حصَد فيلم ميلوس فورمان أحدهم طار فوق عش الوقواق One Flew over the Cuckoo’s Nest هذا إعجاب النّقاد والنّجاح السّينمائيّ ناهيك عن العديد من جوائز الأوسكار، وقد أتمّ هذه السّنة عامه الـ43. حتّى إن كنتم من عشّاق النّظر إلى العالم من داخل مشفى للأمراض العقليّة في ستينات القرن الماضي، هناك بضعة أشياء ستحبّونها من كواليس هذا الفيلم.

1- كادت الجّمارك أن تدمّر هذا المشروع

على الرغم من النجاح المعتدل الذي حققته المسرحيّة المقتبسة من رواية (كين كيسي) لعام 1963 والتي قادها (كرك دوغلاس)، كان النجم الهوليوودي (دوغلاس) مصممّ على إنجاز عمل سينمائيّ لهذه الرواية.

اتّصل (دوغلاس) بالمخرج التشيكي (ميلوس فورمان) ليطلعه على المشروع، وقام بإرسال الرواية له.

صادرت جمارك تشيكوسلوفاكيا الطرد الذي يحوي الكتاب الذي أرسله (دوغلاس)، وبذلك لم يصل الطّرد هذا إلى المخرج (فورمان) قطّ. غير مدركين لما جرى، حقد المخرج على (دوغلاس) لعدم وفاءه بوعده لإرسال الرواية، وظنّ (دوغلاس) أن (فورمان) كان دنيئًا معه لعدم تأكيده وصول الرواية.

تطلّب الأمر مرور عقد من الزمن قبل أن تُحلّ المعضلة عن طريق ابن (كرك دوغلاس)، (مايكل)، وهو من قام بالاتصال مع (فورمان) مرة أخرى لإعادة المحاولة في إنتاج المشروع.

2- أراد أحد الاستوديوهات تغيير النهاية

عندما كان المنتجون يحاولون التسويق لفيلمهم، عبّرت شركة 20th Century Fox عن اهتمامها، لكن بشروط.

وافقت الشركة على توزيع الفيلم، في حال وافق المنتجون على إعادة كتابة النهاية فقط، أرادت الشركة أن تعيش شخصية (مكمرفي).

اعتبر كلّ من المنتجين (سول زاينتز) و(مايكل دوغلاس) تلك كصفقة خاسرة، واستمروا بالبحث إلى أن وافقت شركة United Artists على توزيع الفيلم في النهاية.

3- لم يكونا (جاك نيكلسن) و(لويز فليتشر) الاختيار الأول لشخصياتهما

عندما قاد (كرك دوغلاس) المحاولة الأولى في إحضار الفيلم إلى دور العرض للمرة الأولى في العام 1960، كان ينوي لعب دور (راندل باتريك مكمرفي) بنفسه كما كان قد فعل سابقًا على خشبة المسرح.

لكن عند بدء الإنتاج بعد عشرة سنوات، كان (دوغلاس) كبيرًا على أدائه الدور، تاركًا القرار إلى المخرج (فورمان) ليختار مثيل (جين هاكمان) و(مارلون براندو) وممثّله المفضّل (برت رينولدز) قبل أن يقع الاختيار على (جاك نيكلسن) في نهاية المطاف.

تمّ اعتبار العديد من الممثلات للقيام بدور الممرضة (راتشيد)، بطلة الفيلم، كانت كلّ من (آن بانكروفت) و(كولين ديوهرست) و(جيرالدين بيج) و(آنجيلا لانسبري) تتنافس على هذا الدور قبل أن يتمّ اختيار (لويز فليتشر).

4- غيّرت (لويز فليتشر) نظرة (فورمان) إلى شخصيّتها

كانت رؤية (فورمان) الأوليّة لشخصيّة الممرضة (راتشيد) “التجسيد للشرّ”، وهي خاصّية لم تناسب (لويز فليتشر) في ذهن المخرج.

بعدما أصرّت (فليتشر) على الدّور، تطوّرت نظرة المخرج إلى (راتشيد) بوصفه “بدأت أن أدرك كم أن الأمر سيكون أكثر قوّة إن كان شرّها غير ظاهر.

