تقدم أنطاليا العديد من الخيارات لزوارها، إذا أردت جرعة من المناظر الطبيعية، فإنك ستجد قائمة من الأماكن تبقيك مشغولًا، كما أن هذه المدينة المتاهية القديمة مليئة بالأماكن الأثرية، وتتموضع في موضع مناسب لتكون مطلًا للمنطقة المحيطة حولها، بالإضافة إلى أنك ستجد المزيد من الأطلال في انتظارك، وليس جميعها تاريخية، يمكننا وصف المدينة كنقطة انطلاق مناسبة نحو شواطئ تركيا وملاذًا آمنًا لمحبي الشواطئ والآثار.

أولًا: أنطاليا القديمة (كاليسي) تمتلك مدينة كاليسي قصورًا حمراء وتتصف بشكل متاهي، بنيت هذه القصور في العصر العثماني وتحولت اليوم إلى فنادق، وأسواق، ومعارض فنية، ومطاعم، وبالرغم من أن المدينة تميل لكونها متنفس آمن في أجواء العالم القديم، إلا انه يوجد العديد من أماكن الجذب السياحية لهؤلاء ممن يرغبون في جولة سياحية رائعة، مثل الميدان الرئيسي كالي كابيسي الذي يمتلك بوابة حصن وساعة برجية، بالإضافة إلى مسجد بني في القرن الثامن عشر يستحق الزيارة بما يملكه من زخارف داخلية، كما هناك أطلال مأذنة قديمة تدعى مأذنة كيسيك لمسجد حرق في القرن التاسع عشر، وهو ما تبقى من بناء بنته الإمبراطورية الرومانية، ثم حول إلى كنيسة بيزنطية، وأخيرًا أصبح مسجدًا.

ثانيًا: الميناء القديم: يقبع ميناء أنطاليا القديم في جرف منحدر صخري، ويحوي في طياته محلات عتيقة، ومقاهٍ عريقة، وبازارت، وقوارب تطل على البحر الأبيض المتوسط، كما تتميز المنطقة بأجواءها البحرية الرائعة، ومن الصعب تخيل أن هذا المكان كان في يومٍ من الأيام موقعًا اقتصاديًا غاية في الأهمية، لكن منذ القرن الثاني حتى العشرين، فإن هذا الميناء كان الميناء الرئيسي للمنطقة، حاملأ التجارة والازدهار إلى المدينة والمناطق المحيطة، أما في هذه الأيام، فإنك ستأتي إلى الميناء وتتسوق ثم تذهب لتراقب الشمس فوق البحر أثناء شربك للقهوة، أو تركب قاربًا في عرض البحر لتمارس السباحة وتتأمل الطبيعة، بل وحتى تتمدد عند الشاطئ.

ثالثًا: متحف أنطاليا: إذا كنت مهتمًا بالتاريخ التركي يجب عليك ألا تشيح النظر عن هذا المتحف، فالمعارض الباهرة تحتفظ بأروع الاكتشافات المعثور عليها في مواقع الحفريات على طول الساحل التركي، بل إن المجموعات المعروضة تظهر موضة مثالية جاعلة التاريخ التركي ثري ومعقد للفهم، كما يقدم قسم الأثريات الحقبة البرونزية من العصر البيزنطي، وإذا لم يوجد لديك متسع من الوقت فألق نظرة على المعارض الحاملة في جعبتها الفسيفاء، وكنوز فضية، وتماثيل لاهوتية.

رابعًا: مأذنة يفلي: من أبرز المعالم الأثرية في أنطاليا هي مأذنة يفلي والتي بناها السلطان السلجوقي علاء الدين كيكوباد، تمثل المأذنة فن العمارة السلجوقية، ولا يزال المسجدًا المبني في القرن الرابع عشر مأهولًا بالمصلين حتى الآن، وتقع المأذنة بجانب مدخل المدينة القديمة، ومقابل المأذنة توجد ساعة برجية تعود إلى العصر العثماني.

خامسًا: بوابة هادريان: بوابة هادريان هي واحدة مداخل مدينة كاليسي القديمة، وتمتد بمحاذاة جدران مدينة رومانية قديمة على الجانب الشرقي، كما أن بوابة هادريان هي الأكثر بروزًا في ذلك القسم، وقد أقيمت البوابة على شرف زيارة الامبراطور هادريان بنفسه، بوابة هادريان تمتلك 3 أقواس مدعمة بأبراج وزاخرة بالمنحوتات.

سادسًا: الحصن الروماني: بني في القرن الثاني، ويطل بارتفاع 14 متر وشكل اسطواني على ميناء قديم، لا يعلم أحد على وجه التأكيد ما هي الغاية من هذا الحصن، لكن أغلب الظن أنه كان برج مراقبة أو منارة لذلك الميناء القديم، أما الآن فإن الحصن بقعة رائعة لمراقبة غروب الشمس للحصول على مشهد بانورامي على الميناء.

سابعًا: اسبندوس: السبب الرئيسي لزيارة هواة التاريخ لانطاليا هو لشد الرحال إلى اسبندوس، هذا الموقع الأثري هو موطن المسرح الروماني الذي يعتقد أنه أفضل المسارح الرومانية الصامدة حتى الآن وهو واحد من أكثر ما يجذب السياح إلى تركيا، يعود زمن ازدهار هذه المدينة القديمة إلى القرنين الثاني والثالث، عندما بنيت معظم أطلال المدينة التي نراها اليوم، وقد أعيد ترميم المسرح ليتسع ل 15000 متفرج.


 

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة
مهندس مدني من الأردن، أسعى إلى زيادة الوعي في التقدم المعرفي والمنهج العلمي وتعزيز بنية الفرد العربي ثقافياً وإنسانياً

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!