القصة الكاملة وراء اقصر فترة رئاسية


كان الجو رطبا , باردا , عاصفا ملبد بالغيوم في آذار 4,1841 لكن هذا لم يكن يهم للآلاف الذين قدموا لعاصمة الأمة ليروا الرئيس المنتخب ويليام هنري هاريسون الذي اقسم ليكون الرئيس التاسع للولايات المتحدة بوجود الناس المصطفين في الشوارع وصولا لمبنى الكونغرس في العاصمة واشنطن , وقد وصف هذا الحشد -من قبل جون كوينسي ادامز – على انه أضخم حشد قد شهدته المدينة , ومن قبل كاتب تاريخي على انه الحشد الأكثر صخبا منذ افتتاح جورج واشنطن 1789.
على الرغم من أسلوبه الممل وسنه الطاعن (المتقدم).
الفطنة العسكرية لهاريسون خلال محاربة الهنود من اجل فتح مستوطنات غريبة في بداية القرن قد جعلت تيبيكانوي القديم(لقب اشتهر به بعد معركة تيبانوكوي) مرشح شعبي في صف اندرو جاكسون.مع درجة حرارة في منتصف الأربعينات , هاريسون عبر الشارع ليس بمركبة رائعة كانت قد بنيت بشكل مخصوص من اجله بل –بإصرار- على حصان ابيض لم يكن يرتدي معطفا , أو قفازات أو قبع لأنه شعر بأنها تجعله غير وقور بعدما اقسم خطا نحو المنصة ليبدأ خطاب التنصيب كالتالي:

(دعيت من التقاعد الذي كنت أظنه سوف يدوم لبقية حياتي لأكون رئيس المكتب التنفيذي للأمة العظيمة والحرة , إنا أقف إمامكم , رفاقي المواطنين لأقوم بالقسم الذي هو كما ينص الدستور شرط رئيسي لأقوم بواجباتي هذه المهمة والطاعة للأشخاص المعاصران في حكومتنا والذي إنا اعتقد بأنها تطلعاتكم وانتقل لأقدم إليكم ملخص المبادئ التي سوف تقودني لأداء الواجبات التي دعيت لأقوم بها)

نعم,تلك الجملة الطويلة جدًا. خطابه الذي امتد ل8445 كلمة وتقريبا استغرق ساعتين إلى يومنا هذا, هو أطول خطاب تنصيب في تاريخ الولايات المتحدة.
تماما بعد شهر واحد, ويليام هنري هاريسون توفي –ليكون بذلك الرئيس الأول الذي يموت في منصبه ,واقصر فترة رئاسيي لرئيس في الولايات المتحدة-
وقد أشار البعض ضمنيا (وبعض الأحيان علنيا) إن خطابه الطويل في البرد كان سببا في موته , ولكن لم يبدو انه كان السبب . هو لم يمرض إلا بعد مضي ثلاثة أسابيع بعد خطابه وقد كان واضحا إن مرضه لم يكن متعلقا بدرجة الحرارة . أطبائه لم يساعدوا , جعله ينزف بانتظام باستخدام العلق إضافة إلا علاجات أخرى سوف نتطرق إليها، لكن فترة رئاسة تيبيكانوي القديم كانت قصيرة على عكس خطاب تنصيبه , قصة حياته كانت بعيدة كل البعد عن ذلك.

خلال الحملة أشار هاريسون إلى نفسه لي انه طفل التطور الأمريكي هذا لم يكن تباهياً فقط بل كان صحيحاً ولد ويليام كأصغر طفل لعائلة هارسون الثرية وذات النفوذ في 9 شباط 1773 بين العائلة الأصدقاء كان يطلق عليه أسماء مثل جيفرسون ماد، يسون وواشنطن والشيء الملفت أكثر من ذلك بنيامين هارسون (والد ويليام) عين مندوبا للكونغرس القاري وكان الموقع الأصلي لإعلان الاستقلال (الذي لم يوق حتى أغسطس 1776 , وليس يوليو 4 كما صرح في كثير من الأحيان بسبب صلات عائلته هناك القليل من الشك بأن الشاب ويليام قابل بض إبطاله الثوريين في الحقيقة مع ثقة والده انه كان مقررا له مهنة في الطب أرسل إلى فيلادلفيا ليدرس تحت أشراف بنجامين راش موقع أخر لأعلىن الاستقلال.

