لماذا يخاف الناس من المهرجين ؟ هل رأيت مهرجًا في غابة ذات مرّة؟ في السادس والعشرون من آب, في مدينة “غرينفيل” التابعة لمقاطعة كارولينا الجنوبية, أخبرت “دونا أرنولد” قناة “فوكس كارولينا” بأنها اتّصلت بمكتب شرطة مدينة “غرينفيل” لإخبارهم بأن ابنها برفقة أطفال آخرون قد شاهدو مهرّجًا بالقرب من منزلهم.

لم تكن تلك المرّة الأولى التي شُوهد فيها المهرج في ذلك الأسبوع, وليست المرّة الأخيرة أيضًا. في الرابع والعشرون من آب, قام المسؤول عن الضاحية التي تسكن فيها “آرنولد” بتحذير السّكان عن وجود شخص يرتدي كالمهرّج ويحاول مُدّعيًا أن يقدّم عرضًا للأطفال في الغابة. وفي الواحد والثلاثون من آب, ادّعى طفل في الثالثة عشر من عمره أنه رأى رجلًا بمظهر مهرّج يدقّ الباب الخلفي لمنزله.

كان الرجل يضع قناع ملوّن وشعر برتقاليّ, حسبما قاله الطفل لقناة “فوكس كارولينا”. وأضافت والدة الطفل في المقابلة أنها عادت للمنزل بقدر ما تستطيع من السرعة, لكن عندما وصلت كان المهرّج قد رحل.

في السابع من أيلول, استلمت سلطات مدينة “غرينفيل” تقارير عن مشاهدة أربع مهرّجين في أطراف المدينة حسبما قاله رئيس الشرطة “كين ميلر” في تقرير صحفي. كان “ميلر” جادّاً عندما قال “يجب أن يتوقف هذا التهريج”.

إنها حقيقة ملحوظة بأن مهرّج أو مهرّجين “غرينفيل” قد شكّلوا تهديدًا ملحوظًا على المنطقة. لكن القلق والخوف الذي يسببه هؤلاء المهرّجون – حتى في أبسط الظروف – ليست مسألة مضحكة أبدًا.

يقول بعض الخبراء أن العديد من الناس لديهم انطباعات سيئة عن المهرجين بشكل عام, رغم أن تلك الشخصيات يجب ان تساعد على الضحك والمرح. لماذا يستدعي المهرجون مثل هذه الانطباعات غير السّارة؟

ليس دائمًا ما يكون هذا آمنًا

لماذا يخاف الناس من المهرجين الخوف من البالونات لماذا يخاف بعض الأطفال من المهرجين الأسباب التس تدقع الأطفال إلى الخوف من المهرج

المهرّجون اللذين يرتدون ملابس ومكياجات مضحكة ويتصرفون بسذاجة موجودون منذ آلاف السنين. هناك وثائق من مصر القديمة, الصين واليونان تشير إلى وجود المهرجين في الكوادر الملكيّة. كان المهرّجون واسعي الانتشار في ساحات أوروبا في العصور الوسطى أيضًا.

لكن, لم يكن دائمًا ذلك المرح الذي يفعله المهرجون غير مؤذٍ. قد يكون ذلك آمنًا عندما يخبرون النّكات. يمكن للمهرجين الملكيّين أن يوجّهوا نقدًا مهينًا حتى للملك نفسه. هذا ما قاله “بين رادفورد” مؤلف كتاب “المهرّجون السّيئون” (جامعة نيو مكسيكو, نيسان 2016) , هذا الكتاب يكشف التاريخ الأسود لهؤلاء المهرجون الكوميديون.

“يمكن للمهرج أن يلقي نكتة عن عدد العشيقات التي يمتلكها الملك, أو عن مدى سمنته”, يقول “بين رادفورد”, “أدوارهم كمهرجين كانت تسمح لهم بفعل ذلك, كانوا الأشخاص الوحيدين المسموح لهم في المملكة”.

مقارنةً بما نراه اليوم من مهرجين نموذجيين – ممثل مسرحي ذو ابتسامة عريضة ملوّنة, أنف أحمر وحذاء كبير – هو شيء جديد نسبيًّا, ظهر في القرن الماضي تقريبًا, كما أوضح “رادفورد”. أما بالنسبة لسبب خوف الناس من المهرّجين, فإن “رادفورد” يرجّح أن المكياج الذي يشبه القناع قد يسبّب عدم الراحة بما أنّه يحجب تعابير وجه المهرّج الحقيقيّة.

يقول “رادفورد”, “هناك شيء مهدّد فعلًا بما يتعلق بارتداء شخص غريب لقناع وجه”.

ممثّليّ الجانب المُظلم

يمكن للمهرّجين أيضًا أن يظهروا بنوعيّات مريبة مختلفة, يقول “رادفورد”, يستطيعون حشر عشرين من أصدقائهم في سيّارة صغيرة, ويستطيعون نثر عدد كبير من الأوشحة في الهواء.

لذلك, ليس من العجب أنّ الأطفال أو حتى البالغين قد يتصوّروا المهرّج وكأنه شخصيّة خارقة ومخيفة أثناء العرض.

“إنّ تقلّب شخصيّات المهرّج قد تكون سببًا لخوف بعض النّاس”, تقول “كريستين كانكل” المعالجة النفسيّة في عيادة جامعة كولمبيا للاضطرابات النفسيّة “يسحبون أشياء من أكمامهم , وينفخون البالون ثمّ يفجّرونه”, يفعلون أشياء تحرّك المشاعر بشكل مفاجئ, فقد يجدها البعض مسليّة أو يجدها الآخر مخيفة.

المصدر

اقرأ أيضًا:

10 من أكثر المفاهيم الخاطئة العلمية بحثًا على غوغل

كلمات ذات صلة:

تعليق واحد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!