ما هو الفرق الجوهري بين العلم و الدين ؟


يشكّل العلم والدين مظهرين مهمّين جداً بحياة كل إنسان. إذ يمكن نقاش كل من هذين الموضوعين بشكل واسع وغير منته. لكن ورغم تشعّب هذا الموضوع يمكننا أن نحاول فهم الاختلافات بينهما بشكل عام ومبسّط.
الدّين
يتم اعتبار الدين من قبل العديد من الناس كإيمان مطلق، أو معرفة مطلقة حول الكون، الطبيعة، البشر، والآلهة التي يؤمنون بها. ولكنّ هذا تعبيرٌ محدودٌ جداً لماهية الدين. فالدين بالحقيقة هو مجموعة من الأنظمة والمعتقدات؛ يتضمن مختلف أنظمة الإيمان، والثقافة، ورؤية العالم بوجهة نظر عقائدية معينة. وقد تطور الدين في بقاع منفصلة من العالم، مع تطور المعتقدات، الأخلاقيات، وأنماط الحياة المختلفة. فسلّم الناس أنفسهم إلى آلهتهم؛ مستخدمين الدين لفهم معنى الحياة وأصلها وفطرة الإنسان والقوانين الطبيعية. وهناك العديد من الديانات حول العالم، وقد لٌوحظ أن بعضها يركّز أكثر على ضرورة الإيمان من غيرها الذي يركّز على ضرورة الأفعال.و يؤكّد بعضها أيضاً على الجانب الروحي والتجارب الشخصية بينما تؤكّد ديانات أخرى على الطقوس التي يمارسها المجتمع المعتنق لها. تم تصنيف الدين بشكل واسع إلى ديانات عالمية تتعامل مع معتقدات عالمية، إضافةً إلى ديانات محلية تتعامل مع مجتمعات وثقافات محددة. وحديثاً، ظهرت بعض الديانات التي تتعامل مع أنواع مختلفة من المعتقدات.
العلم
العلم هو عبارة عن دراسة تقوم بجمع، تنظيم، وإثبات أو دحض المعرفة التي تم التوصل إليها عبر الملاحظة والتحليل. وتتناول دراسته مواضيع مختلفة كالطبيعة، وتطورها عبر السنين، والقوى المؤثرة بها، والظواهر المختلفة المنتشرة والعلاقات التي تجمع بينها. ولمدة طويلة، تم اعتبار العلم والفلسفة وجهين لعملة واحدة. لكن بعد القرن السابع عشر، بدأ النظر لـ “الفلسفة” و”الفلسفة الطبيعية” و”العلوم الطبيعية” كمفاهيم مختلفة. إذ أصبح يتم اعتبار العلم في الأزمنة الحديثة علماً مادياً بحتاً أي ذلك الذي يشمل دراسة الكيمياء، الفيزياء، البيولوجيا، والجيولوجيا. وقد تم تصنيف العلوم إلى قسمين أساسيين: العلوم الطبيعية التي تتناول دراسة الظواهر الطبيعية المختلفة، والعلوم الاجتماعية التي تتناول دراسة المجتمعات وسلوك الإنسان. والميزة الأساسية بالعلم هي أنه لا يدّعي أنه يملك معرفةً مطلقة حول الكون، طبيعة الإنسان، أو العمليات الطبيعية التي تحدث حولنا. فالعلم يرى أن كل شيء معتمد على إجراء الاختبارات وتقييمها، إجراء الأبحاث المختلفة ثم تطبيقها على الظواهر لمعرفة سبب عملها وكيفية هذا العمل.
إذاً، لكل من الدين والعلم أهمية خاصة في حياة كل فرد، وعادةً ما يحاول الناس إبقاءهما منفصلين، إلا أن الخلاف يحدث أحياناً عندما يتداخلان في أحد المواضيع.

طاقم مجلة وسع صدرك

طاقم مجلة وسع صدرك

مجلة وسع صدرك الالكترونية جرعة يومية من الدهشة والفضول

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!