هناك العديد من الأمور التي تميزنا عن بقية الحيوانات مثل اللغة، الوعي، الملابس، الإنترنت وصور السيلفي والقائمة تطول. مع ذلك هناك أيضاً بعض الأشياء التي توحدنا وتذكرنا بالفترة التي سبقت بدء تلاعبنا بقواعد الانتقاء الطبيعي حيث كان لنا سمات تطورية مشتركة مع الحيوانات. العديد من هذه السمات لا يزال بالإمكان رؤيتها كبصمات الأصابع مثلاً، ففي هذه الأيام تفيد هذه البصمات في تحديد هوية المجرمين ولكن في ماضينا التطوري لم تكن هذه هي الغاية منهم بل هذه البصمات خدمت غرضاً مختلفاً والسؤال هو، هل البشر هم الحيوانات الوحيدة التي طورت هذه الدوامات الغامضة الموجودة على أصابعنا أم لدى بعض المخلوقات الأخرى مثلها أيضاً؟ جواب قصير: نعم، الغوريلا، الكولا والشمبانزي لديهم بصمات أيضاً وهذه البصمات خدمتهم في مجال بقائهم على قيد الحياة كما خدمتنا نحن.

وظيفة البصمات: يعلم الأشخاص الذين يفهمون الانتخاب الطبيعي بأن هذه البصمات حتماً لم توجد للكشف عن المجرمين بل وجدت لأمر أكثر طبيعية وهو: في بداية التطور كانت الكائنات بحاجة إلى سطح واسع موجود على أصابعها لكي تتمكن من التسمك بالأشجار او التسلق أو حتى إمساك الحجارة ورميها على الأعداء وهذا الأمر يصبح أسهل بوجود البصمات على أطراف الأصابع وأينما كانت هذه البصمات موجودة في أي كائن فإنها تخدم هذا الغرض عنده.

من ناحية أخرى فإن بعض البحوث زعمت بأن وظيفة البصمات لم تكن هكذا في الحقيقة بل قالوا بأن هذه البصمات وبسبب طبيعتها المطاطية فهي تخفف من ظهور النفطات والحطاطات الجلدية على الأصابع وهناك من قال بأن هذه البصمات تقلل من سطح الاحتكاك بدلاً من زيادته وبغض النظر عن سبب وجود هذه البصمات فأنهم يعدون من الأمور الهامة جداً وليس بإمكانك بتلك السهولة التخلص منهم طبعا إلا إذا أحببت الانضمام لإحدى المنظمات السرية.

الأبحاث الموجودة لدينا حالياً هي أبحاث محدودة ولكنها لا تزال مستمرة سواءً لدى البشر أو لدى الحيوانات وبالحديث عن بصمات الحيوانات فإن هناك بعض الأنواع منها قد طوّرت بصماتها لأسباب قد تفاجئك!

بصمات أصابع الحيوانات: للآن الحيوانات الوحيدة التي لديها نفس بصمات الأصابع التي لدى الإنسان هي الغوريلا والشمبانزي والكوالا، حسناً أول صنفين من الحيوانات المذكورة لم يشكّل وجود البصمات لديهم عامل مفاجأة ولكن الكولا هو المفاجأة ! حيث ان الكوالا لا تشترك معنا بسلف مشترك إلا منذ 70 مليون سنة ! وهذا يكوّن لنا فكرة تتمثل بأن الكوالا قامت بتطوير بصماتها بعيداً عن الطريقة التي طورها أقرانها من الحيوانات وهذا يدعم نظرية كون البصمات موجودة لزيادة الاحتكاك ولإمساك الأشياء بطريقة أسهل بالنظر إلى أن دببة الكوالا تقضي معظم حياتها متعلقةً على الأشجار ماضغةً لورق الكافور والكسل ولا شيء سوى الكسل.

ومن الغريب جداً ان بصمات الكوالا متطابقة إلى حد ما مع بصمات البشر وحتى تحت المجهر هناك تشابه بشكل غريب الاختلاف يكمن في أن البشر يملكون بصمات وتعرجات جلدية على رؤوس الأصابع وعلى راحات أيديهم أيضاً بينما الكوالا فقط على رؤوس الأصابع حيث يحتاجونها للحصول على أكبر قوة تمسّك بالأغصان. وعلى الرغم من وجود عدد قليل من الحيوانات التي تملك بصمات على الأصابع فإن هناك بعض الحيوانات تملكها على ذيولها كالقرود الموجودة في اميركا الجنوبية مما يساعدهم على قبض الأغصان بأذيلهم بشكل أكثر براعة كما تظهر هذه التعرجات الجلدية في حيوانات أخرى كالخنازير والكلاب ولكن ليس على الأصابع لا، بل على مقدمة أنوفهم وهذه البصمات الانفية هي بصمات فريدة من نوعها أيضاً حالها حال بصمات الأصابع التي لدينا. كما ترون فعندما يستقر التطور على فكرة جيدة ومفيدة لبقاء الكائنات على قيد الحياة عندها لا يهم إن ظهرت طفراته في صنفين من الكائنات لم يكن لهم أي سلف مشترك منذ 70 ميلون سنة على الأقل.


مصدر

طاقم مجلة وسع صدرك

طاقم مجلة وسع صدرك

مجلة وسع صدرك الالكترونية جرعة يومية من الدهشة والفضول

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!