هل تعلم أن الباباوات لم يسكنوا داخل الفاتيكان حتى القرن الرابع عشر؟ هل سمعت بمدينة الموتى تحت الفاتيكان؟ تعرف معنا في المقال التالي على العديد من الحقائق الملفتة حول عاصمة الكنيسة الكاثوليكية في العالم.

1- الفاتيكان هي أصغر دولة في العالم:
محاطةً بحدود مع إيطاليا بطول ثلاثة كيلومترات، تعد مدينة الفاتيكان سلطة مستقلة بمساحة 0.4 كيلومتر مربع تقريبًا، وتتبع نظام حكم ملكي مطلق السلطة يترأسه البابا. تطبع الفاتيكان عملات اليورو والطوابع، وتصدر جوازات السفر ولوحات السيارات الخاصة بها، تدير الوسائل الإعلامية الداخلية وتمتلك علمًا ونشيدًا خاصين بها حتى، إلا أنها تفتقر إلى نظام ضريبي، يأتي دخل الفاتيكان بشكل أساسي من عائدات المتاحف، مبيعات الطوابع والتذكارات، إضافة إلى التبرعات.

2- تقع كاتدرائية القديس بطرس فوق مدينة من الأموات، ولهذا يعود اسم الضريح الخاص بها:
في فترة ما قبل المسيحية، كانت تقع مدينة أموات رومانية (necropolis) على تلة الفاتيكان. عندما اندلع الحريق العظيم الذي سوى روما بالأرض عام 64 للميلاد، اتهم الإمبراطور نيرو -محاولًا لفت الانتباه عنه- المسيحيين بإضرام النيران، وعاقبهم بالحرق والتمزيق بالحيوانات المفترسة إضافة إلى الصلب بالتأكيد، وكان القديس بطرس من ضمن أولئك المصلوبين، ويقال إنه دفن في مكان ما على تلة الفاتيكان.

بحلول القرن الرابع الميلادي، وسيطرة الديانة المسيحية كديانة رسمية في البلاد، أمر الإمبراطور قسطنطين ببناء الكاتدرائية الأصلية فوق الموقع المفترض لدفن القديس بطرس ليكون في قلبها تمامًا، وتقع الكاتدرائية الحالية (البازيليكا) -والتي بنيت في القرن السادس عشر- فوق متاهة من سراديب الموتى، إضافة إلى الموقع المفترض لدفن القديس بطرس.

3- الإمبراطور كاليجولا (Caligula) هو من استولى على المسلة المنصوبة في ساحة القديس بطرس:
بنى الإمبراطور كاليجولا سيركًا صغيرًا في حديقة والدته في أسفل تلة الفاتيكان في مكان تدرب عربات الخيول، حيث يعتقد أن نيرو قام بإعدام المسيحيين، ولتزيين تلك الحديقة، نقلت قواته ذلك العمود العظيم الذي كان بالأصل في هليوبوليس. والمكون من قطعة واحدة تزن حاولي 350 طنًّا من الجرانيت، وكانت قد بنيت من أجل أحد الفراعنة قبل أكثر من 3000 عام.
وفي عام 1586 نقلت إلى مكانها الحالي في ساحة القديس بطرس، حيث تقوم بعملها المزدوج كمعلم سياحي وساعة شمسية عملاقة.

4- طوال ما يقارب 60 عامًا من القرن التاسع عشر والعشرين، رفض الباباوات مغادرة الفاتيكان:
في الماضي قبل توحيد إيطاليا، كانت سلطة الباباوات تتجاوز الفاتيكان، إذا كانوا يحكمون عددًا من المدن ضمن وسط إيطاليا، أما بعد توحيد البلاد عام 1870. وضعت الحكومة العلمانية الجديدة يدها على جميع الأراضي التابعة لحكم الكنيسة باستثناء الفاتيكان، واندلع ما يشبه الحرب الباردة بين الكنيسة من جهة، والحكومة الإيطالية من جهة أخرى.
رفض الباباوات الاعتراف بسلطة المملكة الإيطالية، وبقيت الفاتيكان خارج نطاق الحكم الوطني، أعلن البابا بيوس التاسع عن نفسه بأنه “أسير الفاتيكان”.
ولفترة 60 عامًا تقريبًا، رفض الباباوات الخروج من الفاتيكان والاعتراف بسلطة الدولة الإيطالية، بل حتى رفضوا الخروج إلى العلن، أو مباركة الجنود الإيطاليين عند حضورهم إلى ساحة القديس بطرس.

