جميعنا ندرك بأنه من المهم بل ومن الضروري جداَ تنظيف أسناننا بشكل جيّد للحفاظ على أسناس ولئة صحيّتين، وقد تبيّن لنا لاحقاً بأن حتى الإنسان القديم عمل على نظيف أسنانه باستخدام الأعشاب الطبيعية باعتبارها شكل مبكر من خيط الأسنان، إلّا أننا اليوم جميعاً نستخدم المعجون لتنظيم أسناننا، اكن هل لدي أحدكم فكرة عن كيفية عمله؟

تتكون الأسنان بشكل عام من عدة طبقات، وإن إصابة أحد هذه الطبقات بضرر ما يمكن أن يلحق أذية باللثة والفم بشكل عام ومن أبرزها تسوس الأسنان، ولعلّ طبقة المينا على وجه الخصوص هي الطبقة الأكثر تعرّضاً للعوامل الخارجية كأن تصاب بالكسور والتلف بالإضافة إلى تحللها بسبب بعض المواد الحامضية التي تدخل الفم أو التي تنتجها البكتيريا التي تعلق بقوة على الطبقة السطحية للأسنان والمسماة ب”البلاك”، وتتغذى هذه البكتريا بشكل عام على الكربوهيدرات والسكريات من الطعام وينتج عن ذلك أحماض تعمل على تآكل طبقة المينا مسببة بذلك وجود تجاويف صغيرة، بالإضافة إلى أحماض الكبريت المتطايرة التي تعتبر المسبب الرئيسي لرائحة الفم الكريهة.

إن معظم معاجين الأسنان تحوي على مواد كاشطة بشكل معتدل تعمل على تجفيف طبقة البلاك التي تنتجها الجرائيم وبقايا الطعام دون الاضرار بطبقة المينا الذي يساعد في الحفاظ عليه مادة الفلورايد الموجود في أغلب مواد تنظيف الأسنان والتي بدورها تحمل مواد مضادة للميكروبات تقلل من تكوين طبقة الجير وتحافظ على صحة الفم من العديد من المشاكل الأخرى.
إذاً كيف تعمل مادة الفلورايد؟ يوجد الفلورايد بشكل طبيعي في بعض الأطعمة كالشاي والخضار والأسماك وعصير الفاكهة، إلّا أن استخدامه في صناعة معجون الأسنان يعتبر تقدمً كبيراً في مجال الصحّة العامّة لأنه يعتبر العامل الرئيسي في الحد من حالات تسوّس الأسنان منذ 50 عاماً تقريباً. تبدأ عملية تسوّس الاسنان وتشكل التجاويف عندما تصبح المعادن المفقودة من الأسنان أكثر من تلك التي يتم استبدالها، ويساعد الفلورايد من خلال تفاعله مع مركب الهيدروكسيباتيت على تشكيل مركّب أقوى وأقل عرضة للتأثر بالأحماض الموجودة في الفم، وعلى الرغم من أنّ التجويف المتشكّل لا يمكن إصلاحه إلّا أن الفلورايد أثبت فعاليّته في الحد من نمو البكتريا وقدرتها على إنتاج الحمض.

ما هي المواد التي تتألف منها أغلب أنواع معاجين الأسنان؟ تختف المواد التي تتكون منها مختلف أنواع معاجين الأسنان باختلاف طبيعة الحاجة لاستخدامها، ولكنها تحوي مواداً أساسياً توجد في معظم الأنواع وهي: مواد كاشطة: ووظيفتها إزالع البقع والطبقة وطبقة الجير العالقة على الأسنان وتلميعها، ويجب أن تكون كاشطة بشكل أن تقوم بعملهخا بشكل جيد دون الإضرار بطبقة المينا او العااج، وتعد كربونات الكالسيوم والسيليكا والألومينا أحد أبرز الأمثلة على هذه المواد.

مواد المنظفة: وظيفة هه المواد هو تشكيل رغوة قادرة على التخلص من البقايا الغذائئية والبكتيريا والبلاك والحصول على شعور بفم نظيف، ومن المنظفات الشائعة: كبريتات لوريل الصوديوم. مواد مرطبة: ومن أبرزها الغليسرين.. وهي تحتفظ بالرطوبة لتمنع معجون الأسنان من الجفاف. مواد مكثّفة: (مثل صمغ السيللوز) وهي تعطي معجون الأسنان قوامه وتساعد ليبقى على الفرشاة بعد خروجه من الأنبوب. مواد حافظة: تمنع نمو البكتريا أو أي كائنات دقيقة أخرى داخل معجون الأسنان.
نكهات وملونات: لتجعل شكل وطعم معجون الأسنان مستساغاً أكثر.

هل يعتبر معجون الأسنان آمناً؟ تباع معظم معاجين الأسنان في الأسواق على أنها مواد تجميل وبعضها يباع كأدوية ذات ترخيص، ولكن في كلتا الحالتين فإن القوانين في أوروبا والمملكة المتحدة تضمن سلامة اسخدام معاجين الأسنان من قبل المستهلكين.

هل من الآمن استخدام معاجين الأسنان التي تحوي الفلورايد من قبل الأطفال؟ يعتبر الفلورايد عنصراص هامّاً في صناعة معجون الأسنان وغسول الفم كونه يساهم في الحفاظ على الأسنان من التسوس وجعل طبقة المينا أكثر صلابة وأكثر مقاومة للأحماض التي تنتجها البكتريا الموجودة بين الأسنان واللثة. تعتبر مستويات الفلورايد ضمن معجون الأسنان آمنة ولكن يفضل عدم السماح لأطفال بابتلاع كمية كبيرة منه (حيث أنّ ابتلاع كميّة صغيرة عن طريق الخطأ لا تشكل خطراً) وذلك بعدم وضع كمية كبيرة من المعجون على الفرشاة عند استخدامه (يكفي وضع كمية صغيرة بحجم حبّة البازلاء). كما أنّ كمية الفلورايد المستخدمة في صناعة معجون الأسنان محددة من قبل القوانين الأوروبية للمواد التجميلية ومع ذلك لا زال بعض الناس يشعرون بالقلق إزاء ابتلاع أطفالهم لكمية من معجون الأسنان عن طريق الخطأ، إّلا أنه يوجد العديد من أنواع معجون الأسنان غير الحاوية على الفلورايد.

كيف يحصل معجون الأسنان على خطوطه الملونة؟ يتم ذلك بفصل الألوان بوضعها في أحواض منفصلة ومن ثم ضخها في أنابيب عبر آلة التعبئة بسرعة وضغط محددين وبعدها تُدمج الألوان مع المعجون الأبيض بنسب ثابتة ومحددة وأخيراً يُعاد ضخها في أنبوبة المعجون. بقي أن نذكر بأنّه لا يجب عليك التهاون في مسألة تنظيف الأسنان والحفاظ على صحتها، قم بتنظيف أسنانك مرّتين يوميّاً ولا تنس القيام بفحص دوري للفم للوقاية من المشاكل قبل حدوثها.


 

طاقم مجلة وسع صدرك

طاقم مجلة وسع صدرك

مجلة وسع صدرك الالكترونية جرعة يومية من الدهشة والفضول

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!