تعود جذورُ الأميش إلى طائفةِ المسيحينَ الجدد “الآنابابتيست” في القرن السادس عشر، حيث شهدتْ تلكَ الفترةُ بروزَ عدةِ حركاتٍ إصلاحيةٍ مسيحية، عام 1693 شكل قسٌ سويسري يدعى “جاكوب أمان” فرعهُ الكنسيَ الخاص في سويسرا وشرق فرنسا، ويمكن إرجاع مجتمعات الأميش الحديثة إلى هذه المجموعة، بدأ الأميش الأوائل يستوطنون شمالَ أمريكا في بنسلفانيا تحديدًا مع بداياتِ القرن السابع عشر، هذا كان هربًا من الاضطهادِ الديني في أوروبا الذي عرض كثيرًا منهم للإعدام.

يتبعُ الأميش المبادئ الأساسيةَ للإيمانِ المسيحي، فلديهم آراءٌ خاصةٌ حول ما يتعلقُ بالمعمودية والمجتمع والتكنولوجيا، فهم يؤمنون بالالتزامِ بالعيش كما جاءَ في الإنجيل الذي بين أيديهم بحذافيره، لديهم مجلس “فتوى” يُطلق عليه “أولد أوردر” وهم مجموعةٌ من كبارِ السن المتدينينَ الذين يدرسون أي طارئٍ ويصدرون تعليماتهم بحيث تتطابقُ مع تعليمات الإنجيل.

يتحدث معظم الآميش ثلاثَ لغاتٍ، لغةٌ قريبة من الألمانية تسمى “بنسلفانيا داتش” في المنزل، ولغةٌ أخرى قريبة أيضًا من الألمانية تدعى “هاي جيرمان” في صلواتهم، والإنكليزية في المدارس، يتوزع أفرادُ طائفةِ الآميش على عشراتِ المستوطنات التي تعيش كلٌ منها باستقلاليةٍ تامة وفقًا لقوانينها الخاصة غير المكتوبة والمعروفة باسم “أوردنانغ” أو النظام باللغة الألمانية، وهنالك أكثرُ من أربعينَ مجموعةٍ فرعيةٍ مختلفة من الأميش في أنحاء أمريكا الشمالية، ويمكن أن يتفاوتَ تشددُ القواعدِ من مجتمعٍ لآخر، ومع ذلك فهناك بعضُ القواعد التي تنطبق على الجميع.

معظمُ مجموعاتِ الأميش تحظرُ ملكيةَ السيارات وبدلًا من ذلك يتنقلون عن طريق الأحصنة والعربات التي تجرها الحيوانات، كما أن طريقة اللباس يجب أن تكونَ بسيطةً، والمتزوجون يجب أن يربوا اللحى، النسوة يرتدين الحجاب الأبيض للمتزوجات والأسود للعازبات ولا يُسمح لهن بقصِ شعورهن، وأغلب التعليم لديهم يكون منزليًا، وقد استثنيتْ الطائفةُ من قوانين إلزاميةِ التعليم عام 1972.

يميزهم أنهم مجتمعٌ ضدَ الحرب، لا يخدمونَ في الجيش أو يشغلونَ المناصبَ العامة، ولكنهم يرفضون التكنولوجيا ويستخدمونها بشكلٍ انتقائي، حيثُ لا يستفيدون من الشبكةِ العامةِ للكهرباء ولكن يعتمدونَ على البطارياتِ والطاقةِ الشمسيةِ في توليدها، أما من ناحيةِ الزراعةِ لا يزالُ معظمُ الأميش يستخدمون الخيولَ لسحبِ المعدات الميدانية، وقد بدأت بعضُ المجتمعاتِ المنفتحةِ بالسماح للجرارات بالعمل، وعددٌ قليلٌ منهم يُسمح له باستخدام الهواتف المحمولة، فهم لا يرونَ شرًا في التكنولوجيا لكنهم يخشون التورطَ في نمطِ الحياة الحديث.


المصدر

أليسار مصطفى العبيد

أليسار مصطفى العبيد

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!