كل دولة تتباهى بترسانتها العسكرية ولا تكف عن اطلاق التهديدات بين الحين والآخر بهدف أو بدونه! لكن في مقارنة بين الصين و روسيا و اميركا من الفائز في حال حرب؟

اذا خاضت روسيا و الصين و امريكا حربا في الوقت الحاضر .. من المنتصر ؟ بين مطرقة التجارة العالمية وسندان الحملة الانتخابية التي تلوح نتائجها على الأبواب، يبدوا من المناسب أن نحول انتباهنا للحظات عن التهديدات المختلفة التي تصنعها طالبان وداعش وأن ننظر إلى العالم في منظور حربي تقليدي، لذا في مقارنة بين الصين و روسيا و اميركا هذه هي النتائج المترتبة على اشتباك أبرز 3 قوى عسكرية في العالم وفي مختلف المجالات:

1. طائرات الشبح:

مقارنة بين الصين و روسيا واميركا
تتربع أمريكا على عرش مقاتلات الشبح باحتكارها لطائرات الشبح من الجيل الخامس وبالحديث عن الأرقام فإن أمريكا تملك 187 طائرة منها والمسماة ب«F-22 » وبالرغم من أنها أنتجت طائرات أحدث من طراز «F-35 » إلا أنها لا تزال تعاني من العديد من المشاكل وهي في مرحلتها التجريبية، وإحدى مشاكلها هي الخوذة ذات التقنية العالية المفترض بها أن تزود الطيار بجميع المعلومات التي يحتاجها ولكنها لم تنجح بعد.

caf-synd-07j-11-jets-streak-across-the-sky
في غضون ذلك، تعمل الصين على تطوير أربع مقاتلات شبحية. شاركت مقاتلات «J-31» في عروض جوية عام 2014 وتعد هذه المقاتلات من المقاتلات الشبحية الأكبر تهديداً في الوقت الحاضر، أما بالنسبة للمقاتلة «J-20»، والتي دخلت للتو في مجال إنتاج على نطاق واسع فهي على الأغلب سوف تكون نظيرةً لمقاتلة «F-35»، كما يوجد تصميمان جديدان هما «J-23 و J-25» والذين يدور حولهما الكثير من الإشاعات والدعاية الصينية.

1200px-pak_fa_prandtl_glauert_singularity-1024x683

تطور روسيا بدورها مقاتلة واحدة فقط ولكن لديها من الإمكانات التي تجعل البعض يعتبرها أكثر تفوقاً من مقاتلة «F-22». هذه المقاتلة «T-50» يرجح أنها سوف تدخل إلى الخدمة في وقت متأخر من سنة 2016 أو في بدايات سنة 2017، وتعرف أيضاً باسم « PAK FA »، وهي أقل تخفياً من المقاتلة الأمريكية ولكن تمتلك قدرة أكبر على المناورة، والمقاتلة الأمريكية «F-22» قد تتغلب على المقاتلة الروسية في الحرب، ولكن قد تنقلب الكفة عليها إذا رصدتها المقاتلة الروسية أولاً.

المنتصر المرجح: ما دامت المقاتلات الأخرى لا تزال أكثر افتراضية ولم تدخل الخدمة بعد، فإن طائرة «F-22» ستعتبر المنتصر بجدارة، مع ذلك فإن طياري هذه المقاتلة سوف يشعروا بالأرق عندما يعلموا أن العديد من المقاتلات تتم تطويرها بمرور الوقت حاملة معها مهمة إسقاط تلك المقاتلة بالتحديد، وأن هذه الطائرات يعمل على تطوريها مهندسون يمتلكون في جعبتهم مخططات طائرات ال «F-22».

2. الدبابات:

1650249-1024x571
أضاف الجيش الأمريكي إلى ساحته دبابة « M-1 Abrams » في سنة 1980. لكن منذ ذلك الوقت طرأ على هذه الدبابة العديد من التحديثات من تصفيح ونظام الدفع والأنظمة القتالية، لذا يمكن أن نقول أن جميع أجزائها ما عدا الهيكل تم تغييرها، وتمتلك سبطانة رئيسية ذات قطر 120 ملم، وإلكترونيات رائعة، ومراكز قتالية يتم التحكم فيها عن بعد، كما تحوي دروعها على اليورانيوم والكيفلر وطبقات من الشوبام «الشوبام – Chobham : اسم غير رسمي يشير إلى تركيبة من الدروع طورت في بداية الأمر في مركز الدبابات البريطانية وأخذت اسمها من اسم المركز».

مقارنة بين الصين و روسيا و اميركا
أما روسيا فهي تعمل على تطوير نموذج أولي من دبابات « T-14 Armata»، لكن في الوقت الحالي فهي تعتمد على دبابة « T-90A» والتي تعد دبابة في منتهى الروعة، هذه الدبابة نجت من ضربة مباشرة لها من صاروخين في سوريا، وأدرجت هذه الدبابة إلى جعبة الجيش الروسي في سنة 2004، تتميز هذه الدبابة بامتلاكها ملقم آلي، دروع تفاعلية، ومدفع رشاش يتحكم فيه عن بعد ومدفع قطر سبطانته 125 ملم، ويجدر الذكر أن الطاقم يستطيع إطلاق صواريخ مشتتة من المدفع الرئيسي.

