أهم الفروقات: 1. فيروس نقص المناعة المكتسبة أو «HIV» يدمر جهازك المناعي أما الإيدز فهو حالة ناتجة عن الاصابة بفيروس نقص المناعه المكتسبة وتمثل المرحلة النهائية منه. 2. الأعراض الناتجة عن الاصابة بكليهما تختلف من شخص الى آخر، لأنها ناتجة عن عدوى إنتهازية.

من السهل الخلط بين فيروس نقص المناعة المكتسبة والإيدز ، وعلى الرغم من أن لكليهما تشخيص مرضي مختلف، إلا أنهما مرتبطان بشكل قوي، ويستخدم كلا المصطلحين لوصف حالة مرضية معينة . ولكن من الجدير بالذكر أن فيروس نقص المناعة المكتسبة يسبب حالة مرضية تدعى بالإيدز. في الماضي كان التشخيص بالإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة أو الايدز بمثابة حكمٍ بالإعدام , أما الآن فإن مرضى الفيروس ومرضى الإيدز يعيشون حياة طويلة مثمرة بفضل الأبحاث والعلاجات الحديثة .

فيروس نقص المناعة المكتسبة: قد يؤدي فيروس نقص المناعة المكتسبة أو «HIV» إلى عدوى تصيب الجهاز المناعي للإنسان، ولا يصيب الفيروس سوى البشر وتضرب أجهزتهم المناعية تحديدًا، ما يؤدي الى ضعفه وعدم مقدرته على العمل بشكل صحيح. على عكس الفيروسات الأخرى، فإن جهازنا المناعي غير قادر على مهاجمة فيروس نقص المناعة المكتسبة واستبعاده من الجسم، وما زال السبب مجهول إلى الآن، ومع ذلك، فإنه باستطاعة الأدوية السيطرة على الفيروس بصورة ناجحة.

الإيدز هو حالة صحية: قد يؤدي فيروس «HIV» إلى الإصابة بعدوى، أما الإيدز فهو حالة صحية أو متلازمة، وقد تؤدي الإصابة بالفيروس إلى الإيدز وبالتالي إلى متلازمة نقص المناعة ينتج الإيدز عندما يتسبب فيروس نقص المناعة المكتسبة بضرر جسيم للجهاز المناعي، وهو حالة معقدة تختلف من شخص إلى آخر ، وترتبط أعراض الإيدز بالاصابات والعدوى المترتبة على جهاز مناعي ضعيف غير قادر على محاربة وحماية الجسم من الأمراض والعدوى، ومنها السل ، الإلتهاب الرئوي وأنواع معينة من السرطان وغيرها.

الإصابة بالفيروس لا تعني الإصابة بالإيدز: فيروس نقص المناعة المكتسبة أو «HIV» ليس إلا فيروسًا، بينما يعتبر الإيدز حالة صحية قد تتسبب من الإصابة به، إذ يمكن الإصابة بالفيروس دون الإصابة بمتلازمة الإيدز، في الحقيقة ،فإن الكثير من المصابين بالفيروس يعيشون لسنوات أطول من السابق دون الإصابة بالإيدز بفضل تقدم العلاجات. في حين أنه يمكن الإصابة بالفيروس دون الإصابة بالإيدز، فإن أي شخص لديه مرض الإيدز هو بالضرورة مصاب بالفيروس، وللأسف فإنه لا يوجد علاج للفيروس حتى الآن، ولذلك لا يمكن أن تذهب العدوى الفيروسية أبدًا، حتى لو تطرأ الإصابة بالإيدز.

يمكن أن ينتقل الفيروس من شخصٍ إلى آخر:  ينتقل الفيروس كباقي الفيروسات من شخص إلى آخر . ولكن الإيدز هو متلازمة او حالة صحية تكتسب فقط عند الإصابة بالفيروس. ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر عبر تبادل سوائل الجسم، وينتقل الفيروس في معظم الأحيان عبر العلاقات الجنسية أو الإبر الملوثة، ونادرًا ما ينتقل من عمليات التبرع الدم الملوث أو من الأم الحامل إلى جنينها.

