قبل أن يُطلق فيلمه المُبتكر Batman، أو أفلام الخيال العلميّ واسعة النجاح مثل Interstellar و Inception، صنع المخرج كريستوفر نولان لنفسه اسمًا لامعًا بفضل فيلمه النفسيّ المشوّق تذكار Memento عام 2000. إليكم بعض الحقائق المبهرة حيال الغموض الآسر لهذا الفيلم ستودّون كتابتها قبل أن تنسوها.

1- اختلق الأخوين (نولان) فكرة الفيلم عندما كانوا في رحلة طرقيّة

في صيف عام 1996، انطلق ذو الـ26 عامًا (كريستوفر نولان) من منزله في (شيكاغو) إلى حياته الجديدة في (لوس آنجيليس) مع أخيه الأصغر ذي الـ20 عامًا (جوناثان). ومن وحي لعبة “نمرة السيّارة”، قضى الأخوين وقتهما في الحديث عن مشاريع خلّاقة محتملة، ومنها فكرة (جوناثان) لفيلم عن رجل يعاني من فقدان الذاكرة التقدميّ.

2- نَشر (جوناثان نولان) نسخة بشكل قصّة قصيرة عن الفيلم بعد انطلاقته الأولى

أمضى (كريستوفر) الشهور القليلة التالية وهو يناجي (جوناثان) أن يكتب فكرته كقصّة، وهو من كان طالبًا لدى جامعة Georgetown في ذلك الحين. قدّم له (جوناثان) بالنهاية قصّة Memento Mori، وباختلافات بسيطة، حملت بين صفحاتها حجر الأساس للفيلم الذي سيكتبه ويخرجه (كريستوفر) لاحقًا.

3- أراد (كريستوفر نولان) ممثلاً آخر أكثر شهرةً ليؤدّي دور البطولة في بادئ الأمر

قبل أن يقرّر أن الممثل (غاي بيرس) الأقل شهرةً وكلفةً سيكون أكثر كفاءةً لدور الرجّل المصاب بفقدان الذاكرة (لينارد)، فكّر (نولان) بأسماء مشاهير كبيرة من أمثال (براد بيت) و(تشارلي شين) و(توماس جين) لتأدية هذا الدور. كان (آرون إيكهارت)، الذي ظهر في فيلم (نولان) لعام 2008 The Dark Knight، من بين من تنافسوا على هذا الدور أيضًا.

4- لم يكلّف الفيلم وقتًا طويلاً لإنجازه

بالرغم من النصّ المعقّد، كان الفيلم إنتاجًا سهلاً. انتهى تصوير الفيلم في 25 يومًا فقط. وجميع المشاهد التي تتضمن (كاري آن موس) تمّ إنجازها في ثمانِ أيام.

5- كلّف الأمر وقتًا للعثور على شركة توزيع من أجل الفيلم

بسبب الطبيعة الصعبة لهذا الفيلم، أمضى طاقم الإنتاج وقتًا طويلاً في العثور على شركة توزيع. في محادثة مع The A.V. Club، أشار (نولان) إلى فترة طويلة قامت بها شركات عديدة برفض الفيلم، قائلاً: “مررنا بفترة تصل إلى الست شهور ونحن نقول ‘ما عسانا فاعلين؟‘ تلك فترة طويلة لنرزح فيها تحت ضغط كبير”.

6- كانت عشيقة (نولان) مفتاحيّة في انطلاقة الفيلم

دون مساعدة (إيما توماس)، عشيقة (نولان) في ذلك الوقت وزوجته الحاليّة، لكان Memento لن يبصر النور. عرضت (توماس) النصّ على زميلها (آرون رايدر)، المنتج ضمن شركة Newmarket Films، والذي أُعجب بالفيلم فورًا.

7- تمّ ارتجال نصّ الحوار في لقطات الأسود والأبيض

بحسب الممثل (ستيفن توبولاوسكي)، لم يتضمّن النصّ أيّ حوار لشخصيّته فاقدة الذّاكرة (سامي جانكيس). طُلب من الممثل أن يقوم بارتجال الحوار في مشاهد التذكّر التي تعرض شخصيّته وهي تعارك النّسيان. تمّ حثّ (بيرس) أيضًا على الارتجال أثناء مشاهد التذكر حينما يقوم بروي قصّة (سامي) لمستمع غير مرئي.

8- ابتكر (جو بانتوليانو) أيضًا بعض عناصر من شخصيّته

(تيدي)، وهو مرافق (لينرد) سيّء المصير الذي يلعب دوره (جو بانتوليانو)، يبدو أن لديه حبّ لعنصر المفاجأة، حيث ينقضّ دومًا على (لينرد) والمشاهدين دون إنذار سابق. كانت فكرة (بانتوليانو) أن يجلس (تيدي) في سيارة (لينرد) دون علمه، مما أدّى إلى إخافته حتى الموت، في إحدى المشاهد في منتصف الفيلم.

