يحذر الأطباء من بعض الصرعات الغير مدروسة بجدية بين لاعبي كمال الأجسام حيث يحقنون أنفسهم بالزيوت الطبيعية في عضلاتهم! في سعينا اللانهائي إلى أجساد مثالية، فإننا سوف نحاول جميع الطرق الموجودة بدءاً ببدع الأنظمة الغذائية، إلى التجميل، إلى الكريمات والتقشيرات الكيماوية، والمكملات الغذائية، أو حتى نلجأ إلى حقن أنفسنا بأشياء مثل سم البوتولينيوم وحض الهيالورونيك في وجوهنا للمحافظة على بشرة شابة، ومنتفخة وخالية من التجاعيد، وبالحديث عن لاعبي كمال الأجسام، فإنهم معروفون في اهتمامهم بالمحافظة على بنيتهم هائلة الحجم عن طريق حقن أنفسهم بالستيرويدات.

لكنهم أحياناً يحقنون أشياء أخرى في نيةً منهم بجعل أجسادهم أكثر صحة وجمالاً، لكن للأسف تودي بهم هذه الأشياء إلى الهاوية. لنأخذ على سبيل المثال هذه الحالة؛ لاعب كمال أجسام يبلغ عمره 25 عاماً في المملكة المتحدة تم نقله إلى المستشفى بعد مروره بآلام شديدة وعدم مقدرة على الحركة في ذراعه اليمنى لعدة أشهر، وعندما ذهب إلى المشفى، كشفت الأجهزة الفوق الصوتية عن وجود عدة أكياس «cysts» في عضلات الذراع، وتمزق في عضلة التراي اليمنى، وتم تشخيصه بإصابات غير معتادة أبداً لمرضى بمثل سنه، مما تطلب إجراء عملية.

هذا الرجل الذي لعب كمال الأجسام لأربع سنوات ثلاث مرات أسبوعياً، كان في حالة لا يرثى لها، وكان قد أقر باستعماله المفرط للمكملات الغذائية (التي هيجت كبده) وحقن نفسه بالستيرويدات، والأنسولين وفيتامين «B12» مما نتج عنه عدوى بكتيرية، لكن الغريب أيضاً أنه اعترف بحقن نفسه بشيء غريب: زيت جوز الهند، لأن حقن العضلات بالزيوت على ما يبدو أصبح موضة في هذه الأيام. استناداً إلى تقرير جديد من المجلة البريطانية الطبية «British Medical Journal»، فإن الزيوت الطبيعية التي من ضمنها زيوت جوز الهند، قد يستخدمها لاعبو كمال الأجسام أحياناً لتضخيم عضلاتهم وملئها، وهذا بالضبط ما فعله ذلك الرجل بعد توقفه عن أخذ حقن أنسولين غير موصوفة بسبب إصابته بالنوبات من جراءها.

ينتشر استخدام الزيوت الطبيعية بهذه الطريقة بشكل ملحوظ في العالم العربي والشرق الأوسط ضمن مجتمعات كمال الأجسام، بأية حال، فإنها عادة غير اعتيادية بحيث لا يوجد بشأنها أي معلومات طبية أكيدة، هذا يعني أنه عندما يأتي المريض إلى المستشفى ويكشف التصوير بالرنين المغناطيسي عن وجود أضرار بروتينية غريبة الشكل فإن الطبيب لا يفكر باحتمالية أن ذلك المريض قد حقن عضلاته بزيوت طبيعية.

يقول مؤلفي هذه الدراسة: «الحالات المرضية القليلة التي تتأكد رسمياً بسبب حقن الزيوت الطبيعية ما هي إلا فيض من غيض، لذا يجب أن نكون واعين بهذه الحالات حتى نتمكن من التشخيص الطبي الصحيح لها وتمييزها عن عادات وموضات غير صحية أخرى قد تتواجد بالتزامن معها.» كان هذا اللاعب محظوظاً جداً بأنه لم يغفل مكان العضلة ويحقن وريده بالمقابل، وإن حصلت هذه الكارثة فإنها على الأرجح سوف تودي به إلى التهلكة، وبالرغم من ذلك تابع هذا اللاعب هذه التقنيات الغير آمنة بسبب هوسه بالحصول على جسم مثالي.

المصدر

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة
مهندس مدني من الأردن، أسعى إلى زيادة الوعي في التقدم المعرفي والمنهج العلمي وتعزيز بنية الفرد العربي ثقافياً وإنسانياً

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!