طورت جوجل ذكاءًا اصطناعيًا يعرف وقت وفاتك بالتحديد، ولكن على عكس أفلام الخيال العلمي، فإن هذا سينقذ العديد من الأرواح، إذ أشارت ورقة علمية جديدة نُشرت في مجلة “نيتشر” إلى أن تزويد نموذج التعلم العميق ببيانات السجلات الصحية الإلكترونية، يمكن أن يحسن دقة النتائج المتوقعة بصورة كبيرة.

ففي تجارب استخدمت بيانات من مستشفيين في الولايات المتحدة، استطاع باحثون إثبات قدرة هذه الخوارزميات على توقع مدة إقامة المريض في المستشفى، ووقت خروجه، بالإضافة إلى وقت وفاته أيضًا.

استخدمت شبكة المعلومات المذكورة في الدراسة كمًا هائلًا من المعلومات، بما فيها مؤشرات المريض الحيوية، وتاريخه المرضي لتشكيل تلك التوقعات، ورتبت خوارزمية جديدة الأحداث المرضية السابقة لكل مريض في جدول زمني، مما أتاح الفرصة لنموذج التعلم العميق بتحديد النتائج أو العواقب المستقبلية، بما فيها وقت الوفاة.

كما تتضمن شبكة المعلومات ملاحظات مكتوبة بخط اليد، وتعليقات، وخربشات على مخططات قديمة لوضع توقعاتها، وبالطبع تُجرى كل هذه الحسابات في وقت قياسي.

ولكن ما الذي يمكننا فعله بهذه المعلومات، عدا عن الخوف من ما هو محتوم؟ تتيح هذه التقنية للمستشفيات بإيجاد طرق جديدة لتحديد أولويات رعاية المرضى، والتعديل على خطط العلاج، واللحاق بالحالات الطارئة قبل وقوعها، كما يمكن لها أن تريح العاملين في القطاع الصحي، الذين لن يضطروا لمعالجة البيانات لتصبح مقروءة وموحدة بعد الآن.

وبالطبع للذكاء الاصطناعي تطبيقات أخرى في مجال الرعاية الصحية، إذ يمكن لخوارزميات طُورت مؤخرًا أن تُشخص سرطان الثدي، وأمراض القلب بدقة أكبر من الأطباء البشر.

كما كان قد زود باحثون في المجال الصحي خوارزميات الذكاء الاصطناعي بصور لشبكية العين، لتحديد فرص إصابة مريض بواحدة أو أكثر من أمراض العين الرئيسية، ولكن أجريت هذه التجارب الأولية على نطاق أصغر بكثير مما تحاول جوجل فعله.
إذ يتم تحمل المزيد والمزيد من بياناتنا الصحية على أنظمة حواسيب مركزية، إلا أن معظم قواعد البيانات هذه منفصلة عن بعضها البعض، وموزعة على أنظمة رعاية صحية، ومنظمات حكومية مختلفة.

ويمكن لتحويل كل هذه البيانات الشخصية إلى نموذج تنبؤي واحد، تملكه واحده من أكبر الشركات الخاصة في العالم أن يكون حلًا، ولكنه ليس بحل مثالي أيضًا، إذ يمكن لحصول عدد قليل من الشركات الخاصة على السجلات الصحية الإلكترونية لملايين المرضى، أن يسمح لشركات كجوجل أن تستغل قطاع الصناعات الصحية، وتصبح محتكرة للرعاية الصحية.

كما يملك متخصصو الرعاية الصحية مخاوف تتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي على الطب، عندما يصبح جزءًا لا يتجزء من القطاع الصحي، وما إن كنا لا نتخذ احتياطاتنا من الآن.
المصدر

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة
مهندس مدني من الأردن، أسعى إلى زيادة الوعي في التقدم المعرفي والمنهج العلمي وتعزيز بنية الفرد العربي ثقافياً وإنسانياً

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!