9- عانى (توبولاوسكي) من فقدان الذاكرة في الحقيقة

يعتقد الممثل أن خبرته الشخصيّة مع فقدان الذاكرة هي ما أعطاه لمسة خاصّة أثناء لعبه الدّور. كان (توبولاوسكي) قد عانى من فقدان الذاكرة التقدميّ بشكل مؤقت بعد خضوعه لعمليّة جراحيّة. ففي مدّة معيّنة بعد تلك العمليّة، وجد (توبولاوسكي) نفسه “يستيقظ” في أماكن دون أن يتذكر كيف وصل إليها. مع ذلك، لم تكن حالته الصحيّة بذات السّوء الذي نراه فيها ضمن الفيلم.

10- أُعجب علماء الأعصاب بهذا الفيلم

بالإضافة إلى آراء النقّاد الإيجابيّة، حصد الفيلم إعجاب المجتمع العلميّ بفضل تصويره الواقعيّ لخلل فقدان الذاكرة. وصف مشرفون من المركز الوطنيّ للصحّة العقليّة الفيلم بأنه: “يقارب الاكتشاف الكامل لعلم الأعصاب الحيويّ للذّاكرة.”

11- أراد (نولان) أن يصنع فيلمًا غير خطّيّ بسبب نظريّة اجتماعيّة حول عمليّات توصيل البيتزا

لم يكن الزمن المعقّد في الفيلم مجرّد تفضيل شخصيّ لدى (نولان)، إنما كان ضرورة اجتماعيّة. فكما قال لصحيفة Los Angeles Times: “أعتقد أن روائيّة الأفلام انحسرت بسبب التلفزة. فيمكن سبر الأمر بما أحبّ وصفه كـ”سيناريو توصيل البيتزا”، فإذا وصلتك بيتزا أثناء مشاهدة التلفاز، عليك فتح الباب والتعامل مع موظّف التوصيلات وأن تتمكن من العودة إلى قصّة الفيلم، بعد أن غابت عنك ثلاث أو أربع دقائق منه. أمّا مع Memento، إذا عدت بعد ثلاث دقائق، فسيغيب عنك الفيلم بأكمله”.

12- لم يكن ما تأثّر به المخرج فيلمًا، بل رواية

رفض (نولان) الفكرة التي تقول أن التشابه بين الأفلام الغير خطّيّة مثل Betrayal أو Je t’aime قد لعب دورًا مهمّا في صنعه لفيلم Memento، لكنّه اعترف بالفضل لرواية أدبية أشعلت إلهامه في تجريب الشكل الروائيّ السينمائيّ، وهي Waterland التي نشرت عام 1983 بقلم (غراهام سويفت)، وهي رواية تحكي قصّة معاناة مدرّس تاريخ في (غرينيتش) في بريطانيا.

13- أُعطيَت إحدى أهم الوظائف على موقع التصوير إلى شركة Farrelly Brothers

لأجل فيلم مُعلّق على الاستمرارية بشكل دقيق، كانت لدى مشرف نصّ الحوار مهمّة حرجة. ترك الفيلم هذه المهمّة بين يدين (ستيف جيركي)، الذي اشتهر في عمله مع Farrelly Brothers على أفلام مثل There’s Something about Mary وMe, Myself and Irene. حتّى مع تاريخه هذا، أنجز (جيركي) المهمّة على أكمل وجه، حيث أصبح يعمل على مشاريع (نولان) جميعها منذ هذا الفيلم.

14- اختار (نولان) النّزل الذي نراه في الفيلم بناءًا على صعوبة التنقل فيه

فكما صرّح (نولان) في تعليقه على الفيلم: “لو كان على (إم سي فيشر) أن يصمم نُزُلاً، فسيكون هذا”.

15- يمكنك مشاهدة الفيلم في الترتيب الزمنيّ الصحيح، في حال تجاوزت الامتحان

تضمّن القرص الثاني من نسخة الفيلم على DVD خيار مشاهدة الفيلم في الترتيب الزمنيّ. مع ذلك، إذا أردت فتح هذه الميزة غير المعلن عنها، عليك حلّ لغز تفاعليّ مؤلّف من أسئلة مبنيّة على قوة الذاكرة.

المصدر

Waddah AlTaweel

Waddah AlTaweel

وضاح الطويل هو قارئ نهم للأدب وأشكاله. ولد في شتاء 95' وتخرج من جامعة دمشق بدرجة البكالوريوس في آداب اللغة الإنكليزية. يهوى المطالعة والكتابة والترجمة.

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!