تُعرَّف التخيُّلات (الخيالات أو الأحلام) الجنسية أو التخيلات المثيرة (sexual or erotic fantasies) على أنها تصوّر ذهني أو نمط من الأفكار قادر على تحريض الرغبة الجنسية وخلق أو تحفيز الإثارة الجنسية. وفي استبيان ضخم قام به باحثون من جامعة كيبك في تروا ريفيير ومعهد فيليب بينيل في مونتريال في كندا، وجدوا من خلاله أنّ عدد قليل من التخيلات الجنسية تعتبر غير اعتيادية أو غير شائعة بين الرجال والنساء مما يجعلنا نعيد التفكير بما الذي يجعلنا نحكم على تخيلات وسلوكيات ما لدى الآخرين على أنّها مرضية.

وجد باحثو كندا أنّ معظم التخيلات كانت حول الهيمنة والخضوع وقد كانت مرتبطة ببعضها أو مشتركة لدى نفس الشخص وذلك على نحو شائع بين الأشخاص المشاركين في الاستبيان، كما وجدوا اختلافات ما بين الجنسين من حيث إرادة تحقيق هذه التخيلات فالنساء كانوا أقل ميلًا للقيام بذلك.
“من الواضح أنّه على الشخص أن يكون حذرًا في تقييم التخيل الجنسي، فأغلبية التخيلات من ضمن 55 في الاستبيان لم تبدو أنها نادرة أو غير اعتيادية” يقول الباحثون بقيادة البروفيسور كريستيان جويال ((Christian C. Joyal، وقد نُشِرَت هذه الدراسة في دورية الطب الجنسي (Journal of Sexual Medicine).

من بين 1516 مشارك يوجد 799 أنثى أي نسبة 52.7% وهو ما يقارب نسبة الإناث للذكور في الكيبيك من مجموع السكان البالغين، ومعظم هؤلاء المشاركين أي نسبة 85.1% يصفون أنفسهم على أنهم مغايري الجنس بينما يصف 3.6% منهم مثليي الجنس والباقي ثنائي الميول الجنسية.
في الاستبيان الذي أعطاه الباحثون يوجد 55 تخيل جنسي يتماشى مع التوجهات الثقافية والاجتماعية الحالية (التريندز) بحيث يُطلَب منهم تقييم شدة اهتمامهم بهذه التخيُّلات من 1 بمعنى أنه لا يعنيهم أو لا يمتع وحتى 7 بمعنى أنه يتردد أو ممتع بشدة وفي النهاية يوجد سؤال أخير مفتوح يمكنهم أن يضيفوا أي تخيلات إضافية أخرى لجمعها.

وقد تم تصنيف التخيلات الجنسية على أنها نادرة عندما كانت مشتركة بين أقل من 2.3% من المشاركين، وغير اعتيادية في حال كانت مشتركة بين أقل من 15.9%، وشائعة إن كانت مشتركة بين أكثر من 50%، واعتيادية في حال كانت مشتركة بين أكثر من 84.1% من المشاركين.
وعلى ذلك وجدوا أنّ تخيلين جنسيين فقط نادرين وهما: الجنس مع طفل أقل من 12 سنة والجنس مع حيوان، بينما الخيالات غير الاعتيادية عند النساء كانت تتضمن تبوّلهم على الشريك أو بالعكس وارتداءهم لملابس رجال وإجبارهم على ممارسة الجنس واستغلالهم لشخص مخمور وممارسة الجنس مع بغي وممارسة الجنس مع نساء يمتلكن ثديين صغيرين، وبالنسبة للرجال فالتخيّلات غير الاعتيادية كانت تتضمن التبوّل على الشريك أو بالعكس وممارسة الجنس مع رجلين آخرين وممارسة الجنس مع أكثر من ثلاثة ذكور آخرين.

وعلى نحو مثير للاهتمام وجدوا خمسة تخيلات اعتيادية تتضمن الإحساس بمشاعر رومانسية خلال ممارسة علاقة جنسية، وتخيلات تشمل موقع وجو مهم، وأخرى تتضمن مكان رومانسي، وتلقي جنس فموي، وبالنسبة للرجال كانت تتضمن الخيالات الاعتيادية ممارسة الجنس مع امرأتين.
أمّا بالنسبة لبقية التخيلات 23 منها كانت شائعة بين الرجال و11 منها شائعة بين النساء، كما سجلت نسبة مهمة من النساء (28.9% لـ 64.6%) خيالات تتعلق بالخضوع أو الهيمنة الجنسية من الطرف الآخر والنسب مشابهة لذلك لدى الرجال أيضًا.

وبشكل إجمالي، سجل الرجال نسب أعلى بالتخيلات الجنسية من النساء كما لوحظ وجود اختلافات واضحة بين المجموعتين في التخيلات المتضمنة للمشاعر الرومانسية أثناء الجنس والحصول على الجنس الفموي وممارسة الجنس ضمن علاقات خارجية والجنس الشرجي.

حوالي ثلث النساء يتخيلون نشاطات مثلية الجنس على الرغم من أنّ 19% منهم فقط يعتبرون أنفسهم ثنائي الميول أو مثليي الجنس، كما أنّ ربع الرجال لديهم تخيلات مثلية على الرغم من أنّ 89.5% منهم يعتبرون أنفسهم مغايري الجنس.

وأخيرًا وكما ذكرنا سابقًا أنّ النساء أقل ميلًا من الرجال من حيث الرغبة في تحقيق هذه التخيلات وعيشها، وحوالي نصف النساء اللاتي يمتلكن خيالات حول الخضوع الجنسي لن يرغبن أبدًا بأن يعيشوها في الواقع.

“العديد من التخيُّلات التي قد يشك الشخص بأنها غير اعتيادية، في الحقيقة تُقِر بها نسبة كبيرة من الأفراد، ومع ذلك هذا لا يعني أنّها مَرَضيّة على الإطلاق، هي فقط تعني أنّ الشخص يمتلكها فحسب” يقول د.ريتشارد كروغر وهو بروفيسور سريري مساعد في الطب النفس من كلية الأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك-الولايات المتحدة الأمريكية.

ويضيف: الطريقة الوحيدة التي تكون فيها مَرَضيّة إذا سببت توترًا أو قلقًا وإجهاد نفسي وسوء في الوظيفة أو في حال ممارستها مع شريك غير موافق.
كما يعتقد د.كروغر أنّ الإنترنت سمح لأنماط السلوك الجنسي غير الاعتيادي بالتطور والانتشار والتعبير عنها حيث يقول: “أنا أعتقد أنّ الإنترنت يمتلك حقًا تأثير عميق تمامًا فيما يخص أنماط الاهتمامات الجنسية غير النمطية، تحديدًا الاهتمامات الجنسية غير النمطية… ولكن من غير المعروف كليةً إن كانت هذه الاهتمامات مَرَضية أم لا.

دانيا الدخيل

دانيا الدخيل

مهتمة بآخر مستجدات العلوم المختلفة واﻷخبار المتنوعة وأحاول المساعدة في نشرها.

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!