بعد ثلاثة رحلات إلى مدينة غوثام، و جولة خلال الثقب الدودي، و بعد القيام بالاستكشاف داخل أحلامنا، يضع المخرج كريستوفر نولان هدف جديد أمامه ألا و هو فيلم دونكيرك Dunkirk الذي عرض سنة 2017.

في هذا الفيلم نشاهد الأحداث المثيرة و الضخمة من الحرب العالمية الثانية حيث أنه يركز على أحداث إخلاء دونكيرك، في هذا المكان إستطاع مئات الآلاف من جنود الحلفاء الهروب بأعجوبة من الدمار الذي كان سيحل عليهم من قبل الألمان وذلك بفضل البراعة العسكرية و مساعدة المدنيين الشجعان، ما كان يوماً ما يعتبر إنسحاب فاجع تحول إلى قصة أسطورية من قصص الحرب العالمية الثانية.

إليكم 10 حقائق عن الفيلم الذي رشح لجائزة الأوسكار.

1- تلاعب كريستوفر نولان بفكرة تصوير الفيلم دون الحاجة إلى نص:

من المعروف عن أفلام كريستوفر نولان أنها تحتوى على إنحرافات وحيل في القصة كما تحتوى على العديد من الحوارات الشيقة التى تبقى في الذاكرة، و لكن في دونكيرك، أراد المخرج أن يتراجع قليلاً ليسمح للقصة والأحداث أن تأخذ مجراها الطبيعي.

حيث قال المخرج في مقابلة صحفية: «لقد قلت أنني لا أريد نصاً للفيلم. لإني أريد أن أظهر الفيلم فحسب، أريد إخراج و تصوير الفيلم فقط.»

قامت زوجته و شريكته في الإنتاج إيما تومسون، بإعادته إلى الواقع و بعيداً عن أفلام الخيال العلمي، حيث قال نولان: «كانت إيما تنظر إلي و كأني شخص مجنون و كانت هناك إعتقاد بأن هذا الأمر لن ينجح.»

2- يعتبر دونكيرك أقصر فيلم للمخرج منذ فيلمه الأول:

مع أن فيلم دونكيرك لم يحصل على نص في نهاية المطاف، و مع ذلك لم يكن فيلم طويل المدة، حيث تمت كتابته في 76 صفحة فقط.

بعد فيلمه الذي أخرجه سنة 2014 و كانت مدته 3 ساعات، فإن فيلم دونكيرك مدته 106 دقيقة.

وهذا أقصر فيلم للمخرج منذ فيلمه الأول الذي كانت مدته 70 دقيقة.

3- المحاربين القدامى الذين عاصروا معركة دونكيرك وجدوا الفيلم أكثر حدة وضجيجاً من المعركة الحقيقية:

فيلم دونكيرك اتجه نحو إعادة تمثيل التاريخ بدقة، ولكن هناك منظور من كل تلك المعارك الملحمية كان حاداً أكثر من الأحداث الحقيقية للمعركة المروعة التي حدثت في سنة 1940. قال الممثل كينيث برانغى و هو أحد نجوم الفيلم في إحدى البرامج الشهيرة أن ثلاثين شخص من المحاربين القدامى اللذين عاصروا هذه المعركة حضروا العرض الأول للفيلم في المملكة المتحدة وقال العديد منهم أن الصخب و الدمار الموجودان في الفيلم كانا أكثر من مما حدث بالفعل في تلك المعركة.

و تم تفسير هذا التعارض أو الفرق في الصوت بأن تلك الشواطئ كانت كبيرة و شاسعة جداً لدرجة أن صوت قصف القنابل كان يتلاشى في الهواء الطلق، حسب ما وضح برانغى فإن أصوات الإنفجارات كانت بارزة و واضحة للمشاهدين ليعيشوا التجربة، كما وجد أغلب المحاربين القدامى أن معظم التفاصيل تجسد بشكل دقيق ذكرياتهم في تلك المعركة.

4- شارك الممثل هاري ستايلز في الفيلم لملامحه المتماشية مع الموضة القديمة:

مع أن الفيلم كان مليئاً بالممثلين الجدد و ممثلي المسرح، فإنه يوجد بعض الوجوه المتعارف عليها، وأكثرهم جدلاً هو هاري ستايلز وهو أحد أعضاء فرقة -ون ديركشن- البريطانية. كان لخبر تمثيله في الفيلم أصداء عالية في مواقع التواصل الإجتماعي، و يمكن الإفتراض بأنه حصل على هذا الدور فقط لشهرته بين الجماهير اليافعة السن، و لكن كان لدى نولان سبب أخر حول هذا الموضوع، فقد قال نولان: «لديه ملامح متماشية مع الموضة القديمة…… تلك الملامح التي تشعرك بأنه عاصر تلك الحقبة القديمة.»

كان على هاري تقديم تسجيل لاختبار أداءه مثل باقي الممثلين، وتم إرسال التسجيل إلى المخرج، كما وضح نولان بأنه لم يكن يدري بأن هاري ستايلز كان من المشاهير!

5- قام مايكل كاين بالمشاركة في الفيلم:

يبدو أنه لا يمكنك أن تشاهد فيلم للمخرج كريستوفر نولان من دون مشاركة مايكل كاين. فلقد شارك كاين في أفلام نولان منذ فيلم باتمان الذي عرض سنة 2005، ولكن لوهلة ساد إعتقاد بأن هذا الممثل الإنكليزي الشهير لن يحصل على دور في هذا الفيلم، ولكن مع هذا فقد قام كاين بالمشاركة في الفيلم، فقد قام بدور صوتي للشخص الذي يعطي الأوامر إلى المقاتلات البريطانية من خلال جهاز الإتصال اللاسلكي.

