بعد مضيّ 22 عامًا على انطلاقته الأولى، يبقى فيلم إل ايه سري للغاية L.A. Confidential متشبّثًا بروح رواية جيمس إلروي التي تحكي الواقع المرير المريب La-La Land من عام 1950. قد انطلق بالمسيرة المهنيّة للعديد من الممثلين الهوليوديين مثل (راسل كرو) و(غاي بيرس)، وجعل من (كرتيس هادسون) مخرجًا مرموقًا، وعلى أثره ربحت (كيم باسينغر) جائزة أوسكار. بالإضافة إلى حبكة الفيلم المعقدة والغامضة، الفيلم يحفّه الغموض وراء الكواليس أيضًا. إليكم بعضًا منها.

1- بعض أحداث الفيلم قد وقعت في عالم الواقع. قد كان هناك شغب أمنيّ في أحد ليلات الميلاد، وهناك أيضًا مجلّة مشاهير مليئة بالشائعات تسمّى “Hush-Hush”. كانت معشوقة الجماهير (لانا ترنر) ضمن علاقة غراميّة مع رجل العصابات (جوني ستومباناتو). لم يتمّ ذكر هذا في الفيلم، على الرغم من وجوده في الرواية، وهو أن معاملة (ستومباناتو) كانت سيئة تجاه (ترنر)، وفي 1958، بنت (ترنر) المراهقة قامت بذبحه حتى الموت، مدّعية أنه كان يتهجّم على أمها. وقد كانت هذه الحادثة أحد أكبر الفضائح في هوليوود خمسينيات القرن الماضي.

2- باع (إلروي) حقوق نشر الفيلم إلى وارنر براذرز، وهو مقتبس عن ثالث القصص الأربعة ضمن مجموعته “رباعيّة لوس آنجيليس”، قبل أن يتمّ نشر الرواية حتى في 1990. وقد صرّح قائلاً: “شكرًا على النقود” ببساطة. حتى كاتب الرواية لم يؤمن أن روايته ذات الخمسمئة صفحة التي تقصّ ثمان حبكات مختلفة على مدى سبع أعوام أنها صالحة لتصوّر كفيلم، لذا افترض (إلروي) أنه لن ينجح أبدًا.

3- كان (هانسون) من المعجبين بروايات (إلروي)، بما أنه ترعرع في خمسينيات (لوس آنجيليس) التي يمثّلها الكتاب. كان خاله صاحب علامة JAX، وهي علامة ملابس تجاريّة قدّمت خدماتها للعديد من الممثلات الهوليووديّة، من بينهم (ناتالي وود) و(مارلين مونرو). وامتلك خاله أيضًا مجلّة تُدعى Cinema، والذي قام فيها ابن اخته بالتقاط الصّور، عقد مقابلات مع ممثلين وصانعين أفلام من العصر الذهبي، حتى آل به الأمر لأن يصبح رئيس التحرير قبل أن يدخل مجال صناعة الأفلام هو بنفسه. كان قد صنع أفلام أثارت إعجاب (إلروي) منها The Bedroom Window وBad Influence، قبل أن يلاقي النجاح الماليّ في أفلامه الأكثر روعة مثل The Hand that Rocks the Cradle وThe River Wild.

4- حاز (هانسون) رضى أحد التنفيذيين في وارنر براذرز وهو (آرون ميلشن) بعرض تقديميّ يشبه المونتاج الذي يفتتح الفيلم. عرض عليه (هانسون) صورًا تذكاريّة التقطت لـ(لوس آنجيليس) المشرقة في زمن ما بعد الحرب، ثمّ ألحقها ببعض صور الجرائم في ذلك الوقت، بالإضافة إلى فضائح بعض النجوم، والتي أظهرت الواقع خلف الواجهة البرّاقة.

5- كان (برايان هيجلاند) أحد المعجبين بـ(إلروي) أيضًا، وكان أيضًا يعاني ليصل الشهرة ككاتب لدى وارنر براذرز، حيث كان يكتب حكايا تقع في العصور الوسطى والتي لم يتمّ صنعها أبدًا. عندما سمع أن الاستديو تبنّى قصّة L.A. Confidential، أراد أن يكون كاتب النصّ، لكنه لم يستطع أن يغيّر نظرة الاستديو له ككاتب الفانتازيا التاريخية.

6- بعد معرفته بمشاركة (هانسون) على المشروع، عقَد (هيجلاند) اجتماعًا مع المخرج على موقع تصوير فيلم The River Wild، وأدرك كِلا الرّجلين أنهما يتشاركان في النظرة الذكيّة عن العمل، وهو أن يقطعوا كل المشاهد التي لا يظهر فيها أحد محقّقي الشرطة الذين يلعبون الأدوار الرئيسيّة. سويّة، قضيا عامان وهم يراجعون ويخططون السيناريو.

7- أصرّ (هانسون) على إعطاء أدوار المحقّقين (باد وايت) و(إد إكسلي) للممثلين غير شهيرين، كي لا تتشكّل لدى الجماهير أيّة نظرات مسبقة حيال سلوكيات الشخصيّات تلك. كما تبيّن لنا، كِلا الممثلين الذين تمّ إعطاءهم الدّور كانا أوستراليين. أقنع أداء (راسل كرو) في دوره العنيف في Romper Stomper (هانسون) أن لديه العنفوان الضروري الذي يحتاجه للقيام بدور (وايت)، أمّا تجربة أداء (بيرس) فقد أقنعت المخرج أن لديه الذكاء المطلوب لدور (إكسلي).

