار، جارًا وراءه (والاش) مربوط اليدين. وفي المشهد الذي يهرب فيه (والاش) من أسر الاتّحاد له عن طريق تحرير نفسه من الكماشات على سكة قطار متحرّك، أراد (ليون) أن يتأكد من أن المشاهدين سيرون (والاش) بنفسه، لا ممثل مزدوج، وهو مستلقٍ إلى جانب القطار وهو ينطلق بسرعة. وافق (والاش) على ذلك، وأدرك بعد تصوير اللقطة الأولى أن هناك قطعة حديدية صغيرة عالقة بإحدة عربات القطار كانت ستقتلع رأسه لو ارتفع بإنشات فقط. وأثناء ذروة الفيلم، عندما يخرج (والاش) الذهب من المقبرة، كان طاقم العمل قد وضع الأسيد لأكياس الذهب، حتى ما إن ضربه (والاش) انفتح فورًا. لكن ما غاب عن ذهن فريق العمل، هو أنهم لم يقولوا له أن الأسيد موجود في علبة مشروب الليمون الغازيّ المفضل لدى (والاش)، فعندما رآها، قام بالشرب منها. لحسن الحظ، أدرك ذلك اللّبس قبل فوات الأوان.

9- الفيلم يُعدّ بمثابة بادئة للفيلمين السابقين فعليًا:

سيلاحظ الجمهور النهم لثلاثية Dollars Trilogy أنه، وبرغم أن The Good, The Bad and The Ugly هو الفيلم الأخير، تقع أحداث هذا الفيلم قبل الفيلمين الثانيين. ومن تلك الأدلّة أن (إيستوود) يرتدي ردائه الأيقونيّ في دقائق الفيلم الأخيرة، وهو الردّاء ذاته الذي ارتداه في الفيلمين السابقين.

10- يتمّ تبديل الأدوار بين “السّيء” و”الموحش” في فيديو العرض الدعائيّ الأول:

في فيديو العرض الدعائيّ للفيلم النهائي، يتمّ وصف (تاكو) بأنه “الموحش”، وشخصيّة (لي فان كليف) وهي (آينجل آيز) بأنها “السّيء”. على الرّغم من أن (آينجل آيز) هو “الموحش” و(تاكو) هو “السّيء”.

11- رفض (إيستوود) المشاركة في فيلم رابع:

بعد الفراغ من تصوير الفيلم، انتهى (إيستوود) من العمل مع (ليون)، وقرّر بدأ شركته الخاصّة والتّصوير بشكل مستقلّ. لكنّ (ليون) ذهب إلى (لوس آنجيليس) ليعرض عليه لعب دور (هارمونيكا) في فيلم Once upon a Time in the West، والذي قام بأداء الدور في نهاية المطاف (تشارلز برونسون). لكنّ (إيستوود) لم يكن مهتمًا.

12- لم يكن (جون واين) معجبًا بـ(كلينت إيستوود):

قبل أن تشتهر أفلام (ليون) في أمريكا، دائمًا ما تمّ تصوير أبطال أفلام رعاة البقر بأنهم رجال ينتظرون أعدائهم أن يقوموا هم بإشهار سلاحهم أولاً، والفكرة وراء ذلك أنهم كانوا رجال لا يقتلون إلا إذا اضطروا. ومن بين هذه الفئة كان (جون واين)، والذي كانت مسيرته الفنية تسارع في الهبوط بينما ارتفعت شهرة (كلينت إيستوود). في إحدى مشاهد فيلم The Shootist، كان على (واين) أن يتسلل ويطلق النار على أحد في الظهر، فعبّر (واين) قائلاً: “أنا لا أطلق النار على أحدهم خفية”. ردّ عليه المخرج (سيغيل) وقال: “لو كان (كلينت إيستوود) مكانك، لكان فعل ذلك”. فجائه ردّ (واين) القائل: “لا أكترث بما قد يفعله ذلك الصبيّ”.

المصدر

Waddah AlTaweel

Waddah AlTaweel

وضاح الطويل هو قارئ نهم للأدب وأشكاله. ولد في شتاء 95' وتخرج من جامعة دمشق بدرجة البكالوريوس في آداب اللغة الإنكليزية. يهوى المطالعة والكتابة والترجمة.

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!