نحو مليون شخص من الروهينجا – Rohingya – الذي يعيشون في ميانمار – Myanmar – من أكثر الناس اضطهادًا في العالم وهم يعيشون في الغالب في ولاية راخين حيث يعيشوا جنبًا الى جنب مع البوذيين لعقود عديدة، ويقول شعب الروهينجا أنهم احفاد المسلمين وربما هم احفاد تجار العرب والفرس الذين جاءوا الى ميانمار قبل سنين طويلة، وتعاملهم حكومة ميانمار كأشخاص ليس لديهم جنسية فقد فرضت عليهم قيود صارمة من حيث التنقل والحصول على العناية الصحية والتعليم والخدمات الرئيسية الأخرى.

ما الذي حدث لهم؟ اندلع العنف في ولاية راخين الشمالية في 25 من اغسطس عندما هاجم مسلحون القوات الحكومية، وردًا على ذلك شنت القوات الحكومية التي تدعمها الميليشيات البوذية عملية تطهير ادت الى مقتل ما لا يقل عن 1000 شخص وهرب اكثر من 300,000 الف شخص من ديارهم، وقد تحدث اللاجئون عن المذابح في القرى حيث يقولون أن الجنود حرقوا منازلهم ومارسوا كافة أنواع العنف.

كم عدد الذي قتلوا، اصيبوا، اضطروا الى الهرب؟ ادعت حكومة ميانماران نحو 400 شخص لقوا مصرعهم حتى الأن، ولكن هناك اخرين يقولون أن العدد أكبر بكثير وقدرت وكالة الأمم المتحدة في 7 سبتمبر أن نحو 1000 شخص لقوا مصرعهم، وقال وزير الخارجية البنجلاديشى محمود عباس وفقًا لمصادر غير رسمية ان عدد القتلى بلغ نحو 3000 شخص، وقد فر أكثر من 310,000 شخص إلى بنغلاديش بحلول 11 سبتمبر وكثير منهم مريض وبعضهم مصاب بعيار ناري.

ما هي أصل القصة؟ على مدى عقود اندلع العنف بشكل متكرر في ولاية راخين وفي اكتوبر عام 2016 قتل تسعة رجال شرطة على ايدي رجال مسلحين يُعتقد بأنهم مسلمون، مما ادى الى فرار نحو 87,000 شخص الى بنغلاديش، وفي ذلك الوقت ادعي مسؤول في الأمم المتحدة بأن حكومة ميانمار تسعى لتخليص البلاد من المسلمين ولكن حكومة ميانمار تنفي هذا الأتهام، وايضًا زادت حكومة ميانمار من اعداد القوات في راخين بعد العثور على سبعة بوذيين اختطفوا حتى الموت.

ما الذي تقوله حكومة ميانمار؟ وزعمت الحكومة بأنها تستهدف فقط المسلحين المسؤولين عن الهجمات على قوات الأمن وأن اغلبية القتلى أرهابيون، كما اتهمت الحكومة العاملين فى مجال المساعدات الدولية بمساعدة الارهابيين فى محاصرة قرية فى ولاية راخين وبالطبع نفى هؤلاء العاملين هذا الأتهام الموجه اليهم.

لماذا لا تفعل ونغ سان سو كي شئ حيال هذا الأمر وهي المستشار لدولة ميانمار؟ عندما توجهت أونغ سان سو كي – Aung San Suu Kyi – إلى السلطة كان هناك آمال كبيرة في القضاء على الانقسامات العرقية الراسخة في البلاد، ولكنها اتُهمت بعدم فعل شئ في حين أن العنف يرتكب ضد الروهينجا، وتزداد الضغوط الدولية عليها للحد من العمليات العسكرية، ويرى البعض أن أونغ سان سو كي تخشى وجود جيش لا يمكن التنبؤ به، واضافت بأن ليس لديها الموارد الكافية لوقف هذا النوع من العنف والعنصرية وقالت ايضًا بأنها تبذل قصارى جهدها للتأكد من ان الجميع لهم حقوقهم.

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!