على كل حال إن يصبح طبيبا لم يكن أبدا اقل مصير مكتوب لهاريسون ندما توفي والده في 1791 انضم للجيش واستخدم اسم عائلته ليؤمن رتبة ضابط , شق طريقه نحو الأراضي الشمالية الغربية وعمل تحت قيادة الجنرال ماد أنتوني (أنتوني الغاضب) وسمي بذلك بسبب هجومه الجريء على البريطانيين خلال الثورة ) في حصن واشنطن في الوقت الحالي بالقرب من سينسناتي كانت وظيفة هاريسون مساعدة واسين على فتح الأراضي للتسوية مما كان يعني محاربة الأصليين وإجبارهم على بالابتعاد عن الأراضي التي كانت تعتبر تحت السيطرة الأمريكية هكذا بدء هاريسون بتكون اسم لنفسه بمقاتلة الأمريكيين الأصليين.
عندما تفي واين , كابتن هاريسون تولى السيطرة العسكرية على الأراضي الشمالية الغربية في عام 1798 بعد إن قدم استقالته من الجيش وكان قد لقب بأمين سر الإقليم الشمالي من قبل الرئيس آدمز وأول مندوبيها للكونغرس في عام 1800 انقسمت المقاطعة لقسمين أوهايو و مقاطعة إنديانا حيث اختير هاريسون كمحافظ للأخيرة، كمحافظ ,كان قادرا على جميع قدر كبير من المال من خلال المضاربة على الأراضي لكن ربما اكبر جرائمه كانت استغلاله للسكان الأصليين عن طريق سرقة الأراضي بالخداع والقوة وفقا لمركز ميلر في جامعة فرجينيا للرئاسة الأمريكية , استغل هاريسون من عدم قدرة الأمريكيين الأصليين على فهم الفكرة الأوربية لملكية الأراضي قام بالدفع من اجل التوقيع على المعاهدات التي كتبت بقصد خداعهم بالإضافة استفاد من خبرتهم مع الكحول الأوربي (على عكس الاعتقاد الشائع كان لدى السكان الأصلين العديد من أنواع الكحول قبل وصول الأوربيين ) ليخفض من المحظورات وإرغامهم على بقبول بصفقات التي كانت لا تمثل شيئا قيما.
في النهاية هذا أدى إلى حرب مع زعيم السكان الأصلين تيكومسيه على ضفاف نهر صفير يق في ولاية إنديانا اليوم يدعى تيبيكاموي وكان لهاريسون القدرة على ردع تيكومسه ومحاربيه بسبب إعدادهم الفائقة والأسلحة الحديثة مع ذلك أصبح هاريسون حديث الأمة الشابة لمحاربته التمرد الهندي، كما يصفها مركز ميلر”معركة تيبكانو كانت جيدة لويليام هاريسون فقط” في عام 1813 انضم تيكومسه والقوات البريطانية في محاولة لإحراج هاريسون والولايات المتحدة من خلال القسم الغربي من الحرب 1812 ومرة أخرى انتصر هارسون بسبب امتلاكه لعدد اكبر ليس إلا.
سمعته العسكرية تبعته لمدة قرنين ونصف وسمحت له بالترشح واستلام مناصب عدة بما فيها الكونغرس عضو بمجلس الشيوخ وسفير في كولومبيا بالنسبة لكثيرين لم تكن الخدمات العامة هدف هاريسون الاسمي , بل استكمال النمط المترف في الحياة , خرج ودخل في ديون مرات عديدة في حياته غالبا ما كان يأخذ المال لينفقه على الفور جون كوينسي ادامز قال ذات مرة انه كان يعتقد إن هاريسون يملك “عطش الكلاب المسعورة للمناصب المريحة.

