ستكون الإجابة الجاهزة على هذا السؤال أنك تريد اختيار كليهما، فما المانع أن تكون جميلًا و جذابًا جنسيًا معًا. ولكي نوضح الفرق بين الكلمتين علينا أن نتعرف على ما تحتويها من معانٍ، فأن تكون جذابًا جنسيًا، هذا يعني أن تجذب الجنس الآخر لقضاء ليلة معك على السرير، أما أن تكون جميلًا، فهي تحتوي معنى أعمق، فهي ترتبط بشكل أكبر بالعلاقات طويلة الأمد والزواج.
الجاذبية الجنسية، هل تعمل طوال الوقت؟

“أعتقد أن كوني جذابة جنسيًا أفضل من كوني جميلة، وذلك مفيد لكل من العلاقة الجنسية والرابطة العاطفية، كما أن الجاذبية الجنسية تخطف الرجل أسرع من الجمال.” هكذا قالت إحدى النساء. تشمل الجاذبية الجنسية تفاعلات وروابط بين شخصين، ففي حالة الجمال، تنظر إليه وتعجب به ثم تمضي، أما في حالة الجاذبية الجنسية، فإن جاذبيتك تدفع الطرف الآخر لبدء الحديث معك، ولتناول العشاء معًا، ثم ينتهي الأمر بعلاقة جنسية. فالجاذبية الجنسية لا تكتفي فقط بالتحديق.

إن وصفك من شخص آخر أنك جذاب جنسيًا قد تعتبر نوعًا من الإطراء إذا قالها شخص تبادله نفس الإعجاب، أما إذا قالها شخص لا تبادله ذلك الشعور فربما تعتبرها إهانة. كما أن الجاذبية الجنسية لا تعني فقط بعض الصفات الجسدية، إنها تشمل أيضًا الثقة بالنفس والحكمة والذكاء، الأمانة وامتلاك المواهب، القدرة على الاهتمام والحالة الاجتماعية. وفي استطلاع رأي في إيطاليا أظهرت النساء اللاتي تقضين الليل مع رجال أقوياء ذوي نفوذ اجتماعي رضا أكبر في علاقتهن الجنسية، مما يعني أن النفوذ والقوة الاجتماعية إحدى الصفات الجذابة جنسيًا أيضًا.
فما المشكلة مع الجاذبية الجنسية إذا؟ هي أنها لا تضمن علاقة سعيدة طويلة الأمد، لأنها مرتبطة بالإعجاب اللحظي أكثر من الإعجاب الدائم. كما أن الرغبة الجنسية لا تشبه الرغبات الفسيولوجية الأخرى للإنسان، لأن تلك يتعامل فيها مع بشر آخرين وليس مع أشياء، فإذا كنت عطشانًا يمكنك شرب المياه من أي زجاجة تريد، ويمكنك استبدال الزجاجات ببعضها البعض، أما في الرغبة الجنسية، فلا يمكنك استبدال شخص مكان آخر.

الجاذبية الجمالية، مزاياها وعيوبها:-
للجمال معنى أعمق في الذهن البشري، فإن الشيء الجميل يدفعك للإعجاب به في أغلب الأحيان، وعلى عكس الجاذبية الجنسية التي ذكرناها، فإن الجمال لع معنى أكثر عمومية من الرغبة الجنسية. حيث إن الشخص قد يفضل شخصًا آخر جنسيًا بناء على الذوق الشخصي أو التفضيلات الشخصية لما يحب أن يراه في السرير، المبنية على الثقافة والبيئة وعوامل أخرى. أما في حالة الجمال، فإن قابلية الإعجاب به تكون أكثر عمومية. وبما أن معنى الجمال أعمق من الجاذبية الجنسية، فإن قابلية تغيره مع الزمن أقل من الجاذبية الجنسية، لذلك يساعد العلاقة العاطفية أن تستمر لمدة أكبر، فيضمن السعادة للطرفين.
هل سمعت أحدًا يصف شخصية ما بأنها شخصية جنسية، أم أنه يصف الشخصية بأنها شخصية جميلة؟ هنا يظهر الفرق بين الاثنين بوضوح، حيث إن الجمال يمكنه أن يصف مقومات كثيرة غير المقومات الجسدية، وربما في بعض الأحيان يتضمن الجمال الجنسي.
قد يرى البعض أن الجمال وحده لا يكفي يجذب الطرف الآخر لإقامة علاقة رومانسية، وبعضهم يذهب بعيدًا في هذا مقترحًا أنه ربما يضع الجمال بيننا وبين من نراه مسافة، ظنًا منا أنه بعيد عنا ولا يمكننا أن نبدأ معه حوارًا.
ماذا تفعل إذا قال لك أحدهم إنك جذاب جنسيًا، أو جميل؟
حسنًا، كما ذكرنا أنك ربما ترغب أن تسمع الكلمتين معًا، ولكن دعونا نستعرض هذا الموقف. عليك أولًا أن تراعي السياق الذي تقال فيه هذه الكلمات، وأن تعرف ماذا يقصد بها قائلها فربما يقصد معنى بعيد عن الذي يدور في ذهنك. وبشكل عام يمكنك مراعاة ثلاثة أمور
1- الاستعمال الضيق أو الواسع لكل من الكلمتين
2- طبيعة العلاقة بينكما
3- شعورك تجاه الشخص الذي يقول هذه المجاملة
وذلك لكي تطلق حكمًا صائبًا تجاه الكلمة. وإذا كان استعمال كلمة جميل توحي بالصفات الجسدية فقط، فإن الشخص الآخر ربما سيفضل كلمة جذاب جنسيًا، لتعبر عن علاقة أكثر حيوية وديناميكية. فما رأيك؟ هل تفضل أن تكون جميلًا أم جذابًا جنسيًا؟

المصدر

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!