مقارنة بين الصين و روسيا و اميركا
سيراً على خطى روسيا، قامت الصين بإدراج أنواع مختلفة من الدبابات إلى تشكيلتها في نفس الوقت الذي تعمل فيه على تطوير دبابات أخرى جديدة، ولديها دبابة الالتحام المباشر المسماة «Type 99 »، وتتميز بامتلاكها سبطانة ملساء بقطر 125 ملم مع ملقم آلي يستطيع أيضاً إطلاق الصواريخ النارية، تم تطوير الدبابة بدروع تفاعلية ويعتقد أنها تمتلك القدرة على الصمود كنظيراتها من الدبابات الأمريكية أو الروسية.

المنتصر المرجح: بالنظر بحزم إلى عتاد هذه الدبابات تحت فرض أنها اشتبكت في قتال واحد على واحد، فإن النتيجة تعادل، لكن تمتلك أمريكا صناعات ذات جودة أكبر وتاريخاً أفضل في تدريب الجنود، بالإضافة إلى أن أمريكا – دون النظر إلى أوكرانيا – تمتلك خبرة في القتال أكثر من نظيراتها.

3. السفن:

مقارنة بين الصين و روسيا و اميركا

تمتلك أمريكا الأسطول البحري الأكبر في العالم، وبامتلاكها له فإنها ستكون المنتصر في أي اشتباك بحري إذا حدث وحصل في وسط المحيط، حاملة الطائرات الأمريكية «The crown jewels» هي حاملة ل10 طائرات بالحجم الكامل و9 مهابط مروحيات، لكن ربما لن تكون أفضليات البحرية الأمريكية ذات الحجم الهائل كافية للتغلب على الصواريخ الصينية أو الغواصات الروسية إذا ما اضطرت للقتال في مياه العدو.

مقارنة بين الصين و روسيا و اميركا
لكن لا تزال روسيا تلعب في ميزان القوى البحري، فإطلاقها لصورايخ كاليبر على الأراضي السورية أثبت ان روسيا وجدت طريقة لتمكين السفن الصغيرة من إلحاق بالغ الضرر، ويعتقد أن نسخة مضادة للسفن من هذا الصاروخ قد تكون قاتلة إذا أطلقت بكثرة، وعندها قد تتغلب على دفاعات السفن الأمريكية، كما أضافت روسيا إلى جعبتها النظام الصاروخي «Club-K»، وهو نظام هجوم أرض ومضاد للسفن أيضاً ويمكن اخفاءه في حاويات الشحن.

مقارنة بين الصين و روسيا و اميركا
تسعى الصين إلى ثورة بحرية في كلا خفر السواحل والأسطول البحري الصيني، واعتاد خفر السواحل على امتلاك السيادة في المناطق المتنازع عليها ويعتبر هذا الخفر الأكبر والأكثر دروعاً في العالم، أما الأسطول الصيني فيتميز بامتلاكه لمئات السفن المعبئة بصواريخ عالية التكنولوجيا والأسلحة بالإضافة إلى أجهزة استشعار متميزة.

المنتصر المرجح: لا تزال البحرية الأمريكية المنتصر بلا منازع عبر العالم لكن إذا أخذنا في عين الاعتبار الخسائر الفادحة التي قد تعانيها إذا قاتلت الصين أو روسيا على أرضهما، فإن غزواً كبير الحجم قد يتكلل بالفشل إذا لم يكن المخططين له في غاية الحذر.

4. الغواصات:

مقارنة بين الصين و روسيا و اميركا
تتألق الغواصات الأمريكية المذهلة ذات الصواريخ البالستية حاملة معها 280 صاروخاً نووياً تستطيع مسح أي مدينة للعدو، وأربع غواصات ذات صواريخ موجهة و 154 صواريخ توماهوك لكل واحدة منها، و54 غواصة نووية، وجميعها ذات تكنولوجيا متقدمة، ودروع ثقيلة، ومتخفية.

أما روسيا لديها 60 غواصة فقط لكنها فائقة القدرة، وتتعادل الغواصات الروسية أو تقترب من نظيراتها الأمريكية من نواحي التخفي، أما القوارب التي تعمل بالديزل فهي القوارب الأكثر هدوءً في العالم، كما تعمل روسيا على أسلحة جديدة للغواصات تشمل طربيد نووي بقوة تفجير 100 ميجا طن قادر على محي مدن، وباختصار فإن طاقم الغواصات الروسية جيد بما فيه الكفاية ولا يزال يتطور أكثر من ذلك.

أما الصين فتملك فقط خمس غواصات نووية، و53 غواصات تعمل على الديزل، وأربع غواصات ذات صواريخ بالستية، لكنها لا تزال تعمل على إنتاج المزيد، وبالرغم من أن الغواصات الصينية يمكن رصدها بسهولة إلا أن أمريكا وحلفائها في المحيط الهادي يتجهون نحو صنع أجهزة رصد ومراقبة أكثر تطور للتأكد من تتبعها.

المنتصر المرجح: سيفوز فيلق الغواصات الأمريكية في كلا الحالتين سواء كانت قصف أرضي أو مواجهة غواصة لأخرى، لكن هذه الفجوة تستمر بالانكماش، فالإبداعات الصينية والروسية والإنشاء السريع في هذا المجال سوف يجعل من المحيط مكاناً خطراً للغواصات الأمريكية.

والمنتصر في المحصلة هو أمريكا

اقرأ أيضًا: ماذا سوف يحدث للارض بعد نشوب حرب نووية ضخمة بين امريكا و روسيا ؟


مصدر

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة
مهندس مدني من الأردن، أسعى إلى زيادة الوعي في التقدم المعرفي والمنهج العلمي وتعزيز بنية الفرد العربي ثقافياً وإنسانياً

الاطلاع على جميع المقالات

تعليق واحد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!