تاريخ موجز عن ساعة القيامة:

ساعة القيامة هي ساعةٌ رمزية وبالتأكيد لا تشيرُ إلى توقيتِ يوم القيامة، تم إحداثها عام 1947 من قبل مجلس إدارة مجلة نشرة العلماء الذريين التابعة لجامعة شيكاغو The Bulletin of the Atomic Scientists، وقد صممها مجموعة من العلماء الذريين المشتركين في مشروع مانهاتن، وهو البرنامج المسؤول عن الأسلحة النووية الأولى، مفهومها بسيط فكل ما كانتْ الساعةُ أقرب إلى منتصف الليل كان العالمُ أقرب لكارثةٍ بحسب رأي مجلس الإدارة، لكن هي ليست مقياسًا للصراعات الدولية بل تعكس مستوى التغييرات الأساسية في الأخطار المستمرة، كالخطر النووي الذي يعيشه البشر.

هل هي غير منطقية؟

واجهت الساعة انتقادات كثير على مر السنين، كتب أندرس ساندبرغ قائلًا “إن أكبر تهديدات الإنسانية هي من صنع الإنسان – وهذا يعني أن الأشكال العادية لتقدير الاحتمالات ليست غير كافية فحسب، بل هي مضللة بشكل كبير”، ويقول ساندبرغ “إن احتمال حدوث حرب نووية بنسبة 1.4% في السنة يبدو دقيقًا جدًا، ولكن التقديرات تستند إلى قائمة من الافتراضات التي يحتمل أن تكون مشبوهة، وقد يكون من الأفضل الاعتراف بشكل واضح بعدم اليقين”، ولكن من المهم أن نتذكر أن الساعة لا يفترض أن تكون دقيقة، فهي فقط تحاول تنبيه البشرية إلى الأخطار التي تحيق بها، لذا ليس من المفترض أخذها بشكل حرفي.

على ماذا تعتمد الساعة؟

وضعت مجموعة من الأسس التي يتم ضبط الساعة وفقها وهي تمثل التهديدات العالمية:

  • التهديدات النووية
  • تغير المناخ
  • الأمن الحيوي
  • الإرهاب البيولوجي
  • التهديدات المتنوعة بما في ذلك الحرب الإلكترونية والذكاء الاصطناعي.

الجدول الزمني للساعة:

تغير توقيت الساعة 21 مرة منذ إنشائها استجابة للأحداث الدولية، وهذه أهم المحطات التي تغيرت فيها:

  • _1947: 7 دقائق حتى منتصف الليل، بسبب الخطر النووي.
  • _1949: 3 دقائق حتى منتصف الليل، تجربة الاتحاد السوفيتي لأول سلاح نووي.
  • _1953: دقيقتان حتى منتصف الليل، اختراع الولايات المتحدة للقنبلة الهيدروجينية.
  • _1984: 3 دقائق حتى منتصف الليل، علاقات الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كانت في أسوأ حال.
  • _1991: 17 دقيقة حتى منتصف الليل، نهاية الحرب الباردة.
  • _2015: 3 دقائق حتى منتصف الليل، التغير المناخي الكبير، الترسانة النووية الضخمة التي يتم تحديثها، تهديدات لا يمكن إنكارها.
لكن اليوم يبدو المشهد الأمني العالمي مظلمًا فالساعة تشير الآن إلى دقيقتين ونصف قبل منتصف الليل، الرئيس ترامب ساهم في ذلك من حيث تعليقاته على التغير المناخي والسلاح النووي، إضافةً للصعود المخيف للفكر القومي، والحروب الكارثية في الشرق الأوسط.
ربما هذه الساعة لا تكفي لإيقاظ البشرية وتنبيههم إلى أن التهديدات التي نظنها بعيدةً قد تصبح حقيقة مرعبة في أية لحظة.

مصدر

أليسار مصطفى العبيد

أليسار مصطفى العبيد

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!