5- بينيتو موسوليني أعطى الاعتراف الرسمي بدولة الفاتيكان:
انتهى النزاع بين الحكومة الإيطالية والكنيسة الكاثوليكية عام 1929 عند توقيع اتفاقيات لاتيران (Lateran Pacts)، والتي سمحت للفاتيكان بالوجود كدولة مستقلة وعوضت الكنيسة عن المدن الباباوية التي ’صادرتها’ الحكومة بمبلغ 92 مليون دولار (أكثر من مليار دولار بالنسبة لنقود اليوم).
وقعع موسوليني الذي كان رئيس حكومة إيطاليا على الاتفاقية نيابة عن ملك إيطاليا فيكتور إيمانويل الثالث.

6- لم يسكن الباباوات ضمن الفاتيكان حتى القرن الرابع عشر:
حتى بعد بناء كاتدرائية القديس بطرس الأصلية، قطن الباباوات في قصر لاتيران في الطرف المقابل من روما، بل انتقلوا من المدينة بالكامل عام 1309 حين انتقل البلاط الباباوي إلى أفينيون (Avignon) في فرنسا، بعد أن رتب الملك فيليب الرابع لكاردينال فرنسي أن يصبح البابا الجديد.
حكم سبع باباوات فرنسيين من تلك المدينة، حتى انتقل مقر الكنيسة إلى روما مرة أخرى عام 1377، إلا أن قصر لاتيران كان قد احترق في ذلك الوقت لذلك بدأ الباباوات باستخدام الفاتيكان كمقر للسكن والحكم، كان على الباباوات الكثير من الإصلاحات ليقوموا بها، إذ كان الوضع فوضويًّا لدرجة أن الذئاب كانت تنبش القبور في المقبرة، وحتى الأبقار تجول في الكاتدرائية.

7- استخدم الحرس السويسري كقوات مرتزقة:
حمت قوات من الحرس السويسري -المعروف بأزيائه الملونة التي تحمل طابع عصر النهضة- الحَبَر منذ عام 1506، عندما حذا البابا يوليوس الثاني حذو العديد من حكام أوروبا في ذلك الوقت، وقام باستئجار قوة سويسرية لحمايته الشخصية.
وجود الحرس السويسري في الفاتيكان يهدف بشكل خاص إلى حماية البابا الشخصية، إلا أن دور هذه القوة (والتي تعتبر أصغر جيش في العالم) أصبح استعراضيًّا بشكل أساسي مع الزمن، بالرغم من ذلك يخضع هؤلاء الجنود -الذين يحملون الجنسية السويسرية جميعًا- إلى تدريبات مكثفة وشديدة.

8- لأكثر من مرة في تاريخ الفاتيكان، هرب الباباوات عبر نفق سري:
في عام 1277، تم بناء طريق مسقوف يربط بين الفاتيكان وقلعة سانت أنجيلو الحصينة على ضفاف نهر تيبر، واستخدم هذا الطريق كوسيلة هرب للباباوات في حالات الخطر، ولعل أشهر الحوادث المرتبطة به هي هروب البابا **** السابع عام 1527 عند غزو واجتياح روما، عندما اجتاحت قوات الإمبراطورية الرومانية المقدسة تحت قيادة الإمبراطور تشارلز الخامس شوارع روما قاتلة الرهبان والراهبات في كل مكان، قامت قوات الحرس السويسري بحماية البابا وتوفير الوقت له للهروب عبر الطريق السري نحو القلعة، عندها أنقذ البابا نفسه بالرغم من خسارة 147 جندي في تلك المعركة.

9- يعيش غالبية مواطني الفاتيكان في الخارج:
في عام 2011، بلغ عدد حاملي الجنسية الفاتيكانية 594 شخصًا، يضم هذا الرقم 71 كاردينالًا، 109 أعضاء من الحرس السويسري، 51 من رجال الكنيسة، وراهبة واحدة داخل جدران المدينة، أما الغالبية من السكان هي المواطنون ال 307 الذين يشغلون مناصب كنسية دبلوماسية حول العالم.

10- يملك المرصد الفلكي للفاتيكان تيليسكوبًا في ولاية أريزونا الأميركية:
مع توسع مدينة روما، أصبحت مهمة علماء الفضاء التابعين لمرصد الفاتيكان أصعب لأن أضواء المدينة كانت تمنعهم من مشاهدة النجوم، ولذلك تم في عام 1981 افتتاح مركز أبحاث ثان في مدينة تكسون في ولاية أريزونا (Tucson, Arizona).
تقوم الفاتيكان بإجراء أبحاث حديثة وعالية الكفاءة بتلسكوبه المتطور الواقع على رأس جبل جراهام جنوب شرقي الولاية.


 

ديانا نعوس

ديانا نعوس

طالبة في كلية الصيدلة، هدفي واحد هو العلم، وأؤمن بأنه الطريق الوحيد نحو الرقي، الطريق الوحيد نحو التغيير، الطريق الوحيد نحو الأفضل.

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!