يعاني الكثير من الأشخاص من التعرق المفرط عندما يكون الطقسُ حارًا ومشمسًا في الخارج، ولكن بعض الأشخاص بنسبة نحو2-3% يعاني من حالة معينة من فرط التعرق «Hyperhidrosis» تجعلهم يعانون من ذلك إلى درجة قد يقطر العرق من أيديهم، ففي هذه الحالة الخاصة يتعرق الشخص المصاب إمّا بغزارة أو بدون سبب واضح لذلك وهي من المشاكل المزعجة للمريض فضًلا عن الإحراج الاجتماعي الذي تسببه.

تختلف العوامل المسببة للتعرق المفرط اعتمادًا على النمط، ففي بعض الحالات لا يستطيع الأطباء أن يجدوا أي سبب للمشكلة وهذا النمط يدعى بفرط التعلق الأولي أو البؤري «Primary\Focal Hyperhidrosis» وفيه يشمل فرط التعرق اليدين والقدمين وتحت الإبطين والوجه وذلك بدون أي سبب واضح أو مباشر، أمّا الحالات الباقية تندرج تحت النمط الآخر ويدعى بفرط التعرق الثانوي أو المعمم «Secondary\Generalized Hyperhidrosis» وفيه يشمل التعرق كامل الجسم أو منطقة كبيرة منه إمّا بسبب وضع صحي معين كالحمل وسن انقطاع الطمث والسمنة أو بسبب مرض كالسكري والتهاب المفاصل الرثياني والنقرسي وفرط نشاط الدرق أو بسبب عدوى إنتانية مثلًا بالإضافة إلى أمراض وأدوية عديدة أخرى.

بالنسبة لطرق العلاج فتتبع السبب وفي حال كان مرض أو دواء معين فالعلاج النهائي يكون بعلاج السبب بشكل رئيسي أما العلاجات الأخرى فتشمل كخطوة أولى استخدام مانعات التعرق لأنها في الغالب تحتوي على أملاح الألمنيوم وعندما تضعها على بشرتك ستشكل سدادة مؤقتة توقف العرق من التدفق، أمّا الطرق الأخرى تضم أربعة علاجات طبية قد يقترحها الطبيب عليك وهي:
1- الإرحال الشاردي «Iontophoresis»: في هذا العلاج يجلس الشخص ويضع يديه أو قدميه أو كليهما ضمن وعاء من الماء لنحو 20- 30 دقيقة بينما يمر تيار كهربائي بشدة معينة عبر الماء، لا أحد يعلم تمامًا عن كيفية عمل هذه الطريقة ولكن الخبراء يعتقدون أنها تمنع العرق من الوصول إلى سطح البشرة ويحتاج الشخص عادةً عدة جلسات للوصول إلى درجة مرضية من العلاج، وعلى الرغم من أنّ شدة التيار آمنة للإنسان إلا أنها لا توصف للمرأة الحامل أو من يمتلك جهاز نظم خطى قلبي صنعي أو أي تركيب معدني مزروع داخل الجسم (بما فيها التعويضات المفصلية) أو من يعاني من أمراض قلبية أو صرع.

2- الذيفان الوشيقي «Botulinum toxin»: أو حقن البوتوكس وهو خيار علاجي آخر يقوم أساس عمله على منع المادة الكيميائية التي تنبه الغدد العرقية ولكن عمله مؤقت وقد تدوم النتائج لسنة تقريبًا.
3- الأدوية المضادة للكولين: في حال فشل العلاجات السابقة قد يصف الطبيب بعض العقاقير المضادة للكولين ولكنها لا تناسب الجميع بسبب الآثار الجانبية الكبيرة لها كتشوش الرؤية وخفقان القلب ومشاكل بولية.
4- الجراحة: قد ينصح الطبيب بعلاجات جراحية لمن يعاني من التعرق المفرط بشكل كبير ولا يستجيب لأي من العلاجات الأخرى وتشمل قطع العصب الذي ينبه أو يفعل نشاط الغدد العرقية المعنية وتدعى قطع الجذع الودي بالمنظار «Endoscopic Thoracic Sympathectomy» ولكنها غير قابلة للعكس ولها تأثير جانبي مهم يعاني منه معظم الخاضعين لها يدعى بفرط التعرق المعاوض وهو عندما يتوقف الجسم عن التعرق في منطقة يبدأ بالتعرق في منطقة أخرى للمعاوضة.


المصدر

دانيا الدخيل

دانيا الدخيل

مهتمة بآخر مستجدات العلوم المختلفة واﻷخبار المتنوعة وأحاول المساعدة في نشرها.

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!