أزهار عباد الشمس هذه العينات الخلابة من الطبيعة، بشكلها المميز الذي يشابه شكل الشمس في سماء الأرض إلى حد ما، تقابلُ الشمس أينما ذهبت فتتوجه إليها حين الشروق وتتقفى أثرها حتى الغروب، لكن ما سبب هذه الظاهرة الغريبة التي لا تقوم بها معظم النباتات؟ هل تود هذه الأزهار اكتساب بعض السمرة أم أن لديها أسبابًا لا نعرفها؟

مقابلة اتجاه الشمس: من يراقب هذه الأزهار فسيعرف أن النباتات الصغيرة التي لم تزهر هي فقط من تتبع الشمس أم الناضجة التي أزهرت فهي تتوجه إلى الشرق فقط، هذه الظاهرة المميزة في نباتات عباد الشمس تسمى التوجه الشمسي Heliotropism.

السؤال هنا ما الذي يجعلها تفعل ذلك أصلًا؟ يحتوي نبات عباد الشمس على هرمونات تسمى أوكسينز auxins، هذه الهرمونات حساسة لأشعة الشمس وتفعل كل ما في وسعها للحصول على الظل، ولذلك فإنها تهاجر من الجزء المعرض للشمس في النبات إلى المنطقة المظللة من جذعه، هذه الـ أوكسينز هي هرمونات النمو التي تحفز نمو الخلايا، وهذا ما يسبب كبرًا في حجم الجذع في المنطقة المظللة، وبالتالي فإن الزهرة تنحني في الاتجاه المعاكس أي نحو الشمس.

لكن ما الفائدة من مواجهة الشمس؟ كما ذكر أعلاه، فالنباتات غير الناضجة هي من تظهر خاصية التوجه الشمسي، لأن الزهور الأصغر سنًا لديها أوراق خضراء في منطقة الإزهار تشبه العرف، وتحيط بها أوراق النبات الخضراء أيضًا، لذا فمواجه الشمس ستزيد لديها عملية التمثيل الضوئي، كل نبات من عباد شمس لديه زهرة واحدة فقط فوق جذعه، لذا في صالح هذه الأزهار أن تواجه الشمس كي تجذب انتباه الملقحات والتي هي بشكل أساسي الحشرات، فهذه وسيلة للمحافظة على الحياة بالنسبة لها.

في النهاية تتوقف أزهار عباد الشمس الناضجة عن تتبع الشمس حين تبدأ بإنتاج البذور، والتي بدورها تسبب انحناء النبتة بسبب ثقلها، وتتوقف باتخاذ الشرق وجهةً لها في هذه النقطة من دورة حياتها. على الرغم من أنه سيكون مسليًا لو كانت السمرة هي هدف هذه الأزهار الجميلة من اللحاق باتجاه الشمس، ولكن احتمال زيادة التمثيل الضوئي والحصول على التلقيح اللازم يبدو سببًا أكثر منطقية.


المصدر

أليسار مصطفى العبيد

أليسار مصطفى العبيد

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!