لسنوات عديدة، اعتقد الباحثون أن صبغ الشعر يمكن أن يسبب السرطان، وخاصة لدى النساء اللواتي يستخدمن الألوان الداكنة، في الواقع أظهرت بعض الدراسات أن استخدام صبغات الشعر مرارا وتكرارا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين non-Hodgkin’s lymphoma والورم النقوي المتعدد multiple myeloma، ولكن على الرغم من عشرات الدراسات، كانت النتائج التي تربط صبغ الشعر بالسرطان متناقضة وغير حاسمة. وقد وجدت أبحاث جديدة لعلم الأوبئة أن النساء اللواتي أمضين سنوات في تلوين شعرهن يتعرضن بالفعل لخطر أكبر يتمثل في تطور سرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين.

و بالطبع أصباغ الشعر مليئة بالمواد الكيميائية، واثنين بالتحديد مسؤولين عن زيادة خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين وسرطانات أخرى، الأولى هي مادة كيميائية تسمى فينيلينديامين phenylenediamine والمعروفة دائمًا باسم أصباغ الأكسدة أو البيروكسيد. وقد تبين أن هذه المادة الكيميائية تسبب السرطان عندما تم تجربتها على الحيوانات، وقد أظهرت دراستان أن التعرض المتكرر للفينيلينديامين phenylenediamine يزيد من خطر الإصابة بسرطان المثانة.

ووجدت دراسة أخرى بأن التعرض المتكرر للمواد الكيميائية الموجودة في صبغات الشعر تزيد أيضًا من خطر الإصابة بسرطان الرئة والقولون والسرطان الهضمي العلوي. وعلى الرغم من أن إدارة الأغذية والعقاقير غير قادرة على حظر استخدامها، اقترحت شرطًا يأمر المصنعين بوضع لصاقات تحذير على المنتجات التي تحتوي على هذه المادة، وقد تم قبول الأقتراح، وفي الوقت نفسه، اقترحت ادارة الاغذية والعقاقير أيضًا على صالونات التجميل باستخدام هذه المنتجات بعد تحذيرات لعملائها من خطورتها.

و مادة الفينيلينديامين phenylenediamine ليست الخطر الوحيد الموجود في أصباغ الشعر، حيث يتم اشتقاق بعض الألوان من قطران الفحم، والمشكلة هي أن هذا قطران الفحم يحتوي على عدد من الملوثات السامة، بما في ذلك البنزين، وهي مادة تم حظرها من عدد من المنتجات المنزلية في 1970 لأنه يزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم.
وكذلك بعض الألوان المشتقة من قطران الفحم تحتوي على شوائب المعادن الثقيلة بما في ذلك الرصاص والزرنيخ، وكلاهما يسبب السرطان ويمكن أن يثبط من عمل الهرمونات، بالإضافة الى أن العديد من الألوان الاصطناعية المستخدمة في أصباغ الشعر لم يتم اختبارها ومنظمة الصحة العالمية تعتبرهم كلهم مواد مسرطنة.


 

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!