تعتبر فنلندا من الدول ذات التعداد السكاني الضئيل والذي يبلغ حوالي 5.5 مليون نسمة. بالرغم من ذلك فهي تمتلك أفضل نظام تعليمي في أوروبا، وهي من الرواد في هذا المجال على مستوى العالم جنبًا إلى جنب مع سنغافورة واليابان وكوريا الجنوبية.

ولم تحصل فنلندا على هذه المنزلة من فراغ، وإنما هناك جهود جبارة تقف خلف ذلك.

وقد بينت الدراسات أن هناك 10 أسباب رئيسية لعبت دورًا في ذلك تتلخص فيما يلي:

1- التحضير القوي للأطفال قبل دخولهم إلى المدرسة:

يكمن أحد أسباب تفوق النظام المدرسي الفنلندي في التحضير الممتاز الذي يتلقاه الأطفال قبل دخولهم إلى المدرسة. حيث تقدم الحكومة الفنلندية دعمًا كبيرًا للوالدين للاعتناء بأبنائهم، ومن ذلك ما يُعرف باسم ’’صندوق الطفل‘‘ الذي يحوي على الملابس والكتب وبعض مستلزمات الأطفال الرُضَّع خلال سنتهم الأولى، ويوزع هذا الصندوق مجانًا على الوالدين.

كما تتلقى الأمهات إجازة أمومة مدفوعة من عملهنَّ لمدة أربعة أشهر قابلة للتمديد لستة أشهر إضافية مما يتيح للوالدين فرصة البقاء مع أطفالهم لمدة أكبر وبالتالي الاعتناء بهم بشكل أفضل.

وفي حال اختار الوالدين إرسال أطفالهم لدور الحضانة المزودة بموظفين مختصين وذوي تدريب عالي، كما تقدم الحكومة للوالدين مساعدة مادية لدفع تكاليف دور الحضانة.

2- وجود مدرسين على أعلى مستوى:

تعتبر مهنة التدريس في فنلندا مرغوبة تمامًا كمهنة الطب أو المحاماة. ويتطلب الدخول في مهنة التدريس الحصول على درجة الماستر مما يعني أن الشخص الذي سيتقدم لهذه الوظيفة قد أمضى من خمس إلى سبعة ونصف سنة من التدريب المتخصص كي يصبح مؤهلًا لهذه المهنة. كما أن المجتمع الفنلندي يعتبر أن هذه المهنة تحظى باحترام وتقدير كبيرين، مما ينعكس إيجابيًا على المعلمين فيؤدون مهامهم بفعالية أكبر.

3- يتمتع المعلمون باستقلالية كبيرة:

يتم منح المعلمين قدرًا كبيرًا من الحرية في تطبيق مناهج مبتكرة للتعليم، مثل تطوير منهج “الرياضيات في الهواء الطلق” أو المشاركة مع معلمين آخرين لإنشاء منهج تدريبي يعتمد على الفريق. كما يتاح للمعلمين الفنلنديين التدخل في المحتوى التعليمي وفي طريقة تقديمه أكثر من معظم المعلمين الآخرين حول العالم.

4- توفير أموال كافية من أجل مساعدة الطلاب على تلافي تقصيرهم:

عندما يعاني بعض الطلاب في تعليمهم، فإن الحكومة تتدخل سريعًا لتزويدهم بالمصادر اللازمة لتعويض التقصير الحاصل. حيث يتركز الهدف العام على توفير التعليم لجميع الأطفال بمن فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة.

5- لا يوجد امتحانات في النظام المدرسي:

ليس هناك أي امتحانات في النظام التعليمي الفنلندي حتى السنة الأخيرة من الثانوية! مما يوفر مرونة كبيرة للمعلمين في اختيارهم للمواد التي يدرسونها ضمن فترة معينة، فعلى سبيل المثال يمكن للمعلم أن يخصص أسبوعًا كاملًا لموضوع معين في مادة الرياضيات في حال كان التلاميذ مندمجين في هذا الموضوع.

6- يبدأ الأطفال تعليمهم بشكل متأخر:

لا يبدأ الأطفال بتلقي التعليم المدرسي حتى يبلغوا سن السابعة، في حين أن بقية الأطفال في معظم أنحاء العالم يفعلون ذلك في سن السادسة. وعلى الرغم من ذلك يتم تحضير الأطفال الفنلنديون لتلقي التعليم في مرحلة مبكرة وبشكلٍ غير رسمي، حيث يتم التركيز على منهج التعليم التجريبي من خلال اللعب والحركة في المراحل العمرية التي تسبق سن السابعة.

7- المرح واللعب هما جزء من المنهاج المدرسي:

يؤكد النظام التعليمي الفنلندي على أهمية وجود عنصر المرح في عملية التعليم. ومن أجل ذلك يوجد في جميع المدارس الفنلندية فريق ترفيهي مُكرس لزيادة مستوى السعادة عند الأطفال. كما يتم إرسال الأطفال للخارج لمدة 15 دقية لكي يحظوا بفرصة اللعب فيما بين الحصص الدراسية أربع مرات في اليوم.

كما يُطلب من الأطفال الفنلنديين إنجاز واجبات مدرسية منزلية في المنزل أقل من نظرائهم حول العالم لكي يتمتعوا بوقتٍ إضافي للعب والمرح.

8- الجميع يرتاد المدارس العامة:

هناك القليل من المدارس الخاصة في فنلندا وهي تخضع أيضًا للتمويل الحكومي وتُمنع من فرض الرسوم الدراسية. كما أن جميع التلاميذ في المدارس الحكومية يحظون بنفس نوعية التعليم العالية بغض النظر عن المدرسة الحكومية التي يرتادونها.

9- الأطفال الفنلنديون لديهم مستقبل مشرق مُصمَّم خصيصًا ليلائم نقاط قوتهم واهتماماتهم:

حوالي 93% من الطلاب الفنلنديون يتخرجون من الثانوية أو من المدارس المهنية، وهي نسبة مرتفعة مقارنةً مع بقية الدول.

وهندما يبلغ الأطفال عمر السادسة عشرة، فهم يستطيعون متابعة دراستهم في برامج التعليم المهني أو الالتحاق بإحدى الجامعات الأكاديمية، حيث يلتحق 43% من الطلاب بالمدارس المهنية، كما يتابع حوالي 66% من الطلاب دراساتهم العليا، وهي من أعلى المعدلات في الاتحاد الأوروبي.

10- المساواة بين المدارس:

يحرص النظام المدرسي الفنلندي على تقليل الفروقات بين المدارس لضمان جودة ونوعية تلك المدارس، وليس فقط تقليل الفروقات بين الطلاب. فجميع المدارس الفنلندي تتمتع بمستويات متقاربة من جودة التعليم.


المصدر

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!