مع ذلك عام 1836 تم ترشيحه من قبل الحزب اليميني المشكل حديثا لمنصب الرئيس (مع مرشحين يمينين آخرين مع النية بإيقاف مارتن فان بورين من إن يصبح رئيسا) في عام 1840 تم ترشيه مرة أخرى لغرض واضح الوقوف بوحه مبادئ جاكسون(التي تمثل فان بورين ) على الرغم من محبة هاريسون لأدق الأشياء في الحياة كان قد قدم على انه تناقض مباشر للإدارة السابقة قدم على انه رجل غربي تقليدي عاش في كوخ وأنه بطل عسكري بدل من كونه بيروقراطيا على الرغم من كونها إدعاءات كاذبة لكن هاريسون سحق فان بورين بالانتخابات إذا حشد ما يقارب 80% من الأصوات في الانتخابات. خلال الانتخابات كان هناك شائعات إن هارسون لن يكمل فترة كاملة لأنه كان مرضا خلال الحملة وكان يتعافى من خسارة جديدة لطفل.
في ذلك الوقت كان اكبر رئيس سنا ينتخب 150, سنة بعد ذلك كان تم انتخاب ريغن ليصبح أكير رئيس سنا(الذي أصبح رونالد ترامب في الانتخابات الأخيرة)
في يوم الافتتاح خطاب طويل جدا ومفصل لعديد من الأشياء التي هي أساسا سجله الرئاسي الوحيد انتقد تحول السلطة المركزية بإشراف الفرع التنفيذي في فترة حكم جاكسون وفان بورين وفيما كان يدعي انه لن يترشح لولاية أخرى وقال بأنه لن يتدخل في الشؤون المالية للولايات ولا في قوانينها التي تحدد ملكيتهم للعبيد (حيث كان هو مالكا للعبيد) وتعهد بإخراج البلاد من الكساد الاقتصادي التي كانت فيه.
بعد ثلاثة أسابيع من الخطاب الافتتاحي كانت أول مرة يقول فيها هاريسون لطبيب بأنه يشعر بالمرض, كان يشكو من التعب والقلق كان من المقرر إن يرتاح ويأخذ الأدوية التي نحن لا نأخذها اليوم (مثل خلات من الامونيا والسوائل المحتوية للزئبق) على مدار الأسبوع هاريسون شعر بالمرض أكثر تدريجيا كان طبيبه مقتنعا بأنه التهاب رئوي , لكن ملاحظاته أظهرت عكس ذلك – مع تسجيلات ثابتة لحركة الأمعاء وألم بالأحشاء في 3 ابريل 1841 الرئيس هاريسون قال هذه على ما يبدو كانت كلماته الأخيرة “إنا أتمنى إن تفهموا المبادئ الحقيقية للحكومة أتمنى إن يقوموا بذلك لا أتمنى شيئا أخر.
الأسطورة دائما ما كانت تقول إن هاريسون قد مات من الالتهاب الرئوي الناتج عن رفضه ارتداء كعطف حينما امضي ساعات في البرد والمطر خلال خطاب تنصيبه
في 2014 توصل طبيبان في جامعة ميرلاند في كلية الطب انه من المرجح مات من حمى معوية أو التفوئيد نتيجة لشرب مياه ملوثة وخلال منتصف القرن ال19 مي كثير من الأحيان مياه الصرف الصحي كانت تلقى في مخزن المياه للبيت الأبيض من المحتمل إن البكتيريا قد عششت في المياه التي شرب منها الرئيس مما تسبب له بالحمى كما لاحظ الأطباء هذا السوء في التصميم قد يكزن السبب في وفاة تايلور عام 1850 ولينكولن ابن وليام في أم 1862.
موت هاريسون روج لأزمة دستورية حيث إن رئيسا لم يتوفى من قبل في منصبه وان الدستور لا ينص إذا ما كان نائب الرئيس يجب إن يتولى الرئاسة حتى انتخاب رئيس بانتخابات خاصة أم يجب الانتظار للانتخابات المقررة (وكان في هذه الحالة جون تايلور ) تولى تايلور الرئاسة واقترح هذه الأسئلة إلى المحكمة العليا ومجلس وزراء هاريسون والكونغرس لكن لا أحد يمكن إن يعطي جوابا واضحا وحاسما متأثرا بالآراء قرر تايلور بأنه سيكون الرئيس القادم حتى الانتخابات القادمة والتي كانت بعد أربع سنوات , وقام بقسم التنصيب إمام العامة في 6 ابريل إي بعد 3 أيام من وفاة هاريسون. المنتقدون لقبوه بلقب اسكيدينسي ( يعني من وصل لمنصب مهم بالحظ) ولم توضع قواد واضحة حتى 1967 في التعديل الخامس والعشرين الذي وضعت قانون واضح.


 

طاقم مجلة وسع صدرك

طاقم مجلة وسع صدرك

مجلة وسع صدرك الالكترونية جرعة يومية من الدهشة والفضول

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!