نشر موقع آيون تقريرًا عن الحياة الجنسية في العصور الوسطى وأهم ما تميزت به وقتها.

ويقول التقرير بأن تاريخ الجنس واضح فقد عاشت شعوب الغرب المسيحي قرون من الكبت الجنسي مقيدة بالخوف من الذنب لا يعرفون شيئًا حول أجسادهم.

حيث كان الذي لا يلتزم بمعايير الدولة والكنسية والمعايير الأخلاقية العليا يواجه العقاب والنبذ، إلى أن تغير الوضع في منتصف القرن العشرين.

لكن الحقيقة بحسب التقرير مختلفة وذلك بسبب أن النشاط الجنسي أكثر إثارة للاهتمام من ذلك.
فالكثير من تلك الافتراضات المسبقة حول الحياة الجنسية وقتها ترجع إلى الاعتقاد الخاطئ بأنهم كانوا أشخاص بسطاء يعيشون في عصر من التعصب الديني والجهل الطبي.

ولكن الحقيقة أكثر تعقيدًا مما تقترحه الانحيازات المعاصرة، إذ اختلطت الاعتقادات المسيحية بالنظريات الطبية القروسطية لتساعد على تشكيل بعض من أكثر الأفكار إدهاشًا وتعقيدًا عن الجنس، وأنواع واسعة من الممارسات الجنسية المختلفة، قبل الثورة الجنسية بوقت طويل.

وبحسب التقرير ايضًا فإن حالة رجل الدين الفرنسي أرنو دو فرنيويلهي أكثر توضيح على تعقيد النشاط الجنسي القروسطي.
فقد كان فرنيويل قد مارس الجنس مع بائعة هوى في أحد الأيام في بدايات القرن الرابع عشر عندما كان طالبًا، واعترف بخطئه بعد ذلك بسنوات عديدة أمام محكمة التفتيش قائلًا:

«في ذلك الوقت كانوا يحرقون المجذومين، وكنت أعيش في تولوز، يومًا ما أقمت علاقة مع بائعة هوى وبعد أن ارتكبت ذلك الذنب بدأ وجهي يتورم، كنت مرعوبًا وظننت أنني أصبت بالجذام، ومن ثم فقد أقسمت أنني لن أقيم علاقة مع امرأة أبدًا في المستقبل.»

وكان ينظر أطباء القرون الوسطى وقتها إلى الإسراف في ممارسة الجنس على أنه مشكلة طبية حقيقية.

فقد كان الكثير من النبلاء يموتون بسبب الإسراف في الجنس، فمنهم جون الدوق الأول للانكاستر الذي قيل بأنه قد مات بسبب تعفن أعضائه التناسلية.

كذلك رالف كونت فيرماندوا الذي تزوج لتوه زوجته الثالثة عندما مرض بشدة، فنصحه الأطباء بالامتناع عن الجنس ولكنه لم يستجيب.



وبعد أن فحصه الطبيب عندما اشتد مرضه قاله له بأن يرتب أموره لأنه سوف يموت بعد ثلاثة أيام، وهو تشخيص ثبتت دقته.

وبحسب الفهم القروسطي لجسد الإنسان المبني على نظام الأخلاط الأربعة: الدم، والبلغم، والسوداء، والصفراء.

فقدخرق هذين الرجلين ذلك النظام، حيث كان مستمدًا من فكرة مفادها أن الصحة تعتمد على توازن السوائل.

وينتج المرض نتيجة لاختلال ذلك التوازن،الذي كان يتم عبر طرد سوائل الجسد بما في ذلك السائل المنوي.

لذلك كانت الممارسة الجنسية المنتظمة جزءًا من الحياة الصحية لمعظم الرجال بشرط التوسط، فالكثير من الجنس سوف يؤدي إلى استنزاف الجسم، كما في حالة الكونت رالف.



كذلك التغييرات التي حدث في الاعتقاد الديني قد أزالت بعض المخاوف التي واجهها شعوب القرون الوسطى.

ولكن التغيير لم يطل كل شيء وذلك بسبب المطالب المتعارضة مع الصحة، والضغوط الاجتماعية والميول الشخصية.

فكما كان الحال في القرون الوسطى فإن الجنس في القرن الواحد والعشرين مازال متعة ومشكلة على حد سواء.

المصدر

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!