حقائق لا تعرفها عن يهود اليمن. طورت القبائل والجماعات اليهودية في العالم هويات يهودية خاصة بها، وذلك عبر الاحتكاك مع عشرات التشكيلات الحضارية التي خالطتها. وفي هذا السياق نذكر يهود اليمن، هم اليهود الذين ينحدرون من أصول يمنية ويصنفون ضمن طائفة المزراحيم والبعض يعتبرهم من السفارديم. في حين اعتبر آخرون أن لليهود اليمنيين قسم منفصل للعادات والتقاليد الدينية والاجتماعية التي تميزهم عن غيرهم. يعود وجودهم حسب الروايات المختلفة إلى أسعد الكامل الذي نشر اليهودية باستقدامه رجال دين اليهود من يثرب، وأخرى تقول أن النبي إرميا أرسل 75 ألف شخص يهودي من سبط لاوي إلى اليمن. وهي مجرد تخمينات لأن وجودهم في اليمن لا يزال غامضاً. إليك بعض الحقائق عن يهود اليمن في مقالنا هذا.

1. العلاقة بالصهيونية!

على الرغم من وجود العديد من يهود اليمن في مدن بئر السبع و عسقلان إحدى أكبر مراكز تجمعهم في إسرائيل، فإنه حسب الجانب العقائدي لدى الجماعات اليهودية، يعتبر اليهود اليمنيون الأكثر قرباً من طائفة الأشكناز المتشددة والموجودة في ولاية نيويورك الأمريكية، وهي طائفة لا تعترف بالصهيونية.

2. ما بين القتل والرحيل

عانى اليهود من الإضطهاد في اليمن وسافر الكثير منهم بسبب تأزم الوضع الأمني ففي عام 2013 قام شخص مجهول الهوية بقتل يهودي في صنعاء وهو هارون زنداني بتهمة السحر والكفر. ومع دخول الحوثيين إلى العاصمة والسيطرة على الحكم، خشي اليهود توسع دائرة قتلهم أكثر، فبدأت عملية هروب للمقيمين في صنعاء وبقي ما يقارب 43 منهم وهم الحاخام يحيى يوسف ووالده وأعمامه وأبناءهم. إلا أن قطع السلطات في صنعاء للمساعدات المالية والغذائية عنهم جعلهم يتأهبون للسفر.

3. مخطوطة التوراة

في حزيران عام 2016 تم نقل 19 يهودي يمني بعملية سرية ومعقدة بسبب توسع الحرب وسيطرة الإنقلابيين الحوثيين في المنطقة. أطلق على العملية اسم “من أقاصي اليمن” أشرفت عليها المنظمات اليهودية. وحسب ما ذكرته الصحف الإسرائيلية أن العملية جرت بالتنسيق ما بين وزارة الخارجية الأمريكية والإسرائيلية وهيئات حكومية أخرى، تمت على امتداد 4 دول. وفي ضوء ذلك نقل أحد أفراد المجموعة معه مخطوطة قديمة من التوراة تعود إلى ما قبل 500 عام. الأمر الذي شكل محطّة هامة في تاريخ إسرائيل.

4. عنصرية إسرائيل

على الرغم من استضافة إسرائيل ليهود اليمن إلا أن شأنهم شأن باقي يهود الدول العربية والإسلامية. حيث أنّهم يعانون من العنصرية والتمييز ضدهم. ومن الجدير بالذكر أنه كثر في إسرائيل موضوع اختطاف أبناء المهاجرين من اليمن، حيث تم فقدان ما يقارب ألف طفل يهودي يمني من مخيمات اللاجئين التي كانوا يقطنونها عند وصولهم لإسرائيل، وحسب ما ذكر أهاليهم فإنه تم ترحيلهم وإعطاؤهم لعائلات يهودية من أصول غربية.

5. الزواج والإرث الثقافي

تتسم ثقافة اليهود باستقلال نسبي عن سياقها الحضاري وفي نفس الوقت لا تنتمي إلى هوية يهودية واحدة عالمية بل هي أقرب للحضارة المختلطة بها. فعلى صعيد الزواج ترتدي نساء اليهود في اليمن لباساً يمنياً قديماً في الحفلات مميز بالورود والقلائد الذهبية، ويستمر حفل الزواج لأسبوع كامل. ومن المعروف أيضاً أن النسوة تجتمع مع العروس قبل الزواج بيوم، حيث تطلى يد العروس بنقوش ورسومات تبقى لمدة أسبوعين وأكثر. ولذلك أهمية خاصة عند اليهود لورود ذكرها في بعض النصوص التلمودية والتوراتية. وعلى الصعيد الثقافي فإن قصائد الحاخام شالوم الشبزي التي تم نقلها إلى إسرائيل لها أهمية كبيرة ومميزة عند إسرائيل بسبب أصالتها، حيث تعتبرها إرثاً ثقافياً لها ومنبع إلهام للأجيال اليهودية الجديدة.

المصدر

اقرأ أيضًا:

حقائق لا تعرفها عن يهود مصر

كلمات ذات صلة: طائفة المزراحيم – رجال دين اليهود

مجد دريباتي

مجد دريباتي

طالب في كلية الهندسة المدنية، مهتم بالأدب والموسيقا والسينما، كاتب محتوى ومترجم في عدة مواقع الكترونية.

الاطلاع على جميع المقالات

تعليق واحد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!