8- دافع (ميلشن) عن خيار (هانسون) في عدم إعطاء أدوار البطولة لمشاهير “باهظي الثّمن”. ودعمه هذا بالإضافة إلى شغف (هانسون) في المشروع، سمح له في جذب أسماء أكبر ليلعبوا الأدوار الثانويّة ومنهم (كيفين سبايسي) و(داني ديفيتو) و(باسينغر) قبل ثلاثة أسابيع من بدء التصوير.

9- اكتسب ممثل أوستراليّ غير معروف يُدعى (سيمون بيكر ديني) فرصة انطلاقته عن طريق أدائه دور الذكيّ (مات رينولدز). وبعدها أصبح يُعرف بالـMentalist.

10- في الفيلم، يقع كلّ من (وايت) و(إكسلي) في غرام شبيهة (فيرونيكا ليك) (لين براكين)، والتي قامت بدورها (باسينغر). كان عمرها 43 في وقت التصوير، أي أكبر من (كرو) بـ11 سنة، وأكبر من (بيرس) بـ14. وهذا أمر يحدث بالنّادر في هوليوود، على الرغم من أن (إلروي) كان قد صرح إن الجانب الأمومي الذي يمثّله فارق السنّ بين (باسينغر) و(كرو) أعطى ميزة خاصّة في علاقتهم الرومنسيّة.

11- تدبّر (هانسون) تصوير تحفته الفنية هذه بميزانية 35 مليون دولار فقط. والفضل في ذلك يعود إلى من اختار مواقع التصوير، والذين تمكّنوا من العثور على أماكن في (لوس آنجيليس) لا تزال تبدوا على ما كانت عليه في الخمسينيات. الموقع الوحيد الذي كان يجب إعادة بناءه كليًّا كان الـVictory Motel، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى أن المكان تحوّل لمصفاة أثناء مشهد العراك الناريّ.

12- صرّح (إلروي) أنه قد أُخِذ بشدّة روعة اقتباس (هانسون) و(هيجلاند) لروايته، على الرغم من الحذف والتعديل الذي جرى فيه. قد شعر أن السيناريو أبقى على أصوليّة الثيمات والشخصيّات.

13- أعجب (إلروي) حتى بالمشاهد الذي اختلقها كلّ من (هانسون) و(هيجلاند)، مثل مشهد العراك الناريّ الأخير، على الرغم من أنه لم يعتقد أن المشهد سيكون مناسبًا في البداية عندما قرأ النصّ.

14- رفضت وارنر براذرز طلب (هانسون) في تقديم الفيلم إلى مهرجان (كان) السينمائيّ، منطلقةً أن الحشود الفرنسيّة ستنحاز ضد إنتاج ضخم كهذا. لكن (هانسون) قام بالأمر على أيّة حال دون موافقة الاستديو، وقد لقي إعجاب النقاد.

15- لقي الفيلم عائدات ماليّة متواضعة، فقد ربح 65 مليون دولار في أمريكا الشماليّة وحدها، وحاصل كليّ بقيمة 126 مليون دولار حول العالم.

16- تمّ ترشيح الفيلم لتسع جوائز أوسكار، من بين تلك الفئات جائزة أفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل تصميم إنتاجيّ، وأفضل تصوير سينمائيّ، وأفضل تحرير، وأفضل موسيقى تصويريّة ومكساج صوتيّ. وقد ربح اثنتان، هما جائزة أفضل ممثلة ثانويّة وجائزة أفضل سيناريو مقتبس. وقد خسر في الفئات الأخرى جميعها لفيلم Titanic.

17- أداء (باسينغر) هو أقصر أداء تربح فيه جائزة أوسكار. فهي تظهر لمدى 15 دقيقة من دقائق الفيلم الـ138. مع ذلك، كونها أكبر اسم في الفيلم، لقد تمّ تصديرها في واجهة إعلان الفيلم الفنيّ والتريلر.

18- في 1999، كانت هناك محاولة لتحويل الفيلم إلى برنامج تلفزيوني. تمّ تصوير حلقة البدء، والتي أدى فيها البطولة (ديفيد كونرد) كبديل لـ(بيرس)، و(بريت تايلور فينس) كبديل لـ(ديفيتو)، و(ميليسا جورج) بديلاً عن (باسينغر)، بالإضافة إلى (إيريك روبرتس) في مكان (ديفيد ستراثيرن). لم يتمّ دعم الحلقة لتكمل مسيرتها كمسلسل، لكنّها ظهرت بعد مرور عقد من الزمن على نسخة البلو راي من الفيلم. صرّحت شركة CBS مؤخرًا أنها مهتمّة في صنع مسلسل مقتبس عن الفيلم.

المصدر

Waddah AlTaweel

Waddah AlTaweel

وضاح الطويل هو قارئ نهم للأدب وأشكاله. ولد في شتاء 95' وتخرج من جامعة دمشق بدرجة البكالوريوس في آداب اللغة الإنكليزية. يهوى المطالعة والكتابة والترجمة.

الاطلاع على جميع المقالات

3 تعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!