دائماً ما سعى الانسان لتلبية احتياجاته المادية ولكن مع ازدياد هذه الاحتياجات لم يعد قادراً على تحقيق الاكتفاء الذاتي، لذا سعى للتواصل مع مجتمعه وبقية المجتمعات فكان للمقايضة دورٌ أولي في البيع والشراء، وبعد اكتشاف القيمة التداولية للمعادن الثمينة كالذهب والفضة أصبحت تستخدم للتداول بشكل رئيسي، ولكن بسبب انتشار تزوير المعادن أصبح وجود وسيلة جديدة تضبط السوق وتمنع الغش ضرورةً قصوة، ليغدو وجود العملة مرحلة تطورية طبيعية من تاريخ التجارة.

أول من سك عملة مضبوطة كانت مملكة ليديا في آسيا الصغرى 600 قبل الميلاد، ثم ظهرت العملة المسكوكة في الصين، وانتشرت الفكرة في كل بلاد العالم. العملة الورقية ظهرت في القرن السادس عشر الميلادي وكان الصيارفة وراء ظهورها، فبعد تكدس العملة المعدنية عندهم نتيجة وضع الناس لمدخراتهم، أصبحوا يصدرون أوراق تحمل قيمة معينة لضمان حقوق الناس وهذا كانت بداية الأوراق لتقوم المصارف فيما بعد باعتماد واصدار أوراق مالية معينة والبداية من مصرف ستوكهولم السويدي الذي قام بإصدار أول عملة ورقية عام 1656م.

صناعة النقود: إن صناعة النقود عملية متغيرة بسبب تطور التكنولوجيا والحاجة لوضع عوائق تجاه تقليدها وغشها، وبالتأكيد لكلا نوعي النقود المعدنية والورقية مراحل مختلفة للصناعة.

صناعة النقود المعدنية: بعد اختيار مزيج معين يكون غالباً من النحاس والنيكل والزنك، وبعض الدول تستخدم الحديد والكربون والقصدير والألمنيوم, ويكون جرى اختيار الشكل المميز للعملة من نقش وصور وما إلى ذلك مسبقاً, يتم عمل نموذج بالصلصال للعملة المعدنية (يكون أكبر بالحجم قليلًا)، من ثم تتم طباعة هذا التصميم على قطعة الفولاذ المصنعة، وهذا يتم عبر آلات خاصة بطباعة القطع النقدية وعبر آلات أخرى يجري تنعيمها وفي النهاية يتم التأكد من جودة العملة وخلوها من الشوائب.

صناعة العملة الورقية: تتم صناعة العملات الورقية من القطن الخاص وأحياناً من القطن والكتان، ولا يدخل الورق بصناعة الاوراق النقدية لكونه يتلف بالماء بينما لا يتلف القطن. إن نسيج القطن الجيد يحافظ على نفسه لفترات طويلة قد تستمر مئات السنين، يتم أولًا تحويل القطن إلى عجين وذلك بوضعه على حرارة عالية، وبعدها يتم ضغطه لمدة ساعتين ثم يتم خلط العجينة مرات عدة حتى تحصل على ملمسها الناعم، كما في العملة المعدنية يتم تحديد الرسوم والصور والألوان المختارة لكل فئة مسبقاً حتى تحدد قيمتها.

إن حاجات الانسان المستمرة تدفعه لابتكار وسائل جديدة تساعده على توفير الجهد والوقت، فبعد العملة الورقية حالياً يتم التعامل بالدفع الالكتروني، ولاحقاً يبدو المستقبل مبشراً للعملة الكترونية المعماة مثل البيتكوين وخيارات قد لا نتوقعها أيضاً.

أليسار مصطفى العبيد

أليسار مصطفى العبيد

الاطلاع على جميع المقالات

تعليق واحد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!