لا ريب أن الأسهم تشكل عاملًا جوهريًا لنظامنا الأقتصادي بأكمله، إلا أن كثيرًا منا يجهلون الغرض الحقيقي منها، ولتغيير ذلك، إليك بعض الأمور الأساسية الواجب معرفتها عن أسهم الشركات قبل أن تبدأ بالاستثمار في شركات حول العالم.

مقدمة في الشركات: لنحاول أن نفهم ماذا تعني الشركة قبل أن ندخل في تفاصيل الأسهم والحصص، تخيل أنك رغبت في بدء تجارة في السماعات، لكنك لست على دراية حقة بهذه التجارة، أو حتى السماعات، لذلك فإنك ستحاول قدر المستطاع التقليل من المخاطر، فتنشئ شركة، والتي تشكل كيانًا مستقلًا يمتلك ضرائبه الخاصة به ويعامل كشخص مختلف، وفي هذه الحالة، فإن جميع الخسائر التي تتحملها في تلك التجارة لن تستهلك منك مدخراتك الشخصية، ومن السهل أن تفلس شركتك دون أن تؤثر عليك بصورة مباشرة.

البورصة أو سوق الأوراق المالية: سوق لكنها تختلف عن غيرها من الأسواق، فهي لا تعرض ولا تملك في معظم الأحوال البضائع والسلع، فالبضاعة أو السلعة التي يتم تداولها بها ليست أصول حقيقية بل أوراق مالية أو أصول مالية، وغالباً ما تكون هذه البضائع أسهم وسندات. والبورصة سوق لها قواعد قانونية وفنية تحكم أدائها وتحكم كيفية أختيار ورقة مالية معينة وتوقيت التصرف فيها وقد يتعرض المستثمر غير الرشيد أو غير المؤهل لخسارة كبرى في حال قيامه بشراء أو بيع الاوراق المالية في البورصة لأنه استند في استنتاجاته في البيع أو الشراء على بيانات خاطئة أو غير دقيقة أو أنه أساء تقدير تلك البيانات.

السندات والحصص: تشكل القروض إحدى وسائل جمع المال، سواء كانت من جهة بنكية أو إصدار سندات، وعندما تصدر شركة سنداتها، فإن هذا يعني أنها بصورة أساسية تقترض مالًا مقابل شهادات سندات، وإذا امتلك شخص ما إحدى هذه الشهادات، فطالما لم تفلس تلك الشركة، فإنه بإمكانه أن يستعيد حصته الأساسية عند الموعد المستقبلي المقرر له بالإضافة إلى فائدة محددة، وهذا ما يدعى بتمويل الديون.

والآن لنعود لشركة تجارة السماعات، قد لا ترغب بإصدار الحصص أو السندات، لكنك لست على دراية بكيفية جناية الأرباح في المستقبل، لكنك في حاجة لتمويل رأس المال، وفي هذه الحالة، فإنه وعوضًا عن إقراض المال كما في الحصص والسندات، فإنك ستخصص أجزاء من شركتك للبيع.

وتستطيع إما أن تكون انتقائيًا وتدعو شركاءً استراتيجيين فقط إلى شركتك، كمهندس صوت غني يرغب في استثمار مال كاف في شركتك كي يمتلك القدرة على أن يكون جزءًا من عملية صنع القرار. ولنفرض أن مهندس الصوت اشترى 40 ألف حصة من أصل 100 ألف حصة من حصص شركتك، يمكننا القول الآن بأن المهندس يمتلك 40% من الشركة، و40% من حصص الأرباح والخسائر، و40% من حقوق التصويت عندما يتعلق الأمر بقرارات الشركة.

إذا لم تكن راضيًا بعد، فإن أمامك خيار آخر، وهو تمييع او إضعاف حصص الأسهم بصورة كبيرة من خلال عرض حصص جديدة على مموليين خارجيين، عند تلك النقطة، ستقرر ما إذا أردت إدراج شركتك على سوق البورصة حيث يستطيع أي شخص في العالم شراء أو بيع أسهم شركتك.

ولكن ما الفائدة من شراء الأسهم؟: ناقشنا مسبقًا الفائدة التي يجنيها مالك الشركة من مشاركة الأسهم، فإصدار الأسهم يشكل أفضلية للشركة لأنها لا تتطلب من الشركة أن تدفع مالًا أو أن تسدد فوائد على طول الطريق، لكن لماذا يفضل المشتري الأسهم على السندات علمًا بأنه لا توجد ضمانة بتلقي استثماره الرئيسي؟ بعد كل هذا، فإن الشيء الوحيد الذي يتلقوه أصحاب الأسهم مقابل أموالهم هو أمل بأن تلك الأسهم ستعود عليهم يومًا ما بأموال أكثر مما دفعوا في البداية. كإحدى أصحاب الأسهم، فإنك لست عرضة إلا لخسارة استثمارك الأولي، فالأسهم أكثر مرونة من السندات، لأنك تمتلك دائمًا خيار بيع أسهمك إذا لاحظت أن الشركة تخسر الأموال، وبكلمات أخرى؛ إذا ربحت الشركة ستربح أنت، وإذا أفلست الشركة، ستخاطر بخسارة استثمارك.

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة
مهندس مدني من الأردن، أسعى إلى زيادة الوعي في التقدم المعرفي والمنهج العلمي وتعزيز بنية الفرد العربي ثقافياً وإنسانياً

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!