يعتبر فينسنت فان غوخ، الذي وُلد في (غروت-زونديرت، هولندا)، من أشهر الفنانين على الإطلاق. زهور دوار الشمس خاصته أيقونية، وأذنه المقطوعة أسطورية، ولكن بالرغم من ذلك، لم يكن فان غوخ مشهوراً حين كان على قيد الحياة وكان يعتبر نفسه فاشلاً.

حالياً، تُباع أعماله الفنيّة مقابل مئات ملايين الدولارات، ولكن هناك حقائق عن حياته وعمله يمكن أن تفاجئك حتى الآن ومنها:

1- كان على وشك ألا يصبح فناناً على الإطلاق:

تخيّل عالماً حيث لا وجود للوحات The Sunflowers أو The Starry Night؟ لم يكن من المستبعد وجود عالمٍ كهذا.

كان فان غوخ يخطط لأن يصبح قسّاً وكان يعمل كواعظ في (بورينايج، بلجيكا). قرّر أنّ مستقبله يكمن في الرسم بعد إقالته من هذا العمل فقط. أجل، لم يبدأ فان غوخ بالرسم حتى أصبح عمره 27 عام، ولم يتلقَ أي تدريب رسميّ.

2- إلهام من الشرق:

كان يجد فان جوخ الإلهام في العديد من الأشياء، ومنها أسلوب الرسم الهولنديّ واللوحات الواقعية لميلي ومعاصريه، ولكنه تأثّر بالطباعة اليابانية على الخشب بشكل خاص. حتى أنه صنع نسخاً، ولو كان هذا بأسلوبه الغريب المعبّر، من طبعات لهيروشيجي وكيساي إيسن وغيرهم في بعض الحالات.

3- لوحة جديدة كلّ 36 ساعة:

بالرغم من عمله لمدّة 10 أعوام فحسب، من عمر ال27 وحتى موته المبكر في عمر ال37، كان فان غوخ كثير الإنتاج بشكلٍ لا يصدّق، فقد أنتج أكثر من 900 لوحة والعديد من الرسمات والمسودّات، وهذا يعادل عملاً فنياً جديداً كلّ 36 ساعة!

4- رجل محبّ للرسائل:

بالإضافة لرسم مئات اللوحات الفنيّة، كتب فان غوخ عدداّ يقاربها من الرسائل والبطاقات البريدية. وغالباً ما كانت تحوي هذه الرسائل والبطاقات المسودّات الأولى للعديد من أكثر تحفه الفنيّة شهرة.

5- العلاقة الأخوية الحميمة:

كانت تجمع فان غوخ علاقات مقربة مع العديد من الفنانين، ومنهم صديقه الرسّام، بول غوجين. خطّط فان جوخ وغوجين وإميل بيرنارد لتشكيل مجتمع متماسك للرسامين في جنوب فرنسا، حيث كانوا ينوون العيش والرسم معاً.

كان الفنانون الثلاثة يتبادلون لوحات لأنفسهم بتشجيع من فان غوخ.

6- كان هو العارض والرسّام بالوقت ذاته:

كونه فنان فقير وغير معروف، فلم يكن فان غوخ يملك المال الكافي ليدفع لعارضين، لذلك كان يرسم نفسه بدلاً من ذلك.

كانت خدعه الأخرى لتوفير المال تشمل رسمه فوق لوحات أخرى بدل شراء قماش جديد للرسم.

كم تحفةًّ فنيّة مخبئة تحت لوحات أخرى لم نجدها بعد يا تُرى؟

7- فاشل؟

حين رسم فان غوخ أكثر لوحاته شهرة، The Starry Night، لم يكن يعتقد أنها جيدة حتى. في الواقع، كان يعتبر فان غوخ نفسه فاشلاً وكان يعتبر العديد من لوحاته فاشلة، ويُشاع أنه لم يبع إلا لوحة واحدة حين كان على قيد الحياة.

لو كنّا نستطيع العودة في الزمن لإخباره كم سيصبح محبوباً حتى بعد 150 عام من موته.

8- قطع أذنه بعد جدال له مع غوجين:

من المعروف أنّ فان غوخ قطع أذنه في عام 1888 م، ولكن هل تعلمون السبب؟

ظروف قطع فان غوخ لأذنه ليست معروفة، ولكن يعتقد الكثير من الخبراء أنّه فعل ذلك بعد جدال محتدم مع صديقه الرسّام بول غوجين في المنزل الأصفر في آرليس. حتّى أنّ بعض المؤرخين يعتقدون أنّ غوجين قطع أذن صديقه، وأنّهما تآمرا لإلقاء اللوم على فان غوخ حتّى يتمكن غوجين من تجنّب إلقاء القبض عليه.

بعد ذلك، من المزعوم أنّ فان غوخ غلّف أذنه المقطوعة وأعطاها لعاهرة في بيت دعارة قريب.

9- انتحر في ظروف مأساوية:

كان فان غوخ يعاني من مشاكل في صحته العقلية لسنين عدّة. في نيسان عام 1889م دخل بإرادته إلى مصح Saint-Paul-de-Mausole النفسيّ في Saint-Remy، حيث أمضى سنة فيه. رسم بعضاً من أكثر لوحاته شهرة من نافذته في هذا المصح، ومن ضمنها The Starry Night.

بعد مغادرة المصح، انتقل فان غوخ إلى أوفيغ، قرية بالقرب من باريس، ليكون قريباً من أخيه ثيو، ولكن صحته العقلية استمرّت بالتدهور.

وفي 29 تموز عام 1890م، أطلق النار على نفسه في صدره، ومات بعد يومين، وكانت كلماته الأخيرة لأخيه «سيستمرّ الحزن إلى الأبد.»

10- إلهام لقرون قادمة:

لم تحدّد أعمال فان غوخ الفنيّة فترة ما بعد الانطباعية أو المذهب التأثيريّ وشكّلت إلهاماً لا ينضب للرسامين فحسب، ولكّن قصة حياته المأساوية تركت تأثيراً كبيراً على قلوب عددٍ لا يحصى من الموسيقيين والكتّاب وصانعي الأفلام.

وأغنية دون مككلين المشهورة (فينسنت)، التي استلهمها من نظرة فان غوخ الاستثنائية للعالم، مثال على ذلك.

يقول في هذه الأغنية «لم يستمعوا، لم يكونوا يعرفون كيفية فعل هذا…ربما سيسمعون الآن.»

يشهد هذا العام إطلاق فيلم الرسوم المتحركة، Loving Vincent، الذي تمّ رسم كلّ لقطة منه باليد. الفيلم مكوّن من 65000 لقطة مرسومة من قبل 125 رسام على مدى 6 أعوام.

المصدر

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!