بأنها أداة شرّ، حيث أنها لا تدري أنها هي الشريرة. بل هي بالواقع تعتقد أنها تساعد الناس”.

5- العديد من نجوم الفيلم لم يكونوا ممثلين في الواقع

تماشيًا مع قرار فريق الإنتاج باختيار مشفى Oregon State كموقع للتصوير، خطرت لهم فكرة إعطاء دور الدكتور (جون سبايفي) إلى مشرف المشفى الطبيب (دين بروكس)، وهو الطبيب الذي يتولى تقييم حالة (مكمرفي) النفسيّة.

وافق (بروكس) على لعب الدور الذي بدا أنّه لم يكن بالصّغير. وقد ساعد أيضًا في تأمين الممثلين ليلعبوا أدوارًا ثانويّة وليساعدوا طاقم العمل من بين العديد من نزلاء المشفى.

تمّ أيضًا إقناع (ميل لامبرت) على لعب دور صاحب المرفأ الذي عارض رحلة صيد (مكمرفي). (لامبرت)، وهو رجل أعمال حسَن السّمعة لدى المحليين والذي كانت لديه علاقات طيبة مع مجتمع السّكان الأمريكيين الأصليين، هو من قام بتقديم طاقم العمل إلى (ويل سامبسون)، رسّام قبيلة الـMuscogee الذي سيلعب دور الرّاوي الرئيسي (الرّيّس برومدان).

6- عاش نجوم الفيلم في حرم المشفى طيلة فترة الإنتاج

عاش جميع النجوم الذين لعبوا أدوار المرضى في حرم مشفى Oregon State للأمراض العقليّة طيلة فترة التصوير.

خصّصوا بذلك أمكنة نومهم وأمضوا أيامهم في الحرم، كما عبّر الممثل (فنسنت شيافيللي)، “متشرّبين ما قد يشعروا به إن كانوا من نزلاء المشفى قدر الإمكان”، وهم يتفاعلون مع مرضى نفسيين حقًا.

7- تمّ التقاط العديد من المشاهد دون علم الممثلين

لتصوير هذه التجربة الواقعيّة، قاد (فورمان) ممثليه في جلسات علاج نفسيّ خارج إطار السيناريو، وفيها، طلب منهم أن يطوروا صفات شخصياتهم المعتلّة بشكل عضويّ.

غالبًا ما كان يلتقط بضع مشاهد لهم، أثناء تأديتهم لأدوارهم أم لا، دون أن يذكر أن الكاميرات تصوّر بالفعل.

8- أقام كلّ من (فورمان) و(نيكلسن) شجارًا حيال حبكة الفيلم

بينما تتغير شدّة المعضلة من شائعة لأخرى، كانت التقارير من موقع التصوير ثابتة على أن (نيكلسن) كان قد رفض التحدث مع (فورمان) لفترة طويلة من عمر عمليّة الإنتاج.

خالَف (نيكلسن) إيحاء (فورمان) في أن نزلاء المشفى سيصبحون عبارة عن مجموعة طائشة عند وصول شخصيّة (مكمرفي).

بدلاً عن ذلك، أصرّ الممثل أن هذا الإنكار لسلطة الطاقم الطبيّ يجب أن يبدأ عند تقديم (مكمرفي) إلى حياتهم وروتينهم اليومي فقط.

على الرغم من أن القصة التي نراها في الفيلم هي أقرب إلى قراءة (نيكلسن) التي تمّ ادّعائها، والتي تصرّح أن (فورمان) قد قبل نصيحته بالفعل، كان (نيكلسن) قد رفض بالفعل التعامل مع المخرج من تلك النقطة.

حينما كان عليهما أن يتواصلا، استعملا (بيل باتلر) كوسيط، وهو أحد العاملين السينمائيّين ضمن طاقم العمل.

9- اختلق (داني ديفيتو) صديقًا خياليًا أثناء التصوير

مرهقٌ عاطفيًا بسبب جدول تصوير متعب تركه على بعد 3000 ميل عن زوجته المستقبلية (ريا بيرلمان)، قام (ديفيتو) بالتكيف مع هذا الموقف عن طريق خلقه لشخصيّة خياليّة يقوم بالتحدّث معها ليلاً.

