حسنًا لا نعلم من بدأ هذه الشائعة ولكنها أكثر حجج الأمهات استخدامًا في إقناع الفتيات بالعدول عن قرارهم بإزالة الشعر غير المرغوب فيه مبكرًا منذ زمن طويل جدًا، ولهذا أخضع الباحثون هذه المسألة للتجربة والاختبار وما توصّلوا إليه لا يدعم هذه الشائعة بأي شكل، إذ وجدوا أنّ الحلاقة أو أية وسيلة أخرى لإزالة الشعر لا تحمل التأثيرات المذكورة سابقًا وإن كان الأمر يبدو كذلك فله تفسيرات أخرى.
إذًا لمَ استمرت هذه الشائعة ولا زالت تنتقل من جيل لآخر؟ هذا يتعلق بملاحظتنا العامة كبشر وطبيعة مادة الشعر، فهذه الألياف البروتينية الكيراتينية التي تنمو على سطح جسدنا تمتلك نهاية حادة وبحلاقتها سنكون قد قطعنا الجزء الظاهر فقط ولهذا عندما تكمل الشعرة نموها سيتبارز فوق الجلد السطح المقطوع من الشعرة ذو النهاية الكليلة، وبذلك سنلاحظ أنّ الشعرة عادت لتنمو بشكل أثخن وأغمق، ولكن مع الوقت الشعر النامي الجديد سيكتسب نهاية حادة من جديد وبالتالي عندما نكرر عملية الحلاقة سنعود إلى تلك الملاحظة الخاطئة مرة أخرى وهكذا.
تقول الخبيرة الجلدية إيمي مايكل(Amy McMichael) أنّ النساء يقمن بحلاقة شعر الساق بشكل دائم ومتكرر، فلو كان الشعر سيعود للنمو بشكل أثخن وأغمق لأصبحن الآن كالغوريلا بكثافة الشعر، كما أنّ تساقط الشعر لن يسبب هذا القلق إذا كانت حلاقته ستجعله يعود بشكل أكثف.
الأبحاث أيضًا تؤكد على عدم صحة هذه الشائعة، وفي 2007 قام عدد من الأطباء بتصويب عدد من الخرافات الطبية ونشروا ذلك في الدورية الطبية البريطانية (The British Medical Journal) وأحدها كانت هذه الخرافة.
فقد ذكروا أنه منذ عام 1928 أظهرت التجارب السريرية أنّ الحلاقة لا تؤثر على نمو الشعر، والدراسات الحديثة تؤكّد أيضًا أنّ الحلاقة لا تؤثر على كثافة أو سرعة نمو الشعر، فعند الحلاقة نحن نزيل الجزء الميت وليس الجزء الحي الذي يقبع داخل الجلد، لذا ليس من المحتمل أن تؤثر الحلاقة على طبيعة أو معدل نمو الشعر.
يوجد استثناء معقول وحيد لذلك إلا أنه أيضًا لا يتعلق بالحلاقة وهو عندما يقوم المراهقون بفترة البلوغ بالحلاقة فالشعر قد يعود أثخن وأكثف وهذا يتعلق بأسباب هرمونية وليس الحلاقة بحد ذاتها.
قد يكون هناك أسباب تجعل الشعر الجديد يبدو أغمق بشكل طفيف من السابق وهي عوامل تتعلق بعدم تعرض الشعر الجديد للشمس والمواد الكيميائية ولكن هذا التأثير مؤقت ولا يستمر.
البعض يدعي أنّ إزالة الشعر بالشمع أو الواكس يؤدي إلى نموه بشكل أنعم وأقل إلا أنّ هذه أيضًا أحد خدعات الملاحظة، إذ يقول الطبيب مايكل فاغ (Michael Vagg) أنّ إزالة الشعر بهذه الطريقة سيؤدي إلى نزع الشعرة من جذرها الأساسي في الجلد وهذا ما يستغرق وقتًا أطول لظهور الشعر فوق الجلد بالإضافة إلى أنّ الشعرة ستكون بنهاية حادة وليست كليلة كما في الحلاقة مما يوحي لنا بتلك الأفكار السابقة، ومع ذلك قد يوجد دليل على أنّ الإزالة المتكررة بالشمع ستسبب مع الوقت ضرر كافي لجراب الشعرة مما يمنعه من النمو مجددًا إلا أنّ ذلك سيأخذ سنوات عدة.
إذً علينا التوقف عن تداول هذه الخرافات فلا أساس لها من الصحة، وإن كان البعض يصدقها إلا أنها مفندة علميًا وتصديقها ناجم عن الملاحظة السطحية، وطالما أنّ الشخص لا يملك أي وضع صحي يؤثر على البشرة ودورة نمو الشعر فلا يوجد أي سبب يؤدي إلى نمو الشعر بشكل أسرع وأثخن.
اضافة تعليق