هل يؤثر النوم على خسارة الوزن ؟


نعم هذا صحيح، قلة النوم تؤثر على الوزن، فعندما لا يحصل الجسم على فترات كافية من النوم فلن يمتلك الطاقة الكافية للتحرك، على سبيل المثال لن تقوم بتمارينك الراضية اليومية لأنك ستكون متعبًا، أو قد تتناول الطعام الجاهز على العشاء مما سيجعل نومك صعبًا لأنك ستكون متعبًا للغاية و ذو معدة ممتلئة، و يعتبر هذا وصفة مثالية لزيادة الوزن.
إذا حدثت هذه المتتالية من الأحداث على فترات متقطعة في السنة فلن يشكل هذا مشكلة كبيرة، ولكن المشكلة الحقيقية أن عددًا كبيرًا من الأشخاص لا يحصلون على نوم كاف لفترات طويلة، ولذلك ينصح الخبراء بالحصول على فترات كافية لأن ذلك مهم جدًا للحفاظ على صحة الجسم و للحفاظ على نظام غذائي متوازن و طاقة كافية تمكنك من القيام بالتمارين الرياضية.
عندما يشعر الدماغ بالنعس
عند تجاهلك لحاجة جسدك للنوم فإن دماغك يميل إلى اتخاذ قرارات خاطئة، لأن ذلك يبلد النشاط في الفص الدماغي الجبهي الذي يعتبر مركز اتخاذ القرارات و التحكم بالنبض، فالأمر يشابه كونك ثمل، عندها لا يكون لديك الصفاء الذهني المناسب لاتخاذ قرارات جيدة، وبالإضافة إلى ذلك، فعندما تكون مرهقًا فإن الدماغ يبحث عن نشاطات أو أشياء تساعدك على الحصول على شعور جيد، فبينما تكون قادرًا على تجاهل الأطعمة المغرية عندما تكون بكامل نشاطك، لا تستطيع القيام بذلك عندما يكون دماغك محرومًا من النوم و الراحة.
تم نشر دراسة في المجلة الأميركية لمنظمة التغذية السريرية، يقول فيها الباحثون أن الأشخاص الذين خضعوا للدراسة عندما حرموا من النوم لفترات طويلة ازدادت رغبتهم تجاه تناول وجبات خفيفة في وقت متأخر من الليل، كما أنهم أظهروا رغبة أكبر تجاه الوجبات العالية الكربوهيدرات، و بينت دراسة أخرى تمت في جامعة شيكاغو أن المشاركين في الدراسة والذين كانوا محرومين من النوم اختاروا الحصول على الوجبات الخفيفة أكثر بمرتين من الأشخاص الذين حصلوا على فترات كافية من النوم لمدة ثماني ساعات على الأقل.
و أظهرت دراسة أخرى أن النوم لفترات غير كافية يحض الأشخاص على تناول كميات أكبر من الطعام مما يساهم في زيادة الوزن، وعندما قام الباحثين بمراجعة 18 دراسة، وجدوا أن قلة النوم تزيد من الرغبة للحصول على الأطعمة العالية الكربوهيدرات، كما أن الدماغ الذي يحتاج النوم يميل إلى دفع صاحبه لتناول الأطعمة السيئة للصحة و الوجبات السريعة و يدفعه إلى عدم القدرة على مقاومتها.
هرمونات الجوع:
يعتبر النوم كغذاء للدماغ، و يحتاج معظم الناس لفترات من النوم تتراوح من 7-9 ساعات يوميًا، و إذا لم تلتزم بهذه الساعات فإن جسدك سيقوم بردود أفعال تدفعك لتخريب نظامك الغذائي حتمًا، لأن عدم النوم يؤدي إلى التلاعب بأحاسيس و هرمونات الجوع و الشبع بما فيها هرمونين يدعيان الغريلين و اللبتين، وظيفة هرمون الغريلين تكمن بأن يخبر دماغك عندما يحين وقت تناولك للطعام، وعندما يحرم جسدك من النوم ترتفع مستويات هذا الهرمون في الجسم، أما هرمون اللبتين يقوم بإرسال إشارات الشبع، وعند عدم حصولك على النوم الكافي تهبط مستويات هذا الهرمون بسرعة.
عندما نقارن الهرمونين في حالتي الحرمان من النوم و الحصول على النوم الكافي نرى تمامًا كيف يتصرف الجسم بحالة النعس بطريقة تؤدي إلى زيادة الوزن، بالإضافة إلى ارتفاع هرمون الكورتيزول والذي يحصل عند حرمانك من النوم، مما يؤدي إلى إرسال إشارات إلى جسدك للحفاظ على الطاقة لكي يبقى قادرًا على البقاء مستيقظًا لساعات أطول.
أشار الباحثين إلى أن ممارسي الحمية الغذائية عندما انحرموا من الحصول على فترات كافية من النوم لمدة 14 يومًا، انخفض مستوى حرق الدهون لديهم بنسبة 55% على الرغم من تناولهم نفس عدد السعرات الحرارية اليومي، كما أنهم شعروا بالجوع أكثر من ذي قبل و بنسبة أقل من الشبع بعد كل وجبة بالإضافة إلى انخفاض مستوى طاقتهم.
يقول الباحثين في جامعة شيكاغو أن الحرمان من النوم يجعل عملية الأيض لديك مترنحة أيضًا، فخلال أربعة أيام فقط من النوم الغير كافي تصبح قدرة جسمك على معالجة الأنسولين غير جيدة، و الأنسولين هو هرمون يحول السكر و النشويات و الأطعمة الأخرى إلى طاقة، و في حالة الحرمان من النوم تنخفض حساسية الجسم تجاه الأنسولين بنسبة أكبر من 30%، ويعتبر هذا سيئًا للغاية لأن جسدك عندما لا يستجيب بشكل ملائم للأنسولين فهو يواجه مشاكل في عملية معالجة الدهون التي تكون في مجرى الدم مما يؤدي إلى تخزينها في الجسم،

خدع و نصائح للحصول على فترات جيدة من النوم
– أغلق جهاز الكومبيوتر و التلفاز و الجوال قبل النوم بساعة على الأقل.
– اجعل النشاطات في غرفة النوم مقتصرة على النوم و الجنس، لا تقوم بالنشاطات الترفيهية أو بالعمل هناك مطلقًا.
– اخلق طقوس خاصة بك قبل النوم، كالتأمل أو القراءة أو أن تستحم بمياه دافئة.
– حدد مواعيد للنوم و الاستيقاظ والتزم بها حتى في أيام العطل.
– انتبه إلى نوعية طعامك و مواعيد تناول الطعام، ولا تتناول الكحول أو الوجبات الثقيلة في مواعيد قريبة من وقت نومك، لأنها تسبب شعورًا بالحرقة في القلب مما يسبب الأرق، كما عليك أن تبتعد عن الصودا و القهوة و الشوكولا بعد الساعة الثانية مساء لأنك الكافيين يبقى في الجسم لمدة تتراوح بين 5-6 ساعات.
– أطفئ الأضواء، لأن الظلمة تحث جسدك على إطلاق هرمون النوم الذي يدعى ميلاتونين بينما الضوء يكبح تحريره.


 

طاقم مجلة وسع صدرك

طاقم مجلة وسع صدرك

مجلة وسع صدرك الالكترونية جرعة يومية من الدهشة والفضول

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!