غير مطمئنّ إلى صحّته النفسيّة المتدهورة، لجأ (ديفيتو) إلى نصيحة الطبيب (بروكس)، وهو من أكّد له أنه ليس هناك ما يدعو على القلق طالما كان (ديفيتو) مدركًا أن الشخصيّة تلك خياليّة.

10- كان الطاقم قلقًا حيال صحّة أحد الممثلين العقلية

لم تكن لدى الطبيب (بروكس) أيّة هواجس حيال حالة (ديفيتو) النفسيّة، لكن عبّر هذا الأخير بالإضافة إلى العديد من رجال الطاقم عن قلقه حيال الحالة النفسيّة للممثل (سيدني لاسيك)، الذي لعب دور (تشارلي تشيزويك).

تأزّم سلوك (لاسيك) العاطفيّ المتوتّر وتزايد بِسِمة غير متوقعة أثناء أدائه الدور، وهو نمط أدّى به إلى انهيار عاطفيّ أثناء مشاهدته المشهد الأخير بين (نيكلسن) و(سامبسون).

11- خلعت (فليتشر) ثيابها كي تتقرّب من الممثلين الآخرين

وهي تحسد رابط الصداقة القويّ الذي جمع الممثلين الذكور، آملةً في أن تنزع عنها الروابط المتعلّقة بشخصيّتها الشريرة، فاجأت (فليتشر) زملائها إحدى الأمسيات بخلعها ثيابها في حرم المشفى المليء.

بعد مرور سنوات، ضحكت الممثلة عن هذه الحادثة قائلة: “ربّما ما كنت أفكّر فيه هو أنني سأريهم كم أنني امرأة حقيقية هنا”.

12- كاد مشهد رحلة الصيد ألا يكون ضمن الفيلم

في البداية، عارض (فورمان) بوضوح تضمين مشهد خارج حرم المشفى، معبّرًا عن قلقه أن هذه النقلة “المحرّرة” قد تقلل من العزم الدراميّ في خاتمة الفيلم. في نهاية المطاف، تمكّن (زاينتز) من إقناع المخرج على تصوير المشهد.

وهو آخر مشهد تمّ تصويره، وهو اللقطة الوحيدة التي تمّ تصويرها خارج الإطار الزمنيّ.

13- كان One Flew over the Cuckoo’s Nest أول فيلم يربح الجوائز الخمس الكبرى في 41 عامًا

ليس منذ أن اكتسح فيلم It Happened One Night لعام 1934 حفل الأوسكار بربحه جوائز من فئة أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل ممثلة وأفضل نص سينمائيّ، ظفر هذا الفيلم بالجوائز التي تم ذكرها، مع فوز (نيكلسن) و(فليتشر) بجوائز أفضل ممثلين.

لم يتمّ إنجاز مثل هذا قبل 16 سنة عندما أصبح فيلم Silence of the Lambs آخر فيلم يحظى بهذا الامتياز حتى يومنا هذا.

14- حقّق الفيلم أحد أطول فترات العرض في تاريخ السينما

حاز الفيلم إعجابًا عالميًا، لكن الجماهير السويديين كان لديهم مكانة خاصّة له.

بقي الفيلم خيار مشاهدة أساسي في دور العرض السويديّة حتى عام 1987، أي بعد مرور 11 سنة من انطلاقته الأولى.

15- رفض الكاتب (كيسي) أن يشاهد الفيلم

لم يرضَ كاتب القصّة (كيسي) أن يتمّ اقتباسها كفيلم بعد أن علم أن المنتجين كانوا قد تخلّوا عن شخصيّة (الرّيّس برومدن) كراوٍ للقصّة.

لم ينوِ (كيسي) مشاهدة الفيلم إطلاقاً، لكن هناك شائعة تقول أنه في مرّة كان يتصفّح قنوات التلفاز فلمَح بعض اللقطات من الفيلم، في الحال الذي أدرك (كيسي) فيه ذلك، قام بتغيير المحطّة فورًا.

المصدر

Waddah AlTaweel

Waddah AlTaweel

وضاح الطويل هو قارئ نهم للأدب وأشكاله. ولد في شتاء 95' وتخرج من جامعة دمشق بدرجة البكالوريوس في آداب اللغة الإنكليزية. يهوى المطالعة والكتابة والترجمة.

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!