يمكن لمؤيدي تعاطي الحشيش تسليط الضوء على العديد من الفوائد من استهلاك النبات أو مستخلصاته، مثل المساعدة على التخلص من الآلام المزمنة والاعتلال العصبي، وعلاج اضطرابات الاستنجاد المنهكة، والتخفيف من أعراض القلق.

ومع ذلك، عدد قليل من الأدوية تكون دون آثار جانبية.

وقد أكد الباحثون عدداً من الآثار والظروف المزعجة وحتى المثيرة للقلق التي تنشأ من استخدام الماريجوانا الثقيلة، مثل متلازمة القيء المفرط.

واحدة من الآثار البيوكيميائية الأكثر إثارة للجدل من الحشيش هو ضعف الإدراك.

تشير دراسة نُشرت عام 2016 إلى أنّ الاستخدام المفرط للحشيش لعدة سنوات يمكن أن يؤدي إلى ضعف الذاكرة، ومع ذلك تبقى البيانات حول التأثيرات المحتملة على المدى القصير أقل تأكيداً.

وبالنظر إلى عدد المراهقين الذين يستمتعون باستخدام هذا الدواء، فإنّ العديد من الباحثين حريصون على تحديد ما إذا كانت عادة تعاطي الحشيش الحالية ستؤثر على قدرة الفرد على الأداء في المدرسة أو العمل.

لذا، قام راندي شوستر من قسم الطب النفسي بمستشفى ماساتشوستس (MGH) بتجميع فريق لفعل ذلك.

وتدور الورقة التي نشرها فريق العمل في صحيفة علم النفس السريري (Clinical Psychology)، حول الفرضية القائلة بأن قدرة الذاكرة يتم إخمادها بواسطة الحشيش.

ولكن بشكل محفز، كشفت الدراسة أيضًا أنّ ضعف الذاكرة يتحسّن أداؤها بشكل كبير وبسرعة بعد إيقاف التعاطي.

وقال شوستر في بيان له:

«نتائجنا تقدم دليلين مقنعين، الأول هو أن المراهقين يتعلمون بشكل أفضل عندما لا يستخدمون الحشيش. والثاني وهو الجزء السار من القصة و الذي ينص على أن بعض حالات العجز المرتبطة باستخدام الحشيش على الأقل ليست دائمة وتتحسن في الواقع بسرعة كبيرة بعد تعاطي الحشيش.»

قام فريق شوستر خلال تجاربهم بتسجيل 88 مراهقاً من منطقة بوسطن (الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 25 عاماً) أفادوا جميعهم باستخدام الحشيش مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.

وأُبلغ نصف المجموعة بالتوقف التام عن استهلاك منتجات الحشيش لمدة 30 يوماً، في حين قيل للنصف الآخر الذي كان متوازناً لمراعاة الاختلافات الموجودة مسبقاً في القدرة الإدراكية، والمزاج، والدافع، ودرجة استعمال الحشيش أن يقوموا بالتقليل من تعاطي الحشيش.

ولأنه من غير الممكن التأكد ما إذا توقف الناس عن التعاطي فإنه تم اللجوء إلى فحص البول.

ولقياس درجة الوعي والذاكرة، قام الفريق بإدارة اختبار إدراكي معروف جيداً وشديد الاستخدام قبل بدء استخدام الحشيش، مطبقاً مرة واحدة في الأسبوع لمدة أربعة أسابيع.

بعد تحليل هذه النتائج، وجد الباحثون أن الممتنعين أظهروا تحسناً كبيراً في التعلم اللفظي وأجزاء الاسترجاع من الاختبار مقارنة بحالتهم قبل ذلك، واستمروا في تسجيل نتائج أفضل على مدار الشهر.

في حين لم يتحسن المستخدمون المستمرون بالتعاطي. علاوة على ذلك، امتلك الخاضعون للاختبارات نتائج ذاكرة أفضل من المستمرين بالتعاطي في الأسابيع الأولى والثانية والثالثة.

وارتبط استخدام الحشيش أو الامتناع عن الجنس مع تغيير في درجات الوعي و الإدراك.

وقال شوستر:

«لقد تم تحسين القدرة على تعلم المعلومات الجديدة ، وهي جانب أساسي للنجاح في الفصل الدراسي، مع استمرار عدم استخدام الحشيش.»

قد يكون مستخدمو الحشيش الشباب الذين يتوقفون عن العمل بانتظام – أسبوعيا أو أكثر – أفضل كجاهزية للتعلم بشكل فعال، وبالتالي أفضل وضع للنجاح الأكاديمي.

ويمكننا القول بثقة أن هذه النتائج تشير بقوة إلى أن الامتناع عن الحشيش يساعد الشباب على التعلم، بينما الاستمرار باستخدام الحشيش قد يعيق عملية التعلم.

ووفقًا لبيان صحفي صادر عن شركة MGH، فقد بدأت بالفعل تجربتان للمتابعة بالعملية. سيُقارن فيها القدرة المعرفية للممتنعين عن تعاطي الحشيش، الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 19 سنة، مع أقرانهم من الذين لم يستخدموا الحشيش أبداً. سوف يتبع الآخرون، الشباب الذين توقفوا عن استخدام منتجات الماريجوانا لفترة زمنية أطول.


المصدر

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!