لا شك أن فرن المايكرويف ملائم، ومريح، فكيف سنستطيع تسخين الطعام المتبقي من اليوم الفائت لولاه، ولكن هل لذلك ثمن؟ إذ عادة ما يُتهم المايكرويف بتسببه بالسرطان، وقضائه على العناصر الغذائية في الأطعمة. بداية يجب أن نتعرف على مبدأ عمل فرن المايكروييف، الذي يعمل بواسطة صمام مغناطيسي إلكتروني، يحول التيار الكهربائي لطاقة قصيرة الموجات، فتستهدف الموجات الدقيقة جزيئات الماء في الطعام بشكل انتقائي، وتسبب تذبذبها واهتزازها، وتحريرها للطاقة، أي تسخن الطعام ببساطة.

ومن الجدير بالذكر أنه يمكن لجميع طرق تسخين الطعام تقريباً، أن تؤثر على العناصر الغذائية، وتدمرها، وتغير كل طريقة من النكهة، والمحتوى الغذائي، فللطبخ ثلاثة عوامل أساسية هي؛ الوقت، والحرارة، ومستوى الماء أو الرطوبة، وبشكل عام فإن العناصر الغذائية لا تتأثر بالحرارة، إلا إن غُمر الطعام في الماء، وتحتوي معظم الخضروات على محتوى عالٍ من الماء بشكلٍ طبيعي، فلا يوجد حاجة لإضافة الماء إليها، عند طهيها في فرن المايكرويف.

إذا فمن أين نبعت فكرة تأثير المايكرويف على العناصر الغذائية؟ أقرت دراسة أجريت في إسبانيا أن المايكرويف قضى على معظم العناصر الغذائية الموجودة في البروكلي عند تسخينه في المايكرويف، إلا أن الباحثون لم يسخنوا البروكلي كما هو في المايكرويف، بل قاموا بإضافة الماء له، مما استنزف البروكلي من قيمته الغذائية تماماً، بالإضافة إلى التأثير الكبير على طعمه.
وتأتي فكرة قضاء الماء على العناصر الغذائية، من دراسة بحثت في تأثير طرق الطبخ المختلفة على قدرة مضادات الأكسدة، في 20 نوع مختلف من الخضار، ووجدوا أن غلي الطعام، أو سلقه، وطهيه بالضغط هو ما يؤدي إلى الخسارة الأعظم في العناصر الغذائية، في حين أن حافظ الطبخ الجاف، كتسخين الطعام وطبخه في المايكرويف، والخبز، على العناصر الغذائية بصورة أكبر.
كما بحثت دراسة أجريت عام 2013 في بيانات من 100 دراسة حول تأثير الطبخ على محتوى الخضراوات الغذائي، ووجدت أن الطهي بالبخار هو الطريقة الأمثل لطهي الخضار، بافتراض عدم ملامسة الخضراوات للماء، أو الزيت خلال ذلك، لذلك يبدو أنه يجدر بنا لوم الماء على خسارة العناصر الغذائية في الأطعمة المسخنة بالمايكرويف، وليس المايكرويف نفسه.

وعلى الرغم من قلة الأدلة حول تأثير فرن الميكرويف السلبي على الأطعمة، إلا أن هناك أدلة تشير إلى أنه يضر بنكهة الطعام، بسبب صعوبة الحفاظ على الطعام مقرمشاً في درجات الحرارة التي يوفرها. وشيء آخر لأخذه بعين الاعتبار بالنسبة لفرن الميكرويف، هو أنه لا يسخن الطعام بشكل متساوٍ دائمًا، إذ تخترق الموجات الدقيقة لعمق 1 إلى 1.5 إنش من الطعام، ويتم تسخين الباقي بواسطة انتقال الحرارة بالتوصيل، ويمكن تعظيم الاستفادة من التسخين عن طريق تخريك الطعام، أو قلبه بشكل دوري، ومن الجدير بالذكر أنك تحتاج للقليل من الماء، لأن التبخر أثناء التسخين في الميكرويف، يحدث بشكل أقل.

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة
مهندس مدني من الأردن، أسعى إلى زيادة الوعي في التقدم المعرفي والمنهج العلمي وتعزيز بنية الفرد العربي ثقافياً وإنسانياً

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!