عندما سؤل نولان عن مشاركة كاين الغير معلنة في الفيلم من قبل الناقد الفني ستيفن ويتي، فقد أجاب نولان: «أجل، أحسنت الملاحظة. من المدهش بالنسبة لي أني لم أجد الكثير من الأشخاص اللذين لاحظوا وجوده، مع أن لديه صوت من أكثر الأصوات وضوحاً و تمييزاً في السينما. أردت أن أدخله في هذا الفيلم بأي طريقة، كما أن هذا الشخص هو مايكل. فيجب أن يتواجد في جميع أفلامي.»

6- عيون الممثل توم هاردي جعلته الرجل الأمثل لهذا الدور:

توم هاردي هو أحد الممثلين اللذين سبق مشاركتهم في أفلام نولان، وبالأخص دوره الشهير في فيلم باتمان الذي عرض سنة 2012، فقد جعل دوره في هذا الفيلم الذي كانت فيه معظم ملامحه مخفية وراء قناع هي السبب الذي جعل نولان يريد و بشدة حصوله على دور طيار المقاتلة البريطانية في فيلم دونكيرك.

فقد صرح المخرج لجريدة أمريكية: «لقد كانت لدي تجربة رائعة في إخفاء توم هاردي وراء الأقنعة و إظهار للعالم أنه يستطيع التمثيل بأعينه فحسب، فلديه أكثر الأعين تعبيراً على الإطلاق، فهو يستطيع الإستحواذ على الجمهور و توصيل روعة المشهد بأعينه حتى لو تم إخفاء باقي وجهه.»

7- معظم مشاهد الفيلم تم تصويرها بكاميرات (الأي ماكس):

نولان و فريقه من المؤيدين لإستعمال تكنولوجيا الأي ماكس في تصوير أفلامهم، و قد تم إستعمال هذه التكنولوجيا بكثرة في الفيلم، بعكس باقي أفلامه السابقة، فقد تم إستخدام هذه التكنولوجيا المكلفة وبكاميراتها الضخمة بنسبة سبعين بالمئة في تصوير مشاهد الفيلم.

كما أن مشاهد الأي ماكس لا يمكن أن تكون في حالة تابثة، فقد عمل المصور السينمائي هويت فان هويتما لإيجاد طرق لجعل الكاميرات أكثر تأقلماً لتسمح لهم بمتابعة حركة و نشاط المعركة. ويتضمن هذا عدسات تسمح بتصوير لقطات في المناطق الضيقة مثل مقصورة الطائرة، و كاميرات متبثة على جناح الطائرة لتلتقط تلك المشاهد الرائعة.

8- صوت تكتكة الساعة كان مستوحى من ساعة نولان، و شارك في عمل الإيقاع الموسيقي هانز زيمر:

لقد كانت هناك خدعة وراء تلك النبضات، فقد قال المخرج في مقابلة له: «لقد أرسلت منذ بداية العمل على الفيلم تسجيلاً لساعة كنت أملكها ذو صوت لافت إلي هانز و من ثم بدأنا في العمل على اللحن الموسيقي الناتج من هذا الصوت و من ثم عملنا على التصوير و الموسيقى في نفس الوقت. و لذلك فإنه يوجد مستوى من الإندماج بين الموسيقى و المؤثرات الصوتية و التصوير لم نستطع الوصول إليه من قبل.»

9- تمت كتابة النص مع وضع المبادئ الموسيقية في الحسبان:

للأخذ دمج الموسيقى و النص معاً إلى مستوى أخر، فقد كتب نولان الفيلم على أسلوب نغمة شيبرد، وبخصوص هذا قال: «هناك تصاعد مستمر للنغمة لمستوى أعلى فأعلى من دون الخروج من مدى النغمة.»

وهذا التفصيل كان قد أدخله الملحن ديفيد جوليان في فيلم بريستيج للمخرج نولان، كما قال نولان: «لقد مزجت الثلاثة أزمنة بطريقة بحيث يشعر المشاهدين بزيادة وتيرة الحدة في الأحداث.»

10- رحلة نولان و توماس خلال القناة الإنجليزية في التسعينات هي التى ألهمته لصناعة الفيلم:

إن نواة فكرة صناعة هذا الفيلم أتت حينما أخذ نولان رحلة خلال القناة الإنجليزية مع صديقته حينها وزوجته حالياً إيما توماس، فقد قال في مقابلة: «لقد كان الوضع صعباً للغاية، فالقناة لم تكن مكان يستهان به، فقد إحتجنا إلى 19 ساعة للوصول إلى ذلك المكان، و هو وقت أكثر بكثير مما توقعنا، و كنا نشعر بالبرد الشديد و الخطر، كل هذا من دون وجود طائرات تقصفنا و من دون الذهاب داخل منطقة الإشتباك، وهذا ما رسخ الاحترام المطلق للأشخاص الذين عاصروا تلك المرحلة الصعبة.»

لقد بقيت فكرة فيلم دونكيرك معه منذ تلك الرحلة، كما عمل على زيادة سمعته في عالم هوليوود لجمع الأموال اللازمة لعمل هذا الفيلم بالصورة المناسبة، و قد قالت توماس: «لقد شعرنا بأنه حان الوقت للاستفادة من تلك الثقة، لقد شعرنا بأننا وضعنا كل ما تعلمناه من الأفلام السابقة في دونكيرك.»

المصدر

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!