يحتفل فيلم جون كاربنتر المعروف بأيقونة الرعب ’’هالوين‘‘ بعيد ميلاده الأربعين هذا العام. القليل من أفلام الرعب حققت نجاحاً مماثلاً لفيلم الهالوين، ويعود ذلك إلى الانطلاقة المتميزة للفيلم مقارنة بباقي أفلام الرعب التي أتت بعده.

توافدت الجماهير على المسارح لتشهد القتل العشوائي والفوضى التي جلبها رجل ملثم إلى مدينة صغيرة في الضاحية، مذكرا إياها بأن الأسوار والمروج لا تستطيع حمايتنا من الظالم أو المجهول أو عدم اليقين الذي ينتظرنا جميعا في كل من الحياة والموت. لا يقدم الفيلم عدالة للضحايا في النهاية، ولا يوازن بين الخير والشر.

لماذا إذاً أي شخص سيرغب بأن يقضي وقته ويصرف ماله ليشاهد مشاهداً مرعبة مليئة بذكريات محبطة عن مدى الجهل الذي يمكن أن يكون عليه عالمنا؟.

لقد قضيت السنوات العشر الماضية في تحري هذا السؤال، حيث وجدت الإجابة النموذجية: لأني أحب ذلك! إنه ممتع! ”غير مرضي بشكل لا يصدق.

لقد كنت مقتنعًا منذ فترة طويلة بأن هناك ما هو أكثر من “الحماس الطبيعي” أو الأدرينالين الذي يصفه الكثيرون وفي الواقع، فإن الجسم يصبح في وضعية الاندفاع عندما تكون مرعوبًا أو خائفًا، لا يكتفي بالأدرينالين فحسب بل أيضًا بالعدد من المواد الكيميائية التي تضمن تغذية جسمك والجاهزة للاستجابة. ساعدت هذه الاستجابة “للقتال أو الهروب” على إبقاء البشر على قيد الحياة لآلاف السنين.

هذا لا يزال لا يفسر لماذا يريد الناس تخويف أنفسهم عن قصد، رغم ذلك. بصفتي عالمة اجتماع، ظللت أسأل لكن لماذا؟ بعد عامين من جمع البيانات مع زميلي جريج سيغل، عالم الأعصاب المعرفي في جامعة بيتسبرغ، وجدنا أن المكاسب من الإثارة والقشعريرة من الممكن أن تذهب إلى أبعد من الوضع الطبيعي.

دراسة الخوف في حالات الرعب المحببة

ولإلقاء الضوء حالياً على ما يجعل الخوف ممتعاً، ما يحفز الناس على دفع المال ليخافوا بشدة وما يختبرونه عند التعامل مع هذه المواد، فنحن بحاجة لجمع البيانات في هذا المجال. في هذه الحالة، كان ذلك يعني إنشاء مختبر متنقل في قبو معروف بأنه مسكون بالجن والعفاريت خارج بيتسبرغ، بنسلفانيا.

يتجاوز هذا الانجذاب المذهل للبالغين ما هو أكثر من الأضواء والأصوات الرائعة والشخصيات المتحركة الموجودة في منزل لعائلة مسكون بالعفاريت كما يقال. على مدار حوالي 35 دقيقة، عانى الزوار من سلسلة من السيناريوهات المرعبة، بالإضافة المؤثرات الخاصة، تم لمسهم من قبل ممثلين، وتقييدهم وتعرضهم للكهرباء.

من أجل دراستنا، قمنا بتعيين 262 مشاركاً قاموا بشراء تذاكر بالفعل. قبل دخولهم القبو، أكمل كل منهم استطلاعاً حول توقعاتهم وكيف كانوا سيشعرون. أجرينا لهم الاستطلاع نفسه مرة أخرى حول شعورهم عندما مروا بالتجربة.

كما استخدمنا تقنية EEG المتنقلة لمقارنة نشاط أدمغة نحو 100 مشارك حيث كانوا يقومون خلال 15 دقيقة ببعض المهام المعرفية والعاطفية المختلفة قبل وبعد التجربة.

أبدر المشاركون عن حالة مزاجية عالية جداً، وشعروا بقلق أقل وتعب، مباشرة بعد رحلتهم عبر القبو المسكون. كلما كان الأمر مرعبًا كان الشعور بالسعادة بعد ذلك كبير ومخيف جداً حسب نتائج التجربة. أبلغت هذه المجموعة من المتطوعين أيضاً عن شعورهم بأنهم تحدوا مخاوفهم الشخصية وتعلموا من أنفسهم.

بغض النظر عن ذوقك أو نفورك للأشياء المرعبة، فإن عقلية المغامرة والفضول يمكن أن تفيد الجميع. بعد كل شيء، نحن أحفاد أولئك الذين كانوا مغامرين وغريبين بما يكفي لاستكشاف الجديد وروايته لنا، ولكن أيضا كانوا سريعين وأذكياء بما فيه الكفاية للهرب أو القتال عندما ظهور المخاطر. هذا هالوين، ربما تحدي نفسك على الأقل بتجربة مرعبة و مسلية واحدة والاستعداد لإطلاق العنان للبطل الداخلي الخاص بك.


المصدر

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!