مراجعة فيلم الركاب (باسنجرز): برات ولورانس لا يستطيعان انقاذ هذه السفينة الغارقة


يبدأ فيلمُ الركاب بفرضيةٍ مثيرةٍ للاهتمام لم يتمَ الكشفُ عنها في العروضِ الدعائية، لكن بدل الاستفادة من مقدمته القوية يتحولُ الفيلم إلى منحى الخيال العلمي ومواثيق الحب. هنالكَ عدة ُ طرق للنظر في كيفية تطور النص، قد يُنظرُ إليه على أنه خيالٌ جنسي ذكوري، أو فيلمٌ هوليودي مليء بالمؤثرات الخاصة، نجوم أقوياء، والتصرفات البطولية المعتادة، أظنُ أن صنّاعَ الفيلم كانوا يهدفونَ للأخيرة، ولكن ما جعلهم يتعثرون في حل هذه المعضلة هو المقدمة خاصتهم.

سأروي جوهر القصة (دون افساد الفيلم)، “افالون” سفينةٌ فضائية مستقبلية تقوم برحلةٍ مدتها مئة وعشرون عاماً إلى “الموطن الثاني”، وهي مستعمرة قامت شركة ثرية بإنشائها.
الطاقم والركاب في سبات خلال الرحلة، بعد ثلاثين عاماً سلسلةٌ من الأحداث تؤدي إلى استيقاظٍ مبكر للميكانيكي جيم “كريس برات” والكاتبةِ اورورا “جينيفر لورانس”.

الاثنان في مأزقٍ كبير، فهما لا يستطيعان العودةَ إلى السبات ولازال أمامهم تسعون عاماً من السفر. حين يتصالحان مع الوضع ومع بعضهما، يلاحظان أن ظروفهما قد لا تكون من قبيل الصدفة.
سأبدأ بالأمور الجيدة، افالون هي سفينة سياحية إلى حدٍ كبير، كل شيءٍ فيها مقسمٌ إلى طبقات والأعضاءُ الذهبيون يتمتعون بوسائل راحةٍ أفضلَ بكثير، ذكرتني افالون بفيلم wall-e من شركة pixar. الروبوتات تقوم على خدمة البشر بشكل أساسي بينما السفينةُ تقود ذاتها، في نفس السياق، فيلمُ الركاب قد يكون رسمَ صورةً دقيقة للسفر عبر الفضاء، تأخذُ غفوةً في حجرة وتستيقظُ عند الوصول إلى كوكب ولمارت، المؤثرات البصرية وتصميم السفينة غاية في الاتقان.
سبق لـ جينيفر لورانس أن شاركت في هذا النوع من الخيال العلمي للبالغين والشباب في hunger games، في فيلم الركاب رمت القوس والنشاب وألهبت شاشة السينما.
ملابسها كانت مناسبة لها تماماً، كريس برات كان ساحراً ويحافظ على جاذبيته الصبيانية، أتسأل هل كان يمكن أن ينجزَ فيلم الركاب بطاقمٍ أقلَ جاذبية؟ هذا قد يخفف وهج العمل لكن بالتأكيد لن يوفر ميزانية من مئات ملايين الدولارات.
الآن سأنتقل إلى الجانب الشائك من فيلم الركاب، الفيلم بشكل أساسي يصور شاباً وحيداً عالقاً على جزيرة مع امرأة جميلة، ليس عليك أن تكون عبقرياً لتعرف كيف سينتهي الأمر بينهما، كريس برات بالتأكيد ليس شاباً عادياً لكن يلعب هذا الدور هنا، جينيفر لورانس تمثل حقيقتها، فتاة جذابة للغاية، ليست في متناول اليد، إنها موضوعية جداً، هذا لن يقود الناس لنتيجة خاطئةٍ أبداً.
هناك صراعٌ أعمق بين الشخصيات قد يقودنا إلى خاتمة مثيرة، لكن للأسف فيلم الركاب يقطع هذه المسألة ويقودنا إلى الخاتمة المتوقعة.
المخرج مورتن تيلدوم يحصل على علامة نجاح عن فيلم الركاب، الذي يصلنا هذه العطلة من شركة سوني Sony Pictures، الافتتاحيةُ كانت جيدةً بما يكفي لأتابع الفيلم كله بذات الانتباه، أعترف بأنها كانت مؤامرة حكيمة. المدافعون عن النساء لن يعجبهم الفيلم على الأغلب، لكن معظم الناس يشاهدون للهروب وليس للحوارات الثقافية.
جينيفر لورانس وكريس برات محببان معاً. الركاب ليس فيلم الخيال العلمي الوحيد في شباك التذاكر في عيد الميلاد بجانبه هناك فيلم Rogue One.
تابعه لترى كيف سيكون الحب المستقبلي، بعد أن تكون امتلأت بقصة نجم الموت الذي يعصف بالناس.


الفيديو التعريفي بالفيلم (Trailer):


المصدر

أليسار مصطفى العبيد

أليسار مصطفى العبيد

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!