ليس بالضرورة أن يظهر الفيروس أعراضًا: يسبب الفيروس عادةً أعراضًا مشابهة لأعراض الإنفلونزا خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الإصابة ، وتعد هذه الفترة قصيرة وتسمى بالعدوى الحادة أو العرضية، وتؤدي سيطرة الجهاز المناعي على الفيروس إلى الدخول في فترة تسمى بفترة الحضانة. قد تمتد فترة الحضانة إلى سنوات يسطير خلالها الجهاز المناعي على الفيروس ولكن ليس بمقدروه القضاء عليه تمامًا، وخلال تلك الفترة، قد لا تظهر على الشخص المصاب أية أعراض، ولكن بمجرد تطوره لمرض او متلازمة الإيدز، فإن المريض سيشعر بأعراض مختلفة.

تشخص عدوى الفيروس بفحصٍ بسيط: يكون الجهاز المناعي أجسامًا مضادةً للفيروس عند الإصابة به، ومن الممكن أن يكشف فحص للدم أو اللعاب عن هذه الأجسام المضادة، ولا يكون الفحصٌ فعالًا سوى خلال الأسابيع الأولى من الإصابة بالعدوى. كما هنالك فحص آخر يعنى بالبحث عن مولدات المضادات، وهي بروتينات ينتجها الفيروس، ويستطيع الفحص الكشف عن الفيروس خلال الأيام الأولى من الإصابة، ويمتاز كلا الفصحين بالدقة وسهولة التطبيق.

تشخيص الإيدز معقد أكثر: الإيدز هو المرحلة الأخيرة من الإصابة بالفيروس ويوجد عوامل عدة لتحديد ما إذا انتقل الشخص فترة حضانة الفيروس إلى الإيدز. ولأن الفيرةس يدمر الخلايا المناعية المسماة بخلايا السي دي 4، فإن إحدى طرق تشخيص ترتبط بعد هذه الخلايا، ويمتلك الشخص المعافى من 500 إلى 1200 خليةً منها، وعندما ينخفض عدد هذه الخلايا إلى 200، فإن ذلك الشخص يعتبر عندها مصابًا بالإيدز. وإحدى المؤشرات الأخرى على الإيدز هي وجود العدوى الإنتهازية، وتعرف العدوى الانتهازية على أنها أمراضًا تسببها الفيروسات، أو الفطريات، أو حتى البكتيريا، ولا تؤثر العدوى على شخص طبيعي يعمل جهازه المناعي بشكل سليم، ولكنها تساعد على تشخيص الإصابة بالإيدز.

العلاج ومتوسط العمر: بمجرد تطور الفيروس إلى الإيدز، فإن متوسط العمر المتوقع ينخفض بصورةٍ ملحوظة، إذ أنه من الصعب إصلاح الضرر الواقع على الجهاز المناعي وتلافيه من تلك النقطة فصاعدًا، فتصبح العدوى إضافة إلى حالاتٍ أخرى كالسرطان أمرًا شائعًا نتيجة للتلف المناعي، وهذه الأمراض هي ما تصبح أمراضًا قاتلة لمريض الإيدز. يستطيع الشخص المصاب بالفيروس العيش لأعوام وحتى لعقود بفضل العلاجات المتوفرة حاليا وقد يستغرق الأمر عقودًا حتى يصبح مصابًا بالإيدز، وبرغم قدرة الشخص الخاضع للعلاج من الفيروس أن يحظى بحياة طبيعية صحية، فإنه من الضروري أن يتذكر إمكانية نقل العدوى لشخص آخر .


المصدر

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة
مهندس مدني من الأردن، أسعى إلى زيادة الوعي في التقدم المعرفي والمنهج العلمي وتعزيز بنية الفرد العربي ثقافياً وإنسانياً

الاطلاع على جميع المقالات